نتيجة الفقر والبحث عن مصدر الرزق التجأت عائلتنا الى مزارع ناحية ربيعة شمال غرب شنكال ولكن نتيجة تأزم الوضع الامني وظهور الارهاب من قبل منظمة القاعدة سنة ٢٠٠٦ عاد جميع اهالي شنكال وبقينا لوحدنا هناك ، لأننا كنا نمتلك دكانا صغيرا نسترزق منه .
وتقول ه ح خ / من احدى مجمعات قضاء شنكال:
ذات يوم سمعنا دوي العيارات النارية من جهة الدكان ركضت الى الوالدة واخبرتها.
هرعنا الى الدكان وتبين ان جماعة تنظيم القاعدة قد قتلوا والدي وقد فارق الحياة بينما شقيقي (٢٢) عاما مصاب بعدة عيارات نارية، وضعت الوالدة رأسه في حضنها وبكينا على ضحايانا انهما قتلا لكونهما من معتنقي الديانة الايزيدية لا لسبب آخر ، استنجدت الوالدة بالحضور كي يتم نقل شقيقي الى المستشفى لكن الجميع اصابهم الخوف من مناصري التنظيم ومضى فترة طويلة وشقيقي ينزف دماً وحينما وصلت قوات الشرطة والاسعاف، فارق شقيقي الحياة وتم نقل الجثتين الى مستشفى شنكال وتركنا اثاثنا ومحتويات واثاث الدكان في ربيعة دون العودة اليها .
عدنا الى القرية ونحمل هموما ثقيلا لا نمتلك عفشاً او اي ادوات المنزل ولا حتى رغيف خبز، وفقدنا أعزاء الدار ، بقينا نعيش على خيرات الناس وكانت الوالدة تردد دائما استجرت بالجميع ان ينقذوا ابني المصاب ولم يستجب أحد، اصابها الهموم ليل نهار حتى اصيبت بمرض السرطان ، لم نستطع معالجتها وتوفير الادوية اللازمة لها لانعدام الامكانيات، لم تمر فترة طويلة حتى فارقت الحياة .
بعدها ساءت وضعنا المعيشي من سوء الى أسوء، رحلت زوجة والدي مع اطفالها الى قرية كندالة في مجمع مهد/ قضاء شيخان، بقينا نحن الاشقاء في دارنا المتواضع جدا نعيش على صدقات الخيرين ، كانت شقيقتي الكبيرة (١٨) عاما تتألم من وضعنا المعاشي المزري وحاولت ايجاد عمل لنا لكن دون جدوى، لذا حاولت الانتحار لمرات عديدة، لكني كنت امنعها واستجير بها كي لا تتركنا ونحن أطفال صغار، ذات يوم سمعت صوت العيارات النارية فاعتقدت بان الاصوات من شارعنا ركضت الى الشارع كي أعلم ماذا حدث، كان الشارع هادئاً، عدت الى الدار وسمعت أنين شقيقتي في الغرفة وتبين انها اطلقت عدة عيارات نارية على نفسها، طلبت مني ارسالها الى المستشفى وانها لا تود الموت، صرخت صرخة الايتام علی مصابنا، نقل الخيرين شقيقتي الى المستشفى ولكنها فارقت الحياة .
ما بين فترة وأخرى تزداد علينا الهموم وتضيق بنا الدنيا .
وفي اليوم المشؤوم ٣-٨-٢٠١٤ عندما دخل تنظيم داعش منطقة شنكال هربت الناس بسياراتهم الى دهوك والى الجبل لكننا لم نكن نمتلك سيارة، هربنا الى الجبل مشياً على الاقدام، وتوجهنا نحو مزار شرف الدين بقينا عدة أيام في مآسي وخوف وجياع وبعدها توجهنا نحو الحدود السورية ولمسافات طويلة مشيا على الاقدام والخوف يتملكنا ومن سوريا الى زاخو وبعدها استقرنا في مخيم بير سفي.
كان شقيقي الاكبر مني يظلمنا ويعاملنا بالقسوة، ذات يوم خطف فتاة من احدى القرى في شمال الجبل.
وحينها لم نكن نمتلك مبلغاً يذكر ونعيش على الصدقات وكنت طالبة في الصف السابع وعمري (١٣) سنة ، اجبرني شقيقي ان ارضى بزواج البديل (ان اتزوج من شقيق زوجته) لاننا لا نمتلك مهر الزواج ، رفضت قائلةً: مازلت طالبة وصغيرة في العمر، لكنه اجبرني وأخذني الى دار والد زوجته وقال : هذا هو المهر .
لم نقِم حفلة عرس ولم يشترِ لي الملابس الجديدة بل في اليوم الاول دخل علي واصبحت زوجته ، كان زوجي يعاملني بالقسوة ويضربني باستمرار خلال فترة بقائي في دارهم، لكن كنت اتحمل وولدت بطفلة أيضا.