تمطر روح الشاعر اساطيراً ..
كمنجات .. يعزف الشوق على أوتارها
الحان الجوى للمدن العتيقة ..
زنابقٌ شاردة ترطب وتعبق بشذاها
مرافئ رحلاته ..
وتنهض المواسم من جديد
لتفرش بساط النرجس ،
على تجاعيد وطن ، هجره الشاعر ..
الارواح متعطشة لسنوات ضاعت من العمر ..
تراقصها فراشات حلم امل مستقبل مجهول
رقصة الحياة
وضجيج امواج البحر،
يلملم بقايا من اشلاء الشاعر ..
عشق المهاجر طبيعة مزهرة ..
وصفاء أفق ..وخارطة سلام .. !
*** ***
على شرفات مدينته العتيقة..
تأطرت مشاهد الخراب ..
تنهار منارة وتهتز الدنيا
لقدرها الجريح ..
ملامح مهاجرة ..
ازقة تشمها الصحارى
ابراج لا تصمد للبراكين .. !
نزيف ، وجع ، لهيب ، موت بطيء ..
الغربة غدت وطناً لحرية القلم..
وينابيعا للسقاية ..
عمراً للإنشاد والذكريات..!
*** ***
أيا غربتي .. لا وطن لي سواك..!
انت جبل احزاني الشاهق
متيمك انا ، شجرة بلوطك انا،
توجعت الغربة لأفواج المهاجرين ..
فيا لشقاءات زمن وآمال متكئة
على شعارات جوفاء زائفة ..
فاجعة شموس اوطانكم
طفولة خجولة تفاجئ الدنيا
والملائكة ..!
دروب حرائقها تقتل الروح
ويتلظى الفقراء بنيرانها ..!
شعراءها .. صوت خجول في قلاع الزجاج ..!!
*** ***
أيا غربتي.. لا وطن لي سواك ..!
يوما ما ، ستصحوا الأمنيات
سيشمخ الوطن بقامته على صهوة الحياة ..
وكتاب الحرية بيده وهو شامخ ..
مرفوع الرأس ،
سيبتسم للتاريخ ..
ليغفوا اطفاله بسلام
تهدهدهم الاحلام بأغاني الطفولة ..
وعطر النرجس يملأ الاماكن ..
يجتاز اسوار قرانا الحجرية..
سترجع قوافل المهاجرين
لتداعب الطرق وتتنهد بعمق
لأيام الغربة ..!
عجوز تطلق ترنيمة جبلية :
(عدت لك يا وطني بأغنيات جبالي)
أما انا فقد اقفلت الباب بهدوء
واصابعي تدندن قبل لساني:
أيا غربتي .. لا وطن لي سواك ..!
ــــــــــــــــــــــــــ
6\10\2020
غراتس\ النمسا