امتاز عام 2020 باضطرار البشر إلى إلغاء فكرة السفر من رأسهم، فكانت فيديوهات وصور الطبيعة هي الطريقة الوحيدة كي نشاهد الحياة البرية ونكتشفها. في الحقيقة، أصبح المصورون اليوم يلتقطون صورهم بعناية فائقة كي يظهروا لنا براعتهم بالدرجة الأولى، وجمال الحياة البرية وروعتها بالمرتبة الثانية.
في كل عام، تُعقد مسابقة مصور الحياة البرية، وهذه السنة، أعلن الحكام اختياراتهم للصور المنافسة من أصل 19547 صورة رُفعت إليهم، وبالمناسبة، ينتمي أصحاب هذه الصور لـ 95 دولة مختلفة، ما يعني أنكم ستشاهدون صوراً من مختلف أصقاع العالم.
في كل سنة، تعقد منظمة Nature Talks ما يُعرف بمهرجان نيتشر توكس للصور. يحصل الفائز في المسابقة على جائزة قدرها 3000 دولار، بينما يُكافئ المتسابقون الباقون بمعدات تصوير. تُعرض الصور الفائزة أيضاً في معارض ضمن بلدانٍ مختلفة كهولندا وبلجيكا وفرنسا.
تحدّث موقع Bored Panda مع (ليزلي دي بير)، وهي ممثلة عن المنظمة، وقالت أن مسابقة العام 2020 كانت مختلفة جراء جائحة كورونا. تقول (دي بير): ”في العادة، يلتقي الحكُام لمدة يومين كي يناقشوا الصور المرفوعة إلينا، ثم يختارون الصور التي ستتأهل إلى النهائيات. لكن في هذا العام، لم نتمكن من القيام بذلك، لذا اضطررنا إلى إجراء مقابلات ولقاءات على الإنترنت“.
ومع ذلك، واجه الفريق صعوبات خلال تلك اللقاءات، حيث تقول (دي بير): ”إن نوعية الإنترنت وتأخر البث وتحدث عدد من الأشخاص في الآن ذاته أمور صعّبت علينا العمل، لكننا استطعنا الانتهاء من المسابقة أخيراً“. اختارت هيئة الحكام أفضل الصور وفق معايير صارمة، فلا يظهر مثلاً اسم ملتقط الصورة، كما يتم إخراج الصور التي أجرى أصحابها عدداً كبيراً من التعديلات عليها.
تقولي (ليزلي) أيضاً أن الحكام تلقوا صوراً اتضح أنها مزيفة: ”رأينا صوراً لحيوانات لا تعيش ضمن الأماكن التي التُقطت فيها الصورة، لذا لا يمكن أن تكون تلك الصورة حقيقية، فاضطررنا إلى حذف تلك الصور مع أنها بدت مذهلة للوهلة الأولى“.
كما يوجد عدد من الخبراء أيضاً للتأكد من صحة الصور، تقول (ليزلي): ”لدينا مصورون خبراء بالحياة البحرية والحيوانات المائية، بإمكانهم التحقق مثلاً من أن الصور حقيقية وليست مزيفة. يحاول الكثير من الناس الحصول على الجائزة بأي ثمن، لذا في هذا العام تحديداً، لجأنا إلى برمجيات تقنية رفيعة المستوى بإمكانها التحقق إن تم التلاعب بالصورة أم لا“.
نوّهت المنظمة أيضاً إلى موضة غريبة وسيئة حقاً، وهي أن الكثير من الناس باتوا يلتقطون الصور لرفعها على وسائل التواصل الاجتماعي وكسب الإعجابات والشهر بدلاً من التنويه بالطبيعة أو الاهتمام بها.
على أي حال، إليكم إذاً 20 صورة من أفضل الصور المنافسة مع عنوان كل واحدة منها واسم المصور أو المصورة. وبإمكانكم مشاهدة الصور جميعها على هذا الرابط.
1. فئة الثدييات: صورة «زخات سماوية» بعدسة (نيلوتبول باروا)
قال المصور: ”كنت أسير على طريق في غابات متنزه بحيرة ناكورو الوطني في كينيا، فتكوّمت في السماء سحب سوداء وبدا واضحاً أن المطر سينهمر. كنت أسعى وراء تصوير أسد معروف في المتنزه، فوجدته مستلقياً خلف جذع شجرة. انتظرت بهدوء حتى يأخذ الأسد وضعية جميلة من أجل الصورة، ثم بدأ هطول المطر، فخشيت أن يبقى الأسد مختبئاً خلف الشجرة الميتة ليحتمي من المطر. بدأ الوقت ينفذ، والضوء كذلك، وعلى الرغم من أن المطر أضاف بعض الدراما إلى الصورة، لكنه أزال الضوء الطبيعي خاصة في هذه الغابة المطوقة بالأشجار. لحسن حظي، جاء الصبر بنتيجته، حيث تمكنت من التقاط صورة للأسد وهو مستلقٍ على الشجرة، وكأنه على عرشه، فكانت تلك لحظة لا تُكرر“.
2. فئة الإنسان والطبيعة: صورة «جريدة» بعدسة (وي فو)
تقول المصورة: ”التُقطت هذه الصورة في لوبوري الواقعة ضمن تايلاند. يُشتهر هذا المكان باحتوائه على مئات، بل آلاف، قردة المكاك التي تجري في المدينة. كنت أنتظر اللحظة المناسبة من أجل التقاط صورة لهذا المكاك، وإذ برياح قوية تهبّ فجأة وتحمل معها أوراق صحيفة تلطم وجه القرد وتستقر عليه. بدا القرد وكأنه وحشٌ يركض أعلى القضبان الحديدية، فالتقطت هذه الصورة الطريفة على الفور“.
3. فئة الأسود والأبيض: صورة «أعمدة القضبان» بعدسة (كريس مكينزي)
تقول المصورة: ”التقطت هذه الصورة في فنلندا. قبل قدوم فصل الصيف، وجدت مجموعة من نباتات القضبان في أعماق الغابات النرويجية. إن هذا الوضوح والسكون يخلقان جواً هادئاً. حوّلت هذه الصورة إلى اللونين الأبيض والأسود لأركز على تركيب هذه الصورة، فغياب الألوان يسمح للمشاهد بالتركيز على الخطوط والأشكال التي تخلقها الأشجار بدون أي تشويش“.
4. فئة الإنسان والطبيعة: الصورة الفائزة بعنوان «الأمل في غابة محروقة» بعدسة (جو–آن مكارثر)
تقول المصورة الكندية: ”تزامناً مع اندلاع الحرائق في الغابات الأسترالية، علمت أن هناك قصة علي توثيقها، تحديداً قصص الحيوانات، المنزلية والبرية، التي عانت ونفق بعضها جراء الحرائق. عندما اتخذت قراري بالذهاب، كنت على متن الطائرة خلال مدة أقل من 24 ساعة“.
تكمل (جو–آن): ”عندما كنت في الطائرة المحلقة فوق أستراليا، رأيت قارة بأكملها يخنقها الدخان. أمضيت نحو أسبوعين وأنا أعمل لساعات طويلة مع فريق رائع كي نتمكن من الوصول إلى مواقع الحرائق وطواقم الإنقاذ والبعثات البيطرية. إن مشاركتي مع منظمة الحيوانات الأسترالية شرف ومتعة هائلين، حيث أدت المنظمة دوراً محورياً في توفير الوصول الآمن إلى الأماكن التي أريد الوصول إليها“.
التُقطت الصورة في مالاكوتا الواقعة في ولاية فيكتوريا الأسترالية. في تلك البلدة الصغيرة، ترعرع والدها أسترالي الأصل، وهناك، تعرّف (جو–آن) على واحدٍ من أصدقاء طفولته، حيث ساعدها الأخير على توفير مكانٍ آمن للحيوانات البرية التي فرّت، وتوفير الغذاء لها كي لا تموت من الجوع.
تقول (جو–آن): ”عندما رأيت أنثى الكنغر الرمادي الشرقي تلك وصغيرها في جرابها، كنت على بعد 30 متراً، وعلمت بالتالي أن بإمكاني التقاط صورة رائعة. بإمكان أي مصوّر فوتوغرافي تخيّل عدد الساعات التي سأقضيها وأنا أرقب الحيوان، حيث اضطررت إلى السير ببطء إلى النقطة المناسبة كي أتمكن من التقاط الصورة. عندما كنت أسير ببطء، شاهدتني أنثى الكنغر تلك، فجهّزت الكاميرا وضبطت الإعدادات والتقطت بضعة صور، ثم جلست القرفصاء على الأرض والتقطت هذه الصورة، وهي تماماً كما تخيلتها. بعدها، قفزت أنثى الكنغر بعيداً نحو الغابات المحترقة، وكانت بذلك واحدة من الناجين المحظوظين. يُقدر عدد الحيوانات التي نفقت جراء تلك الحرائق المروعة بـ 3 مليار حيوان“.
5. فئة الثدييات: صورة «ضوء ذهبي وظبي الإمبالة» بعدسة (أرتور ستانكيفيتس)
يقول المصور: ”كنت في رحلة سفاري تصويرية إلى محمية مانا بولز الوطنية في زيمبابوي. كنت أرغب بالتقاط صور للحياة البرية في ضوء الصباح الباكر ضمن ما يُعرف بـ «الحديقة الزرقاء». في أحد الأصباح، كنت أقود سيارتي ببطء كي أصل إلى الموقع المطلوب، فلاحظت ضوء ذهبياً مذهلاً يشق الظلال على بعد بضعة أمتار أمامنا. ركنا سيارتنا، وترجلنا منها لالتقاط صورة لهذا الضوء المذهل“.
يُكمل (أرتور): ”لاحظت ذكر إمبالة يتحرك في الخلفية، وعندما بدأت التصوير، مرّت أمامنا سيارة أخرى فتطاير الغبار وأضاف المزيد من التأثيرات الدرامية لهذه الصورة. لم أملك متسعاً من الوقت كي أفكر بالتقاط الصورة المثالية، فالضوء كان شديد وسريع التغير، لذا وضعت الكاميرا على الحامل والتقطت عدة صورٍ على الفور قبل أن يبتعد ذكر الإمبالة. كان هذا الصباح الرائع واحداً من أفضل اللحظات التي قضيتها في زيارتي للمحمية“.
6. فئة الثدييات: صورة «رشاش» بعدسة (أنطونيو ليفا سانشيز)
يقول المصور: ”التقطت صورة لهذا الخفاش، الذي يُعرف باسم الخفاش ذو الأذن الفأرية، ضمن مستعمرة للخفافيش في منزلي الواقع ضمن بلدة سوكس الصغيرة في إسبانيا. راقبت تلك الخفافيش، ولاحظت أنها تغوص في إحدى البرك الصغيرة كي تصل إلى مأواها، لذا قررت التقاط تلك الصورة“.
يكمل: ”استخدمت تقنية السرعة العالية مع ضوء الكاشف، بالإضافة إلى الضوء المستمر، وتلك تقنية فوتوغرافية ليست سهلة تتيح لي التقاط الآثار التي يخلّفها سقوط الأجسام ضمن الماء. بعد عدة محاولات يائسة، وعدة ليالي أيضاً، حصلت على الصورة التي أريدها“.
7. فئة النباتات والفطريات: صورة «الغابة المسحورة» بعدسة (كيفن دي فري)
يقول (دي فري): ”إن متنزه لامينغتون الوطني في أستراليا غابة خيالية تخترقها الشلالات وتحوي أشجاراً عملاقة تتيح للحياة البرية بالازدهار. لهذا المتنزه سحره الخاص، وكأنك في عالم مسحور. وتزامناً مع الهطولات المطرية الكثيفة والفيضانات، غطت الفطريات والطحالب الأماكن المحيطة بالشلال، وأكسبتها هذا اللون الأخضر. إن هذا الطريق السحري المليء بالفطريات يصوّر لكم سحر هذه الغابة المطرية التي يزيد عمرها عن قرن من الزمن“.
8. الصورة الفائزة بالجائزة الكبرى: بعنوان «المتنزه الجوراسي» بعدسة (روبيرتو ماكيجاني)
يقول المصوّر الإيطالي: ”التقطت هذه الصورة في متنزه ناكورو الوطني في كينيا. وكي أعثر على وضعية أفضل لالتقاط الضوء، حجزت في رحلة سفاري خلال موسم الأمطار. قبل مغيب الشمس، لاحظت وأصدقائي مجموعة من الزرافات تسير أمام الغابة. هيأت العدسات الطويلة (600 ملم) ولاحظت وجود زاوية رائعة لالتقاط الصورة. لذا، وبدلاً من التقاط صورة للزرافات التي تسير أمامنا، وقفت في مكاني منتظراً اللحظة التي تمر بها الزرافات من هذه الزاوية، وهي زاوية ضيقة جداً، وهناك عدد كبير من الأعشاب في الخلفية والتي بإمكانها أن تُخرّب الصورة، لذا استخدمت أعرض فتحة لالتقاط صورة بزاوية عريضة“.
في نهاية المطاف، مرّت الزرافات في المكان الصحيح تماماً، ويبدو أن هذا المشهد ذكّر المصور الإيطالي بالمشاهد الطبيعية الجوراسية، لكن هناك زرافات بدلاً من الديناصورات.
9. فئة الطيور: صورة «بلشون أبيض كبير ووحيد وسط ألوان الخريف في مستنقع أشجار السرو» بعدسة (ريك بيلدغرين)
يقول المصوّر: ”أمضيت أسبوعاً وأنا أمارس رياضة الكياكي في حوض أتشافاليا في لويزيانا ضمن الولايات المتحدة. كنت أصور جمال مستنقع أشجار السرو ضمن فصل الخريف. في صباح اليوم الذي التقطت فيه هذه الصورة، هطلت زخات خفيفة من المطر، ما جعل التقاط الصور بمغلاق العدسة السريع صعباً، خاصة أنني كنت في قارب الكاياك“.
كان ألوان الطبيعة والبحيرة مذهلة، لكن المصور استطاع رؤية طائر البلشون الأبيض الكبير يحلّق بحثاً عن صيده. كان الطائر حذراً عند اقترابه، وهو من الطيور التي تحلّق بعيداً وبسرعة إذا شعرت بالخطر، حتى لو كنت بعيداً عنها.
يكمل المصور تجربته: ”تخليّت عن أي فرصة لالتقاط هذه الصورة أثناء اصطياد الفريسة، بل ركّزت على طائر آخر مختبئ بين أشجار السرو في القمم، وكي لا أزعج الطائر، بدأت أُسيّر القارب يميناً وشمالاً مثل خط زيك زاك، وذلك كي لا يشعر الطائر أنني أقترب نحوه بشكل مباشر. أدركت حينها أن ما أبحث عنه هو صورة لطائر بلشون وحيد، يقف عالياً بين أشجار السرو الضخمة، في خلفية تملؤها ألوان الأشجار البرتقالية“.
10. فئة الشباب بين 10–17 عام: صورة «نزهة المساء» بعدسة (جاكومو ريديللي)
يقول المصور: ”التقطت هذه الصورة في إحدى الأمسيات المتأخرة في جزيرة سردينيا. أمضيت سابقاً عدة أيام، بلياليها وأصباحها، وأنا مختبئٌ أراقب زوجاً من طيور الكروان، وكنت أستمتع بالمراقبة. لكن في إحدى الأمسيات، وعندما كنت أصور الذكر وهو يصطاد، لاحظت أن الأنثى ظهرت من الأعشاب الطويلة، فقررت التقاط بعض الصور“.
يكمل (ريديللي): ”حبست أنفاسي بينما كانت الأنثى تجلب صغيرها، وتتقدم إلى النقطة التي أرغب بها تماماً. لم أشاهد الصغير سابقاً، وكانت الشمس تغرب بينما أصبح لون السماء مائلاً للحمرة. فحاولت الوصول إلى زر المغلاق بأصابعي، متحركاً ببطء شديد خشية إخافة الطيور. وعندما ضغط على زر المغلاق، تنهدت لبرهة، فالآن حصلت على الصورة التي أنتظرها!“.
11. فئة حيوانات البلدان المنخفضة: الصورة الفائزة بعنوان «القيامة» بعدسة (بارت سيبيلينك)
يتحدث (سيبيلينك) عن هذه الصورة: ”التقطتها في فريزلاند، وهي مقاطعة شمالية من هولندا. خلال الشتاء، تجمع حشد هائل من طيور الزرزور الأوروبي لتشكل سحابة ضخمة في السماء. حدث ذلك بعد المغيب، فامتلأت السماء بملايين الطيور التي تحلّق بشكل دائري، والتي بدأت تغير نمط طيرانها بسرعة عندما جذبت إليها طيور الباشق والصقر الجوال. دعاني أحد الأصدقاء لمشاهدة هذه الظاهرة، وفعلاً وقفت مذهولاً ومدهوشاً بهذا الحدث الضخم وحياة الحيوان المذهلة“.
يقول المصوّر: ”تخلّد هذه الصورة ذكرى لحظة رائعة من حياتي. فقد التقطتها في اللحظات الأخيرة قبل أن تتفرق الطيور. في تلك اللحظة القصيرة، تكاثقت السحب وحجبت السماء، بينما كانت الطيور تحلّق فوق خط الأفق، ما جعل هذه الصورة وكأنها لقطة من مشهد القيامة“.
12. فئة جائزة فريد هازلهوف: الصورة الفائزة بعنوان «مشروع الجدار الحدودي» بعدسة (أليخاندرو بريتو)
يمتد هذا الجدار مسافة قدرها 3220 كلم تقريباً، ويفصل بين الولايات المتحدة الأمريكية والمكسيك، كما يُعتبر واحداً من أكثر المناطق المتنوعة حيوياً في القارة الأمريكية، حيث تشاهد مختلف أنواع الثدييات والزواحف والطيور والنباتات. تهاجر الكثير من الحيوانات بين الجزئين الشمالي والجنوبي للقارة، وستتأثر تلك الهجرة إن قررت الولايات المتحدة إنشاء جدارها على كامل الحدود، فلن يؤدي ذلك إلى تقييد حركة الحيوانات البرية فحسب، بل سيلحق الضرر بموائلها الطبيعية وطرق الهجرة التقليدية التي استخدمتها تلك الحيوانات منذ الأزل.
التقط المصوّر عدة صور تظهر الجانب السلبي لهذا الجدار وأثره على الحيوانات، فهناك صورة لفهد يعبر الحدود أثناء الليل، وأخرى لأرنب يقف أمام الجدار باحثاً عن طريق، وهناك صورة لقيوط ميتٍ ملقي على طول الحدود قرب ولاية أريزونا.
يخترق هذا الجدار الذي اقترح الرئيس الأمريكي السابق (دونالد ترمب) بناءه إحدى أكثر المناطق المتنوعة والغنية حيوياً في القارة الأمريكية الشمالية، بالتالي سيؤدي هذا العائق، إضافة إلى ممارسات ونشاطات البشر والأضواء الاصطناعية التي ستنير الليل بدلاً من توفر الظلام، إلى آثار سلبية على حيوانات مهددة بالانقراض.
13. فئة الأبيض والأسود: صورة «كوكبة أسماك الشفانين العقابية» بعدسة (هنلي سبيرز)
يقول المصور: ”مرّت مجموعة من أسماك الشفانين العقابية (واسمها العلمي Aetobatus narinari) أسفلي عندما كنت أغوص في جزر المالديف. وكالعديد من الغواصين، كنت أعتبر تلك الأسماك ساحرة، لكنها تجيد الهرب والمراوغة“.
يكمل: ”لقد تخيلت الصورة التي أود التقاطها، وساهمت الأسماك في تحقيق ذلك، لذا بذلت جهداً في السباحة كي أحصل على لقتطي المثالية. يقول العلماء أن النمط الذي يظهر على أجساد تلك الأسماك فريد ومميز، وهو يختلف بين كل سمكة وأخرى، تماماً كبصمات أصابع البشر”. استخدم (سبيرز) الأبيض والأسود كي يظهر لنا بوضوح فردانية تلك الكائنات، وجعل الفروقات واضحة بين تلك الأنماط التي تظهر عليها“.
14. فئة الطيور: صورة «عاصفة تتشكل في الأفق» بعدسة (أوسكار دياز)
يقول المصور: ”على شاطئ قريب من بلدة ليفينغستُن في غواتيمالا، تجمع عدد ضخم من طيور البلشون البيضاء الكبيرة كي تتغذى على بقايا الأسماك التي رماها الصيادون في البحر. في أواخر بعد الظهيرة، تشكلت عاصفة قوية في الأفق، ما وفّر لي تبايناً رائعاً بين اللون الأبيض لريش الطيور وظلام السماء“.
التُقطت الصورة بعدسة عريضة ذات بعد بؤري 16–35 ملم. وكي يتمكن المصور من التقاط الصورة من مستوى مماثل لسطح الماء، اضطر المصور إلى وضع الكاميرا ضمن غلاف حافظ من الماء.
15. فئة حيوانات الأراضي المنخفضة: صورة «أيلٌ أحمر في أوستفارديرشفيلد» بعدسة (أنديوس تيغلر)
قال المصور بخصوص هذه الصورة: ”زرت محمية أوستفارديرشفيلد في هولندا عدة مرات خلال فترات الصباح… في أحد الأصبحة، كان الجو ضبابياً بعض الشيء، وبينما كنت أركز على المنطقة التي تضربها أشعة الشمس، التفتت إلى اليمين أيضاً، ولاحظت فجأة أيلاً أحمراً يدخل الجزيرة الأولى عبر الماء، فغيّرت وضعية الكاميرا على الفور وبدأت التقاط الصور. كانت المسافة بعيدة، لكنني لم أرغب بتقريب العدسة. كان المحيط جميلاً للغاية، لذا أدركت في نهاية المطاف أن الخلفية بأكملها ستلعب دوراً مهماً في جمال الصورة“.
16. فئة تحت الماء: صورة «الأزرق الكبير» بعدسة (بول غولدستين)
يقول المصور: ”التُقطت هذه الصورة في الشاطئ الشرقي لمدينة ترينكومالي في سريلانكا. مارست في السابق مهنة مرشد سياحي للحياة البرية في سريلانكا، لكن أحد أصدقائي دلني على مهنة المرشد السياحي للسباحة في الشاطئ الشرقي، وأصبحت هذا العمل مهنتي… عليك أن تكون سباحاً ماهراً، وهذا ما تدربت عليه وكذلك عملائي، كما عليك أن تكون هادئاً تحت الماء، فالكثير من الطرطشة والفقاعات يخيف حيتان العنبر، ولهذا السبب بالذات، لا يُسمح بارتداء خزانات الأوكسجين. في اليوم الذي التقطت فيه الصورة، لاحظت هذا الحوت الأزرق، وخلال مرحلة الغطس الثانية، صممت على التقاط صورة مميزة“.
يكمل المصور: ”هناك شيء ساحر ومرعب في الآن ذاته بخصوص هذه الثدييات الضخمة، والتي قد يصل حجمها إلى حجم 6 باصات مؤلفة من طابقين، خاصة عندما تسبح أسفلك. عندما رأيته، أخذت نفساً عميقاً وتبعته إلى الأسفل، ولم يكن الأمر سهلاً، فآلمتني أذناي ورئتاي فالتقطت بضعة صورٍ بينما اختفى وحش الأعماق في الأسفل، على بعد مسافة 900 متر تقريباً، في أعماق المحيط“.
17. فئة حيوانات أخرى: الصورة الفائزة بعنوان «هاوية الطبيعة» بعدسة (سامانثا ستيفنز)
تقول المصورة: ”تطورت نبتة السراسينة الأرجوانية لتصبح نبتة لاحمة كي تتكيف مع بيئات المستنقعات التي تفتقر إلى التربة الغنية بالمغذيات. تصنع تلك النباتات أفخاخاً لضحاياها (كالعث والحشرات) في أوراقها التي تمتلأ بمياه الأمطار. لكن الأبحاث الأخيرة اكتشفت طبقاً جديداً على مائدة تلك النباتات، تحديداً تلك التي تنمو في متنزه ومحمية ألغونكوين، والطبق هو حيوان السلمندر، وتلك أول مرة تلتقط فيها نباتات السراسينة الأرجوانية فريسة من الفقاريات. إن حيوانات السلمندر الصغيرة تلك توفر مصدراً هائلاً من النتروجين مقارنة بفرائس السراسينة الأرجوانية التقليدية، وتستمر البحوث حول العلاقة الإيكولوجية المتبادلة بين السلمندر ومفترسه نباتات السراسينة“.
في ذلك اليوم، التقطت (سامانثا) الصورة عندما كانت مع الباحثين في مهمة استطلاع يومية، حيث وجدت مع الباحثين حيواني السلمندر الصغيرين هذين عالقين ضمن الفخ، كما أنهما تعفنا وباتا طافيين على سطح السائل الذي علقا به. كانت تلك لحظة خاصة بالنسبة لـ (سامانثا).
18. فئة حيوانات أخرى: صورة «توخى الحذر» بعدسة (يووي هو)
اتُقطت هذه الصورة في إحدى محميات مقاطعة غوانغدونغ في الصين، وتقول المصورة: ”في أوائل الصيف، تدخل الحشرات موسم التزاوج. اختبأت عنكبوت أونو (أو عنكبوت الماء اليابانية) تحت أوراق شجرة الموز. وبدا صغارها بلون الاخضر الزمردي، فاختلط خضار تلك الكائنات الصغيرة مع أوراق الموز، ليشكّل عالم الطبيعة الأخضر“.
19. فئة المناظر الطبيعية: صورة «مُكهرَب» بعدسة (جوشوا كريبس)
تُعد شلالات ستيرلنغ في نيوزيلاندا من أجمل وأبدع المناظر الطبيعية في هذا البلد الرائع أساساً، يقول المصور: ”عندما تكون الظروف مناسبة تماماً، تصطدم المياه الهابطة من أعلى السماء بالصخور البارزة من قاعدة الجرف، مشكلة مظهراً مدهشاً من الخطوط والتشكيلات وكأنها تيارات كهربائية. لا يمكنك الوصول إلى الشلالات إلا عن طريق القارب، ما يخلق عدداً من الصعوبات أثناء التصوير“.
فوفق المصور، لا يمكنك البقاء هناك ما يزيد عن 5 دقائق وفقاً لشركة تأجير القوارب، ما يعني أن عليك ضبط الكاميرا منذ البداية قبل أن تصل حتى، لدرجة أن المصور اضطر إلى زيارة المكان عدة مرات كي يعلم ما هي إعدادات الكاميرا المناسبة. ضيق الوقت يعني أيضاً عدم قدرتك على استخدام الحامل، وبالتالي عليك التقاط عدة صورٍ خلال وقت قصير، وأخيراً، تُصعب الزخات المتطايرة من الشلال عملية التقاط الصورة، كما عليك مسح العدسات كلما اتسخت بالماء، ما يجعلنا نقدر الصعوبة التي مرّ بها المصور.
20. فئة النباتات والفطريات: الصورة الفائزة بعنوان «غابة ميتة» بعدسة (رادومير ياكوبوفسكي)
يقول المصور: ”التقطت هذه الصورة في متنزه الغابة البافارية الوطني. في هذا العام، تحل الذكرى الخمسون لتأسيس المتنزه الوطني. زرت هذه المنطقة لـ 15 سنة، لكن قبل 25 سنة، قتلت خنافس اللحاء والأمبروزية مناطقاً هائلة من أشجار هذه الغابة. وهكذا، شاهدت خلال الأعوام الـ 15 انتعاش هذه الغابة مجدداً. التقطت هذه الصورة في أحد أيام الخريف، عندها كان ارتفاع الضباب مثالياً بحيث يغطي الغابة فقط، ويترك رؤوس الأشجار الميتة تبرز منه“.