لم تكن البشرية مهددة في وجودها منذ ما قبل التاريخ او ما بعده مثلما حدث في القرن العشرين بعد تصنيع أسلحة الدمار الشامل وفي مقدمتها السلاح النووي المدمر والمهدد الحقيقي لوجود البشر على الأرض، والحصول على السلاح النووي أكبر جريمة اقترفتها الإدارة الامريكية لتهديد الجنس البشري والسلم والأمان في العالم ففي جوهر الرأسمالية الاستغلال الذي لا يقف عند حدود معينة حتى لو كانت نهاية البشرية وتدمير الكرة الأرضيةـ والسلاح النووي صنع لإرهاب العالم والسيطرة عليه وابتزاز الشعوب بهدف الاستغلال، واقترفت الإدارة الامريكية أول جريمة نووية في تاريخ البشرية حيث استخدم بنذالة وبلا اخلاق ضد الشعب الياباني ” هيروشيما و ناكازاكي “والحرب العالمية الثانية في نهايتها وقد وضعت تقريباً اوزارها بخسارة المانيا النازية، واليابان التي كانت تنازع ولا تشكل أي خطر على العالم وسير الحر ب، لكنها كانت تقاوم بشكل محدود ضد الجيش الأمريكي وكشفت الحقيقة المُرة والتي لم يكن ضرورياً استخدام القنبلة النووية، ولم تمر إلا فترة قصيرة حيث بدأ التلويح بتهديد الاتحاد السوفيتي والدول التي تحررت بانتصار الجيش الأحمر ثم دعوة ونستن تشرشل الى فرض الحدود بمباغتة القوات البريطانية الجيش الأحمر بهجوم مفاجئ في 1 / حزيران / 1945 ورفضت حينها الفكرة من قبل ” رؤساء لجنة الأركان العسكريين” امام هذا الخطر الجديد باستخدام السلاح النووي مرة ثانية دفع الاتحاد السوفيتي التوصل لتصنيع السلاح النووي وامتلاكه للقنبلة النووية من اجل الدفاع عن النفس وحماية السلم العالمي من عدوانية النظام الامبريالي ومن خطر الكارثة النووية وخلق التوازن الدولي وهذا ما حدث ولم يستخدم هذا السلاح على الرغم من امتلاك بريطانيا وفرنسا ثم الصين بعدهما ولحقت بهم الهند والباكستان وكوريا لشمالية وهناك إشارات حول امتلاك إسرائيل لهذا السلاح على الرغم من الإنكار، وعلى الرغم من عدم تكرار تجربة السلاح النووي واستخدامه مثل ما حدث في اليابان إلا ان التهديد به وترسانة الاسلحة المتطورة والمحرمة دولياً والمخاطر المحدقة بالجنس البشري مازالت قائمة وبخاصة انتهاء التوازن الدولي وهيمنة الرأسمالية وبخاصة الولايات المتحدة الامريكية القطب الواحد على أكثرية بلدان العالم وبالذات منطقة الشرق الأوسط بوجود السلاح النووي واسلحة الدمار الأخرى وسعي ايران لامتلاكه على الرغم من الانكار وتهديد أمن وسلام المنطقة والعالم. في مثل هذه الأوضاع الخطرة والتأزم المستمرة في العلاقات وعنجهية إسرائيل باستمرارها احتلال الضفة الغربية والقدس والأراضي العربية الأخرى، وحرمان الشعب الفلسطيني من حقوقه وإقامة الدولتين، والتهديدات الإيرانية بتدمير إسرائيل
ـــــ فهل تستطيع إسرائيل استخدام القنبلة النووية ضد الدول العربية او الشرق الأوسط أو إيران إذا قامت حرب شاملة؟
ـــــ وهل ستبقى إسرائيل نفسها قائمة لتفتخر بالانتصار الشامل والكامل؟ أم هي الأخرى ستختفي بالتدمير والخراب؟
نشك في هذا الامر لأن استخدام السلاح النووي في هذه الأجواء لن يبقى بحدود جغرافية محددة وسيكون شاملاً يضع العالم على حافة أخطار نتائجها غير معروفة.
انه أمر جلل التدخل في شؤون البلدان الاخرى وتصدير ما يسمى بالثورة والسلاح لمجموعات تستخدمه لفرض الأمر الواقع والتهديد النووي بالمحاولات الإيرانية للحصول على هذا السلاح الرهيب وبخاصة التطورات اللاحقة في زيادة تخصيب اليورانيوم، وتحذير وزير خارجية الولايات المتحدة الامريكية واضح ” حذر من أن إيران تقترب أكثر فأكثر من «نقطة الاختراق» لإنتاج ما يكفي من المواد الانشطارية لسلاح نووي” وتابع تحذيره “وها هي الآن تعود إلى تلك النقطة، حيث يمكن أن تنتج مواد انشطارية لسلاح في غاية القوة في وقت قصير”
هل النظام الإيراني او إيران او الشعب الإيراني بحاجة ماسة لصنع القنبلة النووية او هذه الصواريخ التي لا تهدد إسرائيل فحسب انما هي تهدد دول المنطقة؟ سؤال وجيه ممكن الإجابة عليه؟ لكن المشكلة هناك جواب باطني يقوم على الأوهام والخداع، الإعلان ظاهرياً ان يكون ضد إسرائيل وتدميرها ومن اجل تحرير القدس وقيام الدولة الفلسطينية! لكن السؤال المسؤول ـــ إذا استخدمت القنبلة النووية او الذرية ضد إسرائيل ماذا يكون مصير مئات الآلاف من الفلسطينيين واليهود الأبرياء والشعب الأردني واللبناني وأجزاء من مصر ومصير البحر الأبيض المتوسط من التلوث النووي إضافة إلى الدول المطلة عليه او القريبة منه؟
ـــــ ثم هل ستكون القدس والمسجد الاقصى باقيان شامخان ام سيصبحان مثل الاطلال في شعر المعلقات السبعة او مثل ما حدث أو وهلة لـ “هيروشيما وناكازاكي”
هناك قضية مهمة جداً تقع ضمن سؤال من أسئلة عدة تجول في اذهان الشعوب ـــــ هل ستنقذ إيران كأرض وشعب بريء من الكارثة النووية وتخرج سالمة تغني بولاية الفقيه؟ إذا حصلت إيران على السلاح النووي وتستعمله في هذه الجو المحتقن! وما يمر به الشعب الإيراني من المحن ومن أزمات سياسية واقتصادية ومعيشية وأمنية وثقافية اجتماعية. مما يجعل القادة الإيرانيين في وادي والسياسة العدوانية التي تنتهجها الولايات المتحدة الامريكية والحكام في إسرائيل في وادٍ “لا ضرع فيه ولا زرع” انهم أي القادة في إيران يتصورون ان لعبة جرة الحبل ستبقى على حالها في الشدّ من قبل أمريكا وإسرائيل والمتحالفين معهم بينما ستكون للعبة وقت محدود تحدده المصالح وعند ذلك أما
1 ــــ ان يترك حكام طهران نهج التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان الأخرى على أساس ويبنون علاقات حسن الجوار وانتهاج سياسة سلمية لبناء علاقات تجارية تخدم المصالح المشتركة وليس على أساس مفاهيم محسن رضائي ( زعيم بارز في صفوف المحافظين وهناك احتمال ترشيحه للرئاسة) حيث اشار” لا يوجد سبب لنا للمساعدة في الأمن في العراق وسوريا” لماذا هذا التأكيد لأنه يعارض ” رؤية الدول الأخرى تجني فوائد اقتصادية” بعد هذا التصريح الذي يظهر الأطماع السياسية الإيرانية (حاولت وزارة الخارجية الإيرانية التبرير باعتبار تصريحات محسن رضائي عبارة عن وجهة نظر شخصية) وبما ان الاطماع هي الأساس فهو يتابع القول “ان البضائع الإيرانية الصنع يجب ان يكون لها وجود قوي في المنطقة” اذن هذا هو الهدف التكتيكي والاستراتيجي في السياسة الإيرانية في تصدير الثورة الشيعية الإسلامية ، إلا انه يتناسى ماذا تخبئ إسرائيل العدوانية حيث أشار مراسل الشؤون العسكرية لصحيفة ”إسرائيل هيوم يواف ليمور أن” الأجهزة الأمنية الإسرائيلية زادت من حالة التأهب في المنظومات القتالية والدفاعية الجوية، وإطلاق رسائل سرية وعلنية ” وهو ينوه أن ايران ستنقل صواريخها الى اليمن لضرب إسرائيل وأكد” بأن عملية كهذه لن تمر دون رد“.
2 ــــ توقف البرنامج النووي الإيراني عند حدوده السلمية بدون التوجه لصنع السلاح النووي والصواريخ العدوانية التي تستخدم خارج حدودها، لكن حسن رضائي يضيف رداً على استفسار حول تطوير الصواريخ “نحن نحتفظ بهذه القيود (الحفاظ على مدى الصواريخ الباليستية عند 2000 كيلومتر) في الوقت الحالي طالما أن أعداءنا لا يطورون صواريخ تتجاوز هذا النطاق لضربنا” نسأله ــــ من يريد ضرب إيران اذا كانت لها سياسة معتدلة لخدمة مصالح الشعب الإيراني وليس لتصدير العنف والسلاح الى الدول الأخرى بهدف تأجيج الصراعات الداخلية في المنطقة؟ ..
أن الشعب الإيراني الذي يعيش كابوس القمع والتسلط والوضع الاقتصادي والمعيشي الرديء وافواج العاطلين عن العمل واتساع نسب الفقر ودون الفقر، ولقد فتك وباء الكورونا بالآلاف من المواطنين والخوف من الحرب القادمة التي اكتوى الشعب بها لسنين طويلة مع النظام العراقي السابق، كل ذلك الكم وغيره من مشاكل كبيرة سوف يولد الانفجار الذي لا يمكن ان توقفهُ وسائل القمع والملاحقة والسجن والقتل والإعدام ، الفرصة الحقيقية لإنقاذ الشعب الإيراني والمنطقة من تهور الولايات المتحدة وحلفائها هي تخلى النظام الإيراني عن نهجه العدواني الحالي وانتهاج سياسة صحيحة تخدم مصالح الشعب الإيراني الصديق وبلاده، وسيعم الوئام والتعايش السلمي في المنطقة وهذا لصالح شعوب المنطقة والشعب الإيراني بالذات.