الإثنين, يناير 13, 2025
Homeاخبار عامةمشانق "يوم الحساب" وسط بيروت

مشانق “يوم الحساب” وسط بيروت

يوم غاضب وسط بيروت، بدأ برفع مشانق رمزية للسياسيين اللبنانيين، وأطلقوا شعار “يوم الحساب”.

آلاف المتظاهرون، حملوا أسماء وصور لضحايا انفجار مرفأ بيروت، مطالبين بالاقتصاص من المسؤولين عن الفاجعة التي دمّرت عاصمتهم وحولت مرفأها إلى أكوام من الأنقاض.

وبعد مواجهات مع قوات شرطة مكافحة الشغب اللبنانية، زاد غضب المتظاهرين وقرروا اقتحام المقرات والمؤسسات الحكومية.

نجح المتظاهرون في اقتحام مقري وزارة الخارجية والطاقة والاقتصاد حتى الآن، فضلا عن مؤسسات وجمعيات حكومية أخرى، مع محاولات لاقتحام باقي الوزارات بينها العدل.

متظاهرون لبنانيون يقتحمون مقر وزارة الخارجية وسط بيروت

الخارجية مقر الثورة

بين المجموعة المقتحمة لوزارة الخارجية، في محلة الأشرفية (شرق بيروت)، عسكريون متقاعدون أعلنوا من مقر الوزارة اتخاذه “مقراً للثورة”.

المتحدث باسمهم العميد المتقاعد سامي رماح قال للصحافيين في بيان تلاه “من مقر وزارة الخارجية الذي اتخذناه مقراً للثورة، نطلق النداء إلى الشعب اللبناني المقهور للنزول إلى الساحات والمطالبة بمحاكمة كل الفاسدين”.

متظاهرون لبنانيون يقتحمون مقر وزارة الخارجية في بيروت

وضمّت المجموعة نحو مئتي متظاهر اقتحموا باحة الوزارة ثم مبناها، حيث انتزعوا صورة لرئيس الجمهورية ميشال عون وأقدموا على حرقها في الخارج أمام عدسات وسائل الإعلام.

ورفع المتظاهرون على مبنى الوزارة التي لم تسلم من تداعيات انفجار مرفأ بيروت الثلاثاء الماضي، لافتتين على الواجهة الخارجية، الأولى تحمل قبضة الثورة مع شعار “بيروت عاصمة الثورة” والثانية تحمل عبارة “بيروت مدينة منزوعة السلاح”.

وقال المتحدث باسم المجموعة “لسنا ضد شخص بعينه.. بل ضد منظومة دمّرت البلد وأفقرته”.

وعشية مؤتمر دعم دولي تنظمه فرنسا والأمم المتحدة لمساعدة لبنان في تخطي محنة الانفجار الذي أوقع خسائر بشرية ومادية هائلة، دعت المجموعة المقتحمة “الدول العربية الشقيقة وكافة الدول الصديقة وجامعة الدول العربية والأمم المتحدة إلى اعتبار ثورتنا الممثل الحقيقي للشعب اللبناني”.

متظاهرون يقفون في مبنى وزارة الخارجية اللبنانية ببيروت

“أملنا في الجيش”

وفي حديث لرويترز قالت متظاهرة من بين المقتحمين، ” نحن مجموعة من الثوار، قررنا اليوم وبعد التفجير الارهابي بمرفأ بيروت وتهرب الطبقة الحاكمة في لبنان من مسؤوليتها، أن يكون القرار للشعب وليس للطبقة الفاسدة”.

وتابعت “قررنا أن يكون التوجه لاقتحام واحتلال كل الوزارات والمؤسسات التي من المفروض أن تخدم الشعب، لكنهم حولوها لمزارع مذهبية وطائفية لسرقة الشعب، الأيام المقبلة سنشهد اقتحام أكثر حتى يفرض الشعب سيطرته على كل المؤسسات التي يمتلكها”.

وأضافت المتظاهرة “أملنا أن يقف الجيش اللبناني معنا ويساعدنا في أن نضعهم (السياسيين) حيث يستحقون، بالحبس أو المنفى أو في مزبلة التاريخ”.

آليات وجنود من الجيش اللبناني يصلون إلى وسط بيروت

وهذه ليست المرة الأولى التي يتظاهر فيها نجيب فرح (35 عاماً) في بيروت التي شهدت ساحاتها منذ الخريف الماضي احتجاجات واسعة النطاق ضد الطبقة السياسية المتهمة بالفساد والفشل في إيجاد حلول لأزمات البلاد المتلاحقة. لكنّ “المرارة هذه المرّة مضاعفة”.

يقول نجيب لوكالة الصحافة الفرنسية بانفعال “ثمة دماء بيننا وبين هذه السلطة اليوم، والشعب يريد الانتقام من هذه السلطة.. دمروا المدينة جراء إهمالهم ومنظومة فسادهم”.

مواجهات بين المتظاهرين اللبنانيين وقوات الأمن وسط بيروت

“أعدموهم”

وبينما كان اللبنانيون يتابعون بعجز الانهيار الاقتصادي المتسارع في بلدهم ويعيشون تبعات هذا الوضع الهشّ الذي أضيف إليه تفشي وباء كورونا في الأيام الاخيرة، أتى انفجار مرفأ بيروت ليشكل أكبر كوارث اللبنانيين.

وأعلنت وزارة الصحة السبت في حصيلة جديدة ارتفاع ضحايا الانفجار، الذي يعدّ من بين الأكبر في التاريخ الحديث، إلى 158 قتيلاً وأكثر من ستة آلاف جريح، فيما بات عدد المفقودين 21 شخصاً.

وردّد المتظاهرون شعارات عدة بينها “الشعب يريد اسقاط النظام” و”انتقام انتقام حتى يسقط النظام” و”بالروح بالدم نفديك يا بيروت” التي شرّد الانفجار نحو 300 ألف من سكانها، نحو مئة ألف منهم أطفال.

وأثار الانفجار حزناً عميقاً وغضباً واسعاً لدى اللبنانيين.

وأثار تساؤلاتهم عن سبب تخزين كميات كبيرة من مادة “نيترات الأمونيا” في المرفأ منذ ست سنوات، من دون أن تحرّك السلطات المعنية ساكناً أو تتخذ أي تدابير حماية خاصة.

ويشهد لبنان منذ العام الماضي أسوأ أزماته الاقتصادية تترافق مع أزمة سيولة حادة وشحّ الدولار وفقدان العملة المحلية لأكثر من ثمانين في المئة من قيمتها مقابل الدولار في السوق السوداء.

متظاهر لبناني قرب مشنقة رمزية في وسط بيروت

وبات نصف اللبنانيين تقريباً يعيشون تحت خط الفقر بينما ارتفع معدل البطالة خلال الأشهر الأخيرة إلى 35 في المئة من القوى العاملة.

ورفع أحد المتظاهرين في وسط بيروت صورة تجمع أبرز الزعماء السياسيين مع عبارة “أعدموهم” فيما وضعت منصة شنق خشبية في وسط العاصمة.

ارفع صوتك

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular