مما لا يختلف عليه اثنان، إن الفتاة الكوردية بأنوثتها الطاغية، وطلعتها البهية، وأسلوبها الأنثوي الناعم، ورجاحة عقلها، وحسن ألفاظها، وكلامها الساحر الذي يأسر كل قلب الخ. إنها بهذه المفردات الجميلة التي تجتمع فيها تجعلها أن تمتاز عن الرجل بـ360 درجة.إن هذه الخصوصيات الأنثوية الفاتنة، التي وهبتها لها طبيعة وطنها كوردستان ذات الهواء النقي، والمياه الفيروزية، والمروج الخضراء، والشمس المشرقة وليست المحرقة؟ جعلت من جمالها الأخاذ، المبهر، و رقة كلماتها، ورشاقة جسدها الباسق سلاحاً حاداً لا يقاوم، حيث تفتح لكلماتها العذبة عبر شاشة التلفاز كل جوارح المشاهد لها والمستمع إليها، وتنفذ إلى أعماقه وتستقر فيها كما تستقر جذور شجرة السنديان في رحم الأرض.
عزيزي المتابع، حتى أن غالبية القنوات الأخرى غير العلمانية التي تبث من كوردستان، عندما شاهدت، أن لوقع جمال وكلمات العنصر النسائي في القنوات العلمانية دور فعال، وسلاح أمضى، للتأثير على المنظومة الفكرية للمشاهد، هي الأخرى تخطت خطوط الحمر بسنتيمترات وذلك بخلاف ما تعتقد بأن المرأة حُرم عليها أن تتوشم، وتتنمص، وتتفلج؟، وجاءت بالمرأة المحتشمة ومكيجتها، ووضعت لها أحمر شفايف على الخفيف، وصبغ أظافر، وحفت حواجبها الخ وأخرجتها بمظهر المرأة العصرية إلى حد ما، حتى تستحوذ من خلال إطلالتها الجذابة على فكر المتلقي وتأخذه إلى عالم الافتراضات… .
مما لا يخفى على المشاهد الكوردي،أن غالبية الفتيات الإعلاميات الكورديات اللواتي يعملن في القنوات الفضائية، منهن من تقدم نشرة الأخبار باللهجتين السائدتين السورانية والبهدينانية، ومنهن من تقدم برامج سياسية، أو برامج ذات علاقة بصحة الإنسان، ومنهن من تقدم برامج فنية، ومنهن من تقدم برامج ترفيهية الخ، ولا ضير في هذا الأخير هي الأخرى تقدم جانباً من الحياة السائدة في كوردستان لكن بطريقة أخرى، بلا شك إنهن في كل الحالات يظهرن للعالم من خلال برامجهن الوجه المشرق للأمة الكوردية، لقد سبقن في هذا الحقل الحيوي بعضاً من الشعوب الأخرى القريبة من كوردستان جغرافياً. إن العالم بات يعرف جيداً، أن تتطور وتقدم العنصر النسائي في أي مجتمع ما هو رمز لتحضر وتقدم ذلك المجتمع، والمرأة الكوردية عبر التاريخ القديم والحديث وفي جميع الميادين تتلألأ كالنجمة الساطعة في كبد السماء.
ليس بعيداً عن الإعلام الفضائي، خلال شهر نوفمبر من هذا العام 2020 حصلت أربع فتيات كورديات على أربع جوائز عالمية. الأولى: هي الكاتبة الكوردية (سارة عمر) من مدينة السليمانية لقد نالت على أهم جائزة أدبية في الدانمارك وهي جائزة لوريال (Laurus) الذهبية، التي منحت لأول مرة لفتاة من الشرق الأوسط. للعلم، أن قيمة الجائزة 250000 ألف كرون دانماركي، وحسب علمنا إنها أهدت المبلغ لجمعية خيرية. وقالت المعلومات التي وردتنا من هناك أن روايتها كانت الأكثر مبيعاً في الدانمارك. ثانياً: في حقل الفن التشكيلي فازت الفنانة الكوردية زهرة دوغان في بلد “دا فينشي” بجائزة أفضل فنان من قبل جمعية الفنون الجميلة في إيطاليا. ثالثاً: في مجال حقوق الإنسان حصلت الفتاة الكوردية الدكتورة ريزين گردي على جائزة “التأثير العالمي” وحصلت قبلها على شهادة الدكتوراه من جامعة هارفرد الأمريكية المعروفة. رابعاً: في مجال المال والأعمال منحت سيدة الأعمال الكوردية هميلا عبد الستار كوردي في دولة الإمارات العربية على جائزة فخر العرب وهي جائزة تقديرية تمنح للمبدعين في مجالات متعددة. وفي تصريح للسيدة هميلا شجعت الفتيات الكورديات على عدم نسيان كورديتهن، وشجعتهن أيضاً على اقتحام ساحات العمل ومواجهة العقبات. عزيزي القارئ، لا ننسى أن هناك فتيات كورديات عديدة سبقن أخواتهم برفع اسم الكورد في ميادين عديدة، منهن راقصة الباليه ليلى بدرخان، والعازفة والمغنية تارا جاف، والمطربات آينور دوغان، وعائشة شان، وهاني، والصحفية والكاتبة درية محمد علي عوني الخ. أقوله للتاريخ، أن العناصر النسائية الكوردية، أن كانت فتاة أو امرأة، لقد اثبتن على مر التاريخ الكوردي القديم والحديث أنهن الأقوى والأجدر والأصلح في عموم ميادين الحياة، في عالم السياسة والاقتصاد، وفي المعامل والمصانع، وفي الجامعات والمعاهد، وفي الفن، وفي ساحات القتال، وميادين النضال الخ الخ الخ.
عزيزي القارئ الكريم، نحن كأبناء الأمة الكوردية العريقة، نقف بكل احترام وإجلال، أمام هذه الفتيات المكافحات المناضلات، اللواتي يرفعن اسم الكورد وكوردستان عالياً في عواصم دول العالم، ونرفع لهن القبعة احتراماً وإجلالاً وتقديرا.
” المرأة أبهج ما في الحياة”
شكراً لكِ ولكَ على قراءة المقال
02 12 2020