يشهد العراق فوضى في الانفلات الامني في الفترة الاخيرة . بعودة مسلسل سفك الدماء بقوة وعنف من جديد , من قبل المليشيات المسلحة , التي اخترقت المؤسسات الامنية , وحولتها الى هيكل عظمي بدون روح . واستغلت هذه المليشيات هزالة الدولة وضعفها , فمزقت هيبتها في استمرار مسلسل الدم دون توقف , دون ان تلتفت الى الدعوات والمناشدات الخجولة من الحكومة , في ايقاف اعمال القتل والاغتيال للمتظاهرين السلميين ونشطاء الحراك الشعبي . بأن اصبحت جريرة حرية التعبير تقابل بقصاص كاتم الصوت , أو الاغتيال في وضح النهار وامام انظار الاجهزة الامنية , التي لا تملك الجرأة بالتدخل , خوفاً من العواقب الوخيمة التي قد تقع على رأسها, بما تملك هذه المليشيات من قوة وسلطة ونفوذ واسع , وتقف وراءها جهات متنفذة في الداخل والخارج . فأن هذه المليشيات تقوم مقام الشرطي والحارس الامين على النظام الطائفي واحزابه الفاسدة . اذا عرفنا ان هذه المليشيات تمرست في عمليات القتل والاغتيال. واصبحت من القوة الجبروتية الطاغية . بحيث لا توجد قوة أو جهة تقف في وجهها , ولا يمكن لاي أحد ان يوقف اعمالها الاجرامية , بما فيهم المسؤول التنفيذي الاول في الدولة العراقية السيد مصطفى الكاظمي رئيس الحكومة . الذي تعهد بأعادة هيبة الدولة الممزقة . وتعهد بالشرف ان يكون حامياً للمتظاهرين من العنف الدموي , وضرب صدره بأنه ولي الدم , ولا يمكن ان يستهين او يتقاعس في الاسراع بتقديم القتلة الى المحاكم , وكشف اسمائهم والجهات التي تقف ورائهم . وتعهد في ايقاف مسلسل الدماء , واحقاق الحق المشروع للشهداء والمتظاهرين في مطاليبهم المشروعة , وانه سوف يبذل كل الجهد الحثيث من اجل توفير فرص العمل للعاطلين , وتحسين الظروف المعيشية نحو الافضل , وتدعيم استقلالية وسيادة العراق بما يحفظ المصالح الوطنية , التي هي فوق أي اعتبار . لكن بعد مرور حوالي ستة اشهر , لم يخرج النور بتحقيق انجاز واحد . لم يوقف مسلسل الدماء , بل تشرست اكثر هذه المليشيات , مستغلة ضعف وهزالة شخصية الكاظمي , فقط لسانه اطول من عشرة امتار , لكن الفعل صفر . ولم يحقق من المسؤولية التي تعهد بها اي شيء حتى لو كان بسيطاً . بل اصبح دوره توزيع الحصص والغنائم بين االاحزاب الفاسدة بالتعينات الوزارية والتعينات الجديدة في المناصب الحساسة . وتحول صوته المخنوق الى مناشدة وتوسل ورجاء ذليل الى هذه المليشيات , ان توقف مسلسل العنف الدموي , وردت عليه هذه المليشيات بقتل ثمانية شهداء وعشرات الجرحى من قبل اصحاب القبعات الزرقاء في محافظة ذي قار . لقد بدأ صوت الكاظمي يجف ويضعف اكثر فأكثر . وهذا ما تطلبه المليشيات في اهدافها المعلنة , ان يكون بيدق شطرنج تلعب به مثلما تريد وترغب . لكنها في نفس الوقت تدفع العراق الى الاحتراب والفتنة . ان السيد الكاظمي فقد مصداقيته وبريقه , واصبح لا يهش ولا ينش مثل اسلافه السابقين . ……………. والله يستر العراق من الجايات !! .