يبدو إن هناك شتاءا ساخنا بإنتظار جناحي النظام الايراني في غمرة تفاقم المشاکل والازمات وماينجم عن ذلك من وخامة الاوضاع الاقتصادية والسياسية والسياسية وحتى الفکرية، والمعروف عن هذا النظام إنه يتصدى للمشاکل والازمات والاوضاع السيئة التي تواجهه بطريقتين؛ الاول هو الهروب للأمام وإختلاق أو إفتعال قضية أو قضايا أخرى لإشغال الناس بها ولفت الانظار إليها، والثاني هو قيام کل جناح من جناحي النظام بإلقاء مسٶولية ماقد آلت إليه الاوضاع والامور على جناح الآخر. وإشتداد الصراع حاليا وبصورة ملفتة للنظر وتبادل التهم وظهور سياق جدي غير مسبوق في ذلك يثبت على إن الاوضاع أکثر صعوبة وخطورة من أي وقت مضى.
خطورة وحساسية الصراع المتفاقم بين جناحي النظام يتزامن مع عدة مٶشرات بالغة الاهمية لايمکن تجاهلها ولعل من أهمها وأبرزها مايلي:
ـ الاوضاع الاقتصادية بالغة السوء وتصاعد الغضب الشعبي من خلال تزايد الاحتجاجات الشعبية وإحتمال إندلاع إنتفاضة شعبية في أية لحظة.
ـ عدم وضوح الصورة بالنسبة للخط السياسية الذي يتبعه بايدن بالنسبة للموقف من النظام الايراني وتعامله معه مع وجود الکثير من المٶشرات بأنه لن يکون متساهلا ولاکما يريده وينتظره النظام الايراني.
ـ محاکمة الارهابي أسدي وزمرته في بلجيکا والاصداء الدولية واسعة النطاق ووجود حملات تطالب بإتخاذ مواقف وإجراءات دولية حازمة من النظام الايراني وبشکل خاص المطالبة بإغلاق سفاراته التي صارت بٶرا وأوکارا لإنطلاق المخططات الارهابية أو على الاقل تحديد العلاقات السياسية معه وتبعا لذلك إزدياد العزلة الدولية للنظام أکثر من أي وقت قد مضى.
ـ تزايد دور وحضور وتأثير المجلس الوطني للمقاومة الايرانية على الصعيدين الداخلي والدولي وحتى إن العملية الارهابية التي خاطر من خلالها النظام بالسعي لتفجير التجمع السنوي للمقاومة الايرانية في باريس، قد برهن الى أي حد صار النظام يعاني من دور وتأثير هذا المجلس.
ـ تزايد التقارير المتواترة من داخل إيران وبطرق مختلفة والتي تشير الى إن المرشد الاعلى للنظام في أوضاع صحية حرجة وإن سرطان البروستات الذي يعاني منه قد إشتد عليه وإن هناك ثمة صراع على خلافته بشکل خاص بين أبنه مجتبى وإبراهيم رئيسي، رئيس السلطة القضائية.
في ظل هذه المٶشرات المهمة فإن جناح خامنئي الذي يهيمن على السلطة القضائية ومجلس شورى النظام يسعى للتکشير عن أنيابه ضد جناح روحاني ولاسيما بعد صدور القرار الاستعراضي الاخير الذي يمهل الغرب شهرا واحدا للعودة للإنتفاق النووي، حيث إن المتحدث بإسم القضاء الايراني قد هدد حكومة روحاني إذا انتهك القرار الصادر عن مجلس الشورى، فإن القضاء سيلاحقه. في حين إن روحاني من جانبه قد حذر في الاجتماع التنسيقي للمقر الاقتصادي للنظام من حدوث صراع على رأس النظام وقال: “في الوضع الحرج الحالي، النظام بحاجة إلى التماسك والتكامل، ونحن نشهد هذه الأيام استغلال وإساءة استخدام الخلافات داخل النظام من قبل العناصر الخبيثة. لذلك على الكل التأكيد على الوحدة والانسجام.