تعهدت وزارة الداخلية في حكومة اقليم كوردستان بتعيين قسم من النساء والفتيات الايزيديات الناجيات من قبضة داعش ضمن سلك الشرطة في سنجار، و ذلك في إطار اتفاق سنجار الذي تشمل احد بنوده تعيين ألفين و خمسمائة شخص في الأجهزة الأمنية.
تعهد وزارة الداخلية جاء بعد أن زارت مجموعة من الناجيات مسؤولين في وزارتي الداخلية و البيشمركة لحكومة الاقليم، الزيارة تزامنت مع إحياء اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة.
الطلب الذي تقدمت به الناجيات من قبضة داعش كان في اطار جهودهن لإيجاد فرص عمل و الابتعاد عن أجواء المخيمات.
أديبا مراد ملكو، تحررت من أسر تنظيم داعش في 22 آذار 2019 وهي تعيش منذ ذلك الحين مع ابنتها في مخيم مام رشان بمحافظة دهوك. أديبا كانت ضمن المجموعة التي تألفت من 15 شخصاً والتي تشكّلت بهدف تأمين فرص عمل للناجيات، و قالت لـ(كركوك ناو) “شكّلنا مجموعتنا لغرض ايصال مطالب الناجيات، تتمثل احدى مساعينا في توفير فرص عمل للناجيات.”
تتمثل احدى مساعينا في توفير فرص عمل للناجيات
المجموعة زارت خلال الأيام الماضية وزير البيشمركة، وزير شؤون المكونات، المجلس الأعلى للسيدات، نائب رئيس مجلس النواب العراقي و آخرهم كان وزير داخلية اقليم كوردستان.
“أطلعناهم جميعاً على مطالب النساء الناجيات من قبضة داعش، وزير الداخلية تعهد لنا بتعيين عدد من الناجيات في سلك الشرطة على ملاك وزارة الداخلية العراقية، وقد قدَمنا ملفاتنا لإدارة سنجار في محافظة دهوك”، حسبما أوضحت أديبا.
و اضافت “تعاني الناجيات من أسر داعش من عدم توفر فرص العمل و هن لا يبقين عاطلات داخل المخيمات… لذا فإن تعيين قسم منهن في سلك الشرطة يمثل فرصةً جيدة لهن، نحن مجبرات على العمل لكي نؤمِّن دخلاً لنا و لعوائلنا.”
داود مراد ختاري، مسؤول قسم الإعلام والعلاقات في مجلس ذوي الضحايا الايزيديين قال لـ(كركوك ناو) “لحد الآن، لم يتم تقديم العون اللازم للنساء الناجيات من قبضة داعش، رغم التضحيا الكبيرة التي قدّمنها، ينبغي أن تُخدَمن بصورة أفضل.”
ينص اتفاق سنجار على تولي الشرطة المحلية، جهاز المخابرات و جهز الأمن الوطني بالتنسيق مع القوات الأمنية التابعة لحكومة اقليم كوردستان ادارة الملف الأمني للقضاء، الى جانب تعزيز الأمن في القضاء من خلال تعيين (2500) عنصر ضمن قوى الأمن الداخلي، (1000) عنصر من أهالي سنجار و (1500) عنصر من النازحين في المخيمات من أهالي القضاء.
واشار مراد ختاري الى أن “وزير الداخلية قال في اجتماعه مع وفد الناجيات بأنه سيبذل ما في وسعه لتعيينهن ضمن الشرطة المحلية في سنجار.”
وزير الداخلية قال بأنه سيبذل ما في وسعه لتعيين الناجيات ضمن الشرطة المحلية في سنجار
كل ما يدور الآن عبارة عن وعود ولم يتضح بعد عدد و كيفية تعيين الناجيات والشروط الواجب توفرها لملء استمارات التعيين.
رغم أن النساء الناجيات أعربن عن استعدادهن لتولي تلك الوظيفة، غير أن داود ختاري قال “لا أعتقد بأن في مقدور النساء والفتيات الناجيات من قبضة داعش أداء تلك المهام، لأن ظروفهن النفسية لا تؤهلهن لتحمل التدريبات و الالتزام بالدوام.”
لذا اقترح داود ختاري تعيينهن كموظفات أو كاتبات في المراكز الصحية والمدارس بدل الانخراط في سلك الأجهزة الأمنية.
حلا سفيل، تحررت من قبضة داعش قبل ثلاثة سنوات، لكن مصير والديها و ثلاثة من اشقائها لا يزال مجهولاً وهي الآن تعمل في احدى المنظمات كعاملة تنظيف لتأمين معيشتها ومعيشة شقيقاتها. ترى حلا بأن العمل في سلك الأجهزة الأمنية لا يناسب الناجيات من قبضة داعش.
وقالت حلا لـ(كركوك ناو) “بعد الظلم الذي قاسَينَه على يد داعش، لم يعد بمقدور الناجيات التدرب”، وأضافت “لست مستعدة لتسجيل اسمي، هذا العمل لا يناسبنا.”
عمار عزيز – نينوى