كشفت وثائق استخباراتية نشرها مركز مكافحة الإرهاب الدولي في الأكاديمية العسكرية الأميركية “ويست بوينت”، عن أن زعيم تنظيم داعش الحالي، محمد سعيد عبد الرحمن المولى، المكنى بـ “أبو إبراهيم القرشي”، والذي خلف أبو بكر البغدادي، الذي قتل بهجوم أميركي في سوريا، قدم معلومات عن العشرات من رفاقه إلى القوات الأميركية، عام 2008، حين كان معتقلاً في العراق.
وعقب مقتل البغدادي في سوريا نهاية تشرين الأول، أعلن تنظيم داعش اختيار خليفته الجديد “أبو إبراهيم الهاشمي القرشي”، إلا أن هذا الاسم لم يعن شيئاً للكثير من الخبراء بشؤون الجماعات الإرهابية لدرجة أن بعضهم شكك حتى بإمكان أن يكون شخصية وهمية، في حين قال عنه مسؤول أميركي رفيع المستوى إنه “مجهول تماماً”.
إلا أن صحيفة “الغارديان” البريطانية، نقلت في حينه عن مسؤولين في جهازين استخباريين لم تسمهما أن “الهاشمي القرشي، هو في الواقع أحد مؤسسي التنظيم ومن كبار منظريه العقائديين”، واسمه الحقيقي أمير محمد عبد الرحمن المولى الصلبي.
كما أشارت إلى أنه يتحدر من الأقلية التركمانية في العراق، ما يجعله واحداً من القادة غير العرب القلائل في التنظيم، وفق الصحيفة.
تلك الوثائق، أشارت إلى أن معلومات الزعيم سهلت القبض على العشرات من أعضاء تنظيم القاعدة في مدينة الموصل، في حينه، لا بل قدم الموقف آنذاك حوالي 19 صورة لقيادات في القاعدة، مسؤولة عن وضع العبوات الناسفة، واستهداف القوات الأميركية.
وقدم خلال جلسات الاستجواب التي امتدت لساعات، أسماء 68 عضواً من رفاقه في القاعدة، بالإضافة إلى أوصافهم، والمهام الموكل إليهم، وتراتيبهم.
وبحسب التقرير، فقد أدت تلك المعلومات على ما يبدو إلى مقتل “أبو جاسم أبو قسورة”، الرجل الثاني في القاعدة بالعراق آنذاك، كما كشف زعيم داعش الحالي من سجنه، تفاصيل عن المناصب الأميرية الرئيسة في التنظيم الذي كان فاعلاً في العراق قبل سنوات، قبل أن يتراجع، ويحل محله بعد سنوات عدة فريق البغدادي.
والمولى الذي تخرّج، بحسب المصدر نفسه، من جامعة الموصل كانت له اليد الطولى في حملة الاضطهاد التي شنّها داعش بحق الأقلية الإيزيدية في العراق عام 2014.
وكانت الولايات المتحدة رصدت في آب 2019 مكافأة مالية تصل قيمتها إلى خمسة ملايين دولار مقابل أي معلومة تقودها إلى المولى الذي كان في حينه قيادياً في التنظيم لكنه مع ذلك كان “خليفة محتملاً لزعيم داعش أبو بكر البغدادي”.