ملاحظة: اتذر عن الاضطرار لتضمين الموضوع بعض العبارات باللهجة العامية العراقية المموسقة استدعاها الحوار بين متخلف ومن كان متخلفا والموضوع ربما جديد على الطرح او هكذا ويدور حول رقم الصفر الذي نادراً ما نستعمله او نتطرق اليه ربما بسبب حالة التخلف التي نعيشها حيث اعتقد ان إعادة الاعتبار للصفر مظهر من مظاهر دحر التخلف. لكم الشكر على كل حال.
حديث بين متخلف واخر كان متخلف
المتخلف: بانفعال وحدة قال للذي كان متخلفا: انت امامي صفر!!!هل تعرف معنى الصفر؟
من كان متخلفاا: شكراً جزيلاً على هذا المدح الذي لا استحقه. هذا جميل اعترف لك به وافتخر بذلك الوصف وأستطيع ان أصف حالتك وأنت تمدحني الان اصيغه بالعامية العراقية المموسقة:
((مْتْعَصُبْ او ترْجِفْ
او وجهك أصفر مْنْخُطُفْ
كَلت: تُعْرُفْ
كَتلك لا…من عندك شرح انتظر
كَلت اسمع وزين اعرف
شمكبرت انت كَدامي صفر
ضحكت…كَلت تضحك وانه سويتك صفر)
ثم أكْمَلَ :(اغرقتني كرماً فذاك حميدُ…يبن الكرام الطيبين الصيد)
المتخلف: انت صفر وتقول شكراً على هذا المديح!! كنت اتصورك تزعل او تعتب وحتى تتطاول …لكن تستفسر هذا عجيب!!! فهل للصفر معاني خافية احتاج ان توضحها لي ولغيري.
من كان متخلفاا: لو كان مدحك هذا قبل (كان) لكنت مثل ما تتصور…لكن هذا كان…هذا مدح به افتخر واعرف أنك مدحتني وانت مضطرب أي بدون وعي…وهذا الفرق بيني الان وبين ما كنت عليه عندما كنت مثلك.
المتخلف مذهول من هذه الإجابة وذلك البرود في الرد…فردَ غاضباً: لأنك لا تعرف معنى الوصف…انت صفر؟؟!!
رد من كان متخلفا وبعد ان تأكد من نفسه انه انقطع بالتمام وابتعد وتخلص من التخلف وانعكاس ذلك هو هدوءه في تقبل الوصف والهدوء في الرد وانفتاح عقله لتقبل الكلام والوصول الى معناه الصحيح الذي يميزه عن المتخلفين…فقال:
انا لا استحق عَظَمَتْ الصفر وإن رغبت بالتوضيح اطلب ذلك حالاً أو بعد ان تهدأ نفسك المنفعلة تحت تأثير تخلفك لآنك سترتجف من معنى (عَظَمَتْ)
المتخلف: عجيب انت تتقبل الإهانة والتصغير والتصفير…ما كان عهدي بك هكذا… وتريدني ان اطلب توضيح ذلك… على أي حال تفضل اتحفنا عن الصفر وعظمته أيها الصفر… هيا وضح أيها الصفر المُعَّظَمْ وهات ما عندك؟
من كان متخلفا: كم عددنا الآن؟
المتخلف أجاب: واحد طبعاً وهو انت وانت كما قلت لك صفر.
من كان متخلفا: انت الواحد وانا صفر كما تقول؟
المتخلف: نعم
من كان متخلفا: لو وضعنا صفر امام واحد كم سيكون الرقم الجديد؟
المتخلف: سيكون عشرة طبعاً…وما علاقة ذلك بالموضوع؟
من كان متخلف: العلاقة هي أنك واحد كما ذكرتَ وأنا صفر… وضعت انا الصفر امام انت الواحد وحسب رأيك صار الرقم الجديد عشرة…فانت اذن واحد من هذه العشرة وانا التسعة الباقية… يمعى آخر انت عُشر وانا تسعة اعشار ولك ان تقدر حجمك وموقعك وتأثيرك.
وللتوضيح أكثر لآنك كما يبدوا تحتاج اليه اُريدك ان تعدد لي الأرقام دون ان تستخدم الصفر…
المتخلف: ماذا تعني؟
من كان متخلفا: انا اجيبك…ستعدد: واحد اثنين ثلاثة…تسعه… وتحتار بعدها دون ان تتوسل مساعدتي لك لآن الارقام ستتوقف وتبقى تدور على نفسها وتدور انت على نفسك وخيبتك…وهذا الوضع ليس بجديد فهو منذ الاستخدام الأول للأرقام واستمر دهور الى ان تكفلتُ انا الصفر بفتح الطريق امامها وامام الحياة.
المتخلف: كيف أيها المتفلسف الصفر؟
من كان متخلفا: أسألك: ماذا بعد رقم تسعه؟
المتخلف: طبعاً عشرة أيها الفيلسوف الصفري.
من كان متخلفا: اذن احتجت اليَّ انا الصفر لتستمر الأرقام وتتوالى…الصفر الذي هو انا هو من اوجد الحل لهذه المعضلة التي واجهت البشرية وهو الذي فتح ذلك الفجر الجديد عليها واوصلنا الى ما نحن عليه اليوم…الصفر الذي تستصغر وتفكر إنك به تهين الاخر هو المنقذ … وهذا المثلث الذي قاعدته الفاء وضلعية الصاد والراء تَرَّكَبَ هكذا من معاني حروفه الثلاثة التالية:
الصاد الضلع الأيمن الصادح الصبح الصادق الذي صبرت البشرية طويلاً حتى طل بنوره وشروقه.
اما ضلعه الايسر الراء فهو من راح الظلام والفقر وحل الربح وتبدد الضيق بالرحابة.
اما الفاء فهي القاعدة الممتدة على مدى فجر الإنسانية المشرق بالنجاح الدائم المعزز بالفرح الذي يشيعه كل انسان فاضل أوجد فسحة من الامل امام أخيه الانسان العابر على كل الصغائر الى فوق قمة جبل الفلاح.
الصفر يا أيها الصديق المتخلف هو الفَجِرْ الذي طَرَّ على الارقام وخلَّف ملامح بارزه وحقق نصر وأزال الغشاوة عن البصر فانطلقت الأرقام والابداعات والنجاحات.
الصفر أيها الفاقد لقيمته هو للأرقام والناس كما الماء والهواء للحياة.حيث كل انطلاق يبدأ بالصفر حتى في الفعاليات الرياضية او غيرها حيث العد …ثلاثة …اثنان…واحد…انطلق …فالصفر يعني الانطلاق وهذا سائر في كل العالم الا عند المتخلفين حيث العد هو واحد…اثنين…ثلاثة
ولا تنسى يا من ارفق به واتأسف عليه ماذا تعني ساعة الصفر
من كان متخلفا: لو ضربنا حسابياً انت الواحد × واحد مثلك ماذا ستكون النتيجة؟
المتخلف: 1×1=1طبعاً
من كان متخلفا: وإذا ضربنا انا الصفر في انت الواحد ماذا ستكون النتيجة؟
المتخلف: سكوت/صمت
لو ضربنا كل من هم على شاكلتك من الأرقام بهذا العبد الفقير الصفر انا …ماذا ستكون النتيجة؟
الصمت مستمر…
من كان متخلفا: الصفر أكبر منك ومن كل رقم.
انا لا اعترض على إني صفر او تعتقد ان وصفك لي به يزعجني…انا صفر…نعم افتخر فأنا أكبر من كل من يعتبر الصفر لا يوجد او لا شيء من امثالك مجتمعين…لماذا أقول هذا؟
الجواب: الصفر أكبر مما تتصور ومن صفاته التي جعلته وتجعله كبيراً عظيماً فاعلاً متميزاً هي: سمات التواضع والقوه والشرف.
فالصفر متواضع …فهو باقي في كل زمان ومكان صفر اي على حاله لا يستطيع أحد تغييره فهو دائما صفر ويضحك على امثالك ممن لا يعرفون قيمته لكن بأدب وبدون تشهير.
الصفر قوي… لآنه قيمه ثابته ويغير كل قيمه ولا يتغير لو حسابيا تضرب أي رقم بصفر لن يكون مصيره إلا أصله واقصد صفر…كل الأرقام تترنح في بحره وتعود الى أصلها …لو تقسمه حسابيا على أكبر رقم تتصور… سيدخله في متاهات وبحور الصفر دون تردد او تأخير.
أكبر رقم لو رفعت منه صفر يتدهور او ينحدر ويفقد عشرة أمثال قيمته.
الصفر شريف ان صح القول لآنه ثابت او لا ينصرف ليس فيه رُبُع ولا ثُلُثْ ولا نُصُفْ ولا فيه أجزاء:
(شوف أشكثر هالصفر يحمل وصف
ولبه معنى وسر
ثابت او ما ينصرف
لا بيه رُبُع لا بيه ثُلُثْ لا بيه نُصُفْ
بالصَرُفْ بالعُرُفْ بالتَرَفْ هو صفر)
وهنا لا يفوتني ان اذكر ان اهم رقم في وباء كورونا التي تم البحث عنه هو الصفر والبحث في كل بلد ترَّكز على الإصابة رقم صفر لأهميتها في تحديد مصدر العدوى حيث بمتابعتها يمكن تحديد طريقة وصولها لهذا البلد او ذاك. ويمكن منها تحديد أماكن انتشار المرض او المصابين به.
اما انت: واحد…فلك أجزاء كثيره قد تسيء لك حيث جميعها تصغير لك وانت لا تعرف:
واحد من مليون…واحد من ألف…واحد من مائة…واحد من عشرة… وفيك أجزاء أخرى ولكل جزء قيمه تختلف عن الأخرى.
والان أليس من حقي ان افتخر بوصفك أني: صفر
وأنت يجب أن تخجل من نفسك لآنك واحد كذا وكذا
واحد…اربعة حروف
واو: ربما من وحيد وغيرها
الآلف: من أصغر وغيرها
الحاء: من حافي وغيرها
دال: من دَناءة وغيرها.
(وهسه كلمن استهزاء بالصفر
آثم…وماخذه طيش ومتخلف ومنحرف
الصفر أكبر واقوى وعلى كل رقم منتصر).
يجب ان نقف جميعاً إجلالاً وإكراماً وفي كل ساعات أيام عمر البشرية لمن ابتدع/اخترع/ اقترح الصفر والى اول من استعمله بحيث اليوم كل ما نحن فيه من تطور نتج عن الصفر ويقال انه يدخل في شفرة الحاسوب.