لقد اشرنا في اكثر من مقال على قضية “حصر السلاح بيد الدولة وضم الحشد الشعبي الى القوات المسلحة وإبعاد الميليشيات و الفصائل المسلحة الموالية للخارج وإلا لن يكون هناك أمان أو بناء أو خلاص من هذه المأساة” وهو رأي يتبناه أكثرية المواطنين العراقيين ومنظمات المجتمع المدني والنقابات والاتحادات الثقافية وفي المقدمة القوى الوطنية الديمقراطية، ولا نريد الاسهاب في قضية انفلات السلاح ولا الميليشيات التابعة فقد اغنينا هذه الموضوعة في مقال سابق إلا ان الذي استجد في تطور جديد قديم هو ظهور مجموعة باسم ” أصحاب الكهف ” ومجموعة باسم ” ربع الله ” أضيف لأسماء الله عز وجل الله والحبل على الجرار كأن الله بحاجة الى ميليشيات مسلحة تابعة لتنفيذ، ظاهرة تشكيل أحزاب لواجهة ميليشيات أو مافيات جاري في العراق على قدم وساق وهو أمر غريب لا يمت الى أسس انشاء او تشكيل أحزاب وفق الأسس المتعارف عليها لأن هذه الأحزاب الميليشيات اخذت تتشكل وتتوسع كظاهرة بديل للأحزاب والميليشيات المسلحة ظاهرياً تهرباً من تحمل المسؤولية المحلية والدولية، إن ما يثير الاستغراب اكثر ان هذه الميليشيات الممثلة بعضها في الدولة تحت تسميات أخرى تتصرف كون العراق ” خان جغان ” لا دولة وهذا يشير ان كل شيء في العراق خاضع بهذا الشكل وذاك لمفهوم الدولة التي هو لا دولة ولا نريد الدخول وذكر عشرات الامثال والافعال التي تحدث منذ الاحتلال فيما يخص الاعتداءات على المواطنين غير الموالين لهم وبخاصة في مجالات الثقافة والنوادي الاجتماعية والسينمات ومحال قص الشعر الرجالي والنسائي وبالضد من النساء السافرات أو أي شيء يستمد من التطور العلمي التكنولوجي وإعلان العداء كذباً للغرب الكافر ” المعني بالدول الاوربية الصناعية ” مع العلم ان سادتهم يملكون الطائرات الخاصة ويسافرون في اغلى الطائرات وهي من صنع الغرب الكافر ولديهم أفخر السيارات والأجهزة الالكترونية والصناعات المتطورة في مجال الخدمات العامة والمنزلية ويستخدمون الموبايلات والحاسوب واللابتوب ومكيفات الهواء ويعالجون بالأدوية والمستشفيات وغيرها من القضايا تبدأ من الأحذية الغالية الى غطاء الراس جميعها من الغرب الكافر ولا نتحدث عن افخر المشروبات الروحية ووسائل اللهو كل ذلك غير محسوب في دينهم الخاص المرتبط بمصالح معروفة ذاتية وشخصية وعامة ، لقد كانت فضائح هذه التنظيمات والفصائل والميليشيات في مجال الاعتداء على حرية المواطنين ومحاربتهم في مهنهم المعيشية والاتهام بمخالفة الشريعة وبالضد من تعاليم الإسلام غرضها الإرهاب الفكري حتى من خلال الاعتقالات والتعذيب والاغتيال بكاتم الصوت ووضع العبوات الناسفة في محلات بيع المشروبات الروحية واغلاق دور السينما ومحاربة المسرح ومحاولات غلق أكاديميات الفنون والمسرح وغيرها من القضايا الثقافية والمعرفية التي يراها الفكر الظلامي حامل كاتم الصوت ومسدسات الاغتيال المنظم وخير مثال الاغتيالات التي طالت ابطال انتفاضة تشرين واغتيال ” المتظاهرين والقوات الامنية قد بلغ ما يقارب 800 ضحية و21 الف مصاب” ومعتقل على ايدي هذه العصابات التنظيمية والميلشيات الطائفية التابعة للخارج العدو الرئيسي الذي يقف بوجه التخلف والظلام ويسعى لتنور الفكر الإنساني وإغناء الوعي الاجتماعي لرفض الإرهاب الفكري الذي طال المواطنين، لقد صحى المواطنون ووسائل الاعلام وجميع القوى الشريفة في الداخل والخارج على مقطع مصور حول اقتحام عناصر من ميليشيات جديدة الاسم على فندق ” جبل بيروت ” والاعتداء على البعض من العاملين وإخراج البعض من ” مركز للمساج ” وحمل الهراوات والقيام بالضرب على العاملين “وأخرجوا بعضهم، وسط أجواء من الهلع والذعر” وفي هذا الصدد لم نسمع عن أي ردة فعل “ولم تعلق سلطات وزارة الداخلية على واقعة الاقتحام لغاية الآن ” بغض النظر عن موقفنا المنافي لاي عمل لا أخلاقي” نجد ان هذا الاستهتار بالقوانين وبالدولة عبارة عن جريمة ليست جنائية فحسب بل اجتماعية وتجاوز على واجبات المؤسسات الأمنية المسؤولة وعلى القوانين المرعية ، كما تناقلت الاخبار عن اعتداءات حدثت بالضد من مواطنتين عراقيتين ناشطات في المشاركة في الاحتجاجات ومحاولات لاغتيالهن من قبل أعضاء في تنظيمات ميليشيات مسلحة بمسدسات كاتمة للصوت حيث تناقلت العديد من وسائل الاعلام “ايلاف من لندن ” قيام ” عنصران ملثمان يعتقد انهما ينتميان الى احدى الميليشيات العراقية الموالية لإيران بإطلاق النار من أسلحة كاتمة للصوت في منطقة الطالبية بضواحي العاصمة العراقية الشرقية مساء الاربعاء على الناشطين أكرم عذاب وعمر فاروق الطائي في محاولة جديدة لقتل الناشطين ” إضافة الى ما نشر حول اصابة بشار النعيمي يوم الجمعة 27 / 11 / 2020 بجروح جراء استعمال كاتم الصوت في محاولة لاغتياله، نشرت ايضاً اخباراً عن طريق شبكة التواصل الاجتماعي ان احد هذه الميليشيات وذكرته بالاسم ان في بغداد سجن ” يديره (ربع الله) يمارسون هوايتهم بالتنكيل بالناس باستمرار” ونحن نسال
ـــــــ من اين يحصلون على كاتم الصوت وبهذه الكثرة؟
ــــــ لماذا تسكت الحكومة والأجهزة الأمنية عن ملاحقتهم واعتقالهم ونشر غسيلهم الاجرامي على الراي العراقي والدولي؟
ــــــ لماذا تهاجم تجمعات المتظاهرين السلمين وتحرق خيامهم من قبل تنظيمات مسلحة تدعي الإصلاح ومحاربة الفساد بإطلاق شعارات معادية للتشويه بما فيها الاتهام ” بالفاحشة ومعصية الله ” لتبرير المواقف العدائية للحركة الاحتجاجية والمتظاهرين السلمين المطالبين بالتغيير والإصلاح
عندما نقول ان هؤلاء لديهم قدم مع الحكومة والدولة والقدم الأخرى مع القوى التي تستغل الدولة لإفراغ محتواها الوطني وان تكون دولة المواطنة، وفي الممارسة العملية نجد ملاحقة المتظاهرين والناشطين في الحركة الاحتجاجية بطرق مختلفة تبدأ من التشهير والتلفيق الى الاعتداء والاعتقال والاغتيال ولعل الإدانة الواسعة لهذه الاعمال الاجرامية من قبل الشعب والقوى الوطنية والديمقراطية خير برهان على استمرار افلاس المدعين التي تختلف تصريحاتهم عما يقومون به من اعمال منافية لكل الأعراف والقوانين ولقد أدان الحزب الشيوعي العراقي في 29 / 11 / 2020 هذه الاعمال والملاحقات بشعار وطني حريص ” كفى ملاحقة وتقتيلا للناشطين والمحتجين” وكما أشار بشكل صريح وواضح ” اننا إذ نؤكد من جديد مسؤولية الحكومة عن حماية المتظاهرين ومنع مثل هذه الاعتداءات” إضافة الى الدعوة الى ” ان وطننا يئن اليوم تحت وطأة أحوال بالغة الصعوبة والتعقيد، ولم يعد يتحمل تعريضه الى أزمات ونكبات جديدة، والى مزيد من سفك الدماء ومن الضحايا.”.. ان الشعب العراقي الذي عانى طوال 35 عام من حكم الدكتاتورية وحوال 18 عام من المحاصصة الطائفية والميليشيات المسلحة التابعة لدولة خارجية والتدخلات في شؤونه الداخلية من قبل ايران وتركيا وامريكا يطالب بدولة حقيقية للمواطنة، دولة القانون والعدالة الاجتماعية لها هيبتها الداخلية والخارجية وهذا يعني العمل المخلص المسؤول لإفشال مخطط الفصائل والميليشيات الطائفية المسلحة التابعة وقوى الإرهاب من داعش والقاعدة وغيرهما والتوجه الجاد لحصر السلاح بيد دولة المواطنة والقانون.