الأربعاء, ديسمبر 25, 2024
Homeمقالاتشخصيات بارزة من أنصار الحزب الشيوعي , الرفيق ابو عامل : أمير...

شخصيات بارزة من أنصار الحزب الشيوعي , الرفيق ابو عامل : أمير أمين

لابد من الكتابة عن شخصية بارزة من الشخصيات الشيوعية القيادية التي برزت في حركة انصار الحزب الشيوعي العراقي , خاصة ونحن في ذكرى رحيله الثالثة عشر..إنه القائد العسكري لقوات الانصار وعضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي النصير المقدام سليمان يوسف اسطيفان بوكا , أبو عامل المولود في القوش عام 1925 والذي ينحدر من عائلة كادحة , درس ابو عامل المرحلة الابتدائية في القوش وبعدها صار طالباً في دار المعلمين الريفية عام 1941 ,/ وقبلها بعام اي في عام 1940 إنضم للحزب الشيوعي العراقي / , وفي عام 1946 تم تعيينه معلماً في القوش وكان لديه طموح هو أن يكمل دراسته الجامعية , فإمتحن خارجي للحصول على شهادة البكلوريا من الصف المنتهي اي الخامس الثانوي وإجتاز الامتحان بنجاح فتم قبوله في كلية الحقوق بجامعة بغداد في1952..ونال شهادة البكلوريوس بالقانون عام 1956 وكان خلال هذه السنوات رجل متزوج حيث أنه تزوج في عام 1948 السيدة يازي يونس فأنجبت له خمسة أبناء ثلاث منهم من الاناث وإثنان من الذكور وهم كل من عامل وعادل ونضال وكفاح ولينا .. وكانت سنده في مجمل حياته ونضاله لحين وفاتها في حادث السيارة التي كان يقودها وهو في طريقه من بغداد الى كركوك عام 1975 وكان هذا الحادث الاليم على ما يبدو مدبر من قبل أجهزة السلطة التي كانت على معرفة به وبعمله وكونه أحد القياديين في الحزب الشيوعي حيث ماتت زوجته الوفية ورفيقه صابر بينما نجى هو بإعجوبة .. كان الفقيد ابو عامل من خلال عمله كمحامي يدافع عن الكادحين وعن الشيوعيين المظلومين حيث أنه دافع في احدى المرات عن 240 سجين كردي كانت تهمتهم الانتماء للحزب الشيوعي العراقي واستطاع أن يحقق الافراج عنهم .. وبعد ثورة 14 تموز عام 1958 خدم كاحتياط في الجيش وبعد انتهاءه من التدريبات منح رتبة ملازم ثاني وتعين كمشاور عدلي في الفرقة العسكرية الثانية بمحافظة كركوك…وخلال عمله ونضاله تم اعتقاله وخاصة بعد نجاح انقلاب 8 شباط عام 1963 وزج به في سجن رقم واحد الشهير , وكان يتعرض بإستمرار للاستجوابات والتعذيب من قبل الجلادين ودخل الفقيد أبو عامل أيضاً سجون أخرى كثيرة ومنها سجن نقرة السلمان وتم سجنه في الديوانية وكان من المعتقلين في قطار الموت المعروف .. وسجن أيضاً في مديرية الامن العامة ببغداد وكانت آخر مرة أعتقل فيها هي في عام 1978 ضمن حملة واسعة شنها النظام المقبور ضد ضباط الحزب الشيوعي المتقاعدين بعد أن أعدم 31 من المنتسبين للحزب من الجنود المكلفين ومن الشرطة بتهمة الانتماء والنشاط في صفوف الحزب الشيوعي !! وهذه كانت تهم كيدية جاهزة لضرب الحزب والتخلص من تبعات التحالف الجبهوي معه في تلك الفترة ..وبقي الفقيد ابو عامل حوالي تسعة شهور لاقى خلالها شتى صنوف التعذيب الجسدي والنفسي لكنه كان كما في كل مرة قوي الارادة , صلباً لا يخاف ولا يلين ولم يعترف ولو بكلمة واحدة عن عمله ورفاقه قد يستفاد منها ازلام النظام البائد لتثبيت ادانته .. وكان خلال هذه الفترة أيضاً أحد قياديي الحزب الشيوعي العراقي وكانت السلطة تعرف درجته الحزبية ومسؤولياته وطبيعة عمله الحزبي ..ثم أطلق سراحه بقرار عفو عام شمل آخرين أيضاً وجاء بضغط من قيادة الحزب الشيوعي ومن خلال التعاطف والتضامن الاممي من لدن الاحزاب الشيوعية الشقيقة ومن المنظمات الديمقراطية في العالم ومنظمات حقوق الانسان معه ومع رفاقه الآخرين..ثم إختفى عن أعين الجلادين والتحق بقوات الانصار التي بدأت بالتشكل في أواخر عام 1978 وفي الربع الاول من عام 1979 في كردستان العراق ..وهنا صار الرفيق الراحل أبو عامل نصيراً معروفاً من قبل الجميع وأصبح بجدارة مسؤول المكتب العسكري المركزي لقوات الانصار أي معم..كمختصر للأسم./.ثم بعد سنوات طويلة في عمله الانصاري وإنتهاء الحركة بتصفيتها من قبل النظام المقبور وخاصة استخدام السلاح الكيمياوي ضد بعض المواقع فيها وخاصة في يوم 5 حزيران عام 1987 في بهدينان وتغيير نوعية العمل الحزبي والعسكري وتحرير كردستان بعد هزيمة النظام وخروجه خاسراً من الكويت ..بعد تلك الحقبة الطويلة سافر الراحل ابو عامل الى كندا وإنضم الى اولاده هناك وبعد سقوط النظام عاد لزيارة رفاقه ومعارفه في اربيل لكنه تعرض للاسف لحادث مروري ودخل على أثره للمستشفى في أربيل .. ثم سافر مجدداً الى كندا وبعد مدة وبسبب المرض والتقدم بالسن رحل مودعاً الحياة الصاخبة في يوم الاحد 20 نيسان عام 2008 وقد حقق له أولاده أمنيته ورغبته بأن يدفن في مدينته القوش فتم ذلك في يوم السبت الموافق 3 أيار عام 2008 في تشييع مهيب شارك فيه عدد من قياديي الحزب الشيوعي العراقي والحزب الشيوعي الكردستاني ومن قيادات لأحزاب ومنظمات كردستانية أخرى ورابطة الانصار وعدد من الشخصيات..كان الراحل ابو عامل رجل يمتاز بنكران الذات والتواضع اللامحدود وكان بسيطاً محباً لرفاقه ويقدم أية مساعدة لمن يحتاج اليها حتى على حساب راحته , كان صادقاً ووفياً في عمله الحزبي وحياته عموماً وهو مخلصاً لمبادئه ومثله السامية وكانت ثقته بالرفاق الذين يعمل معهم عالية جداً مما انعكست على تعزيز ثقتهم بإنفسهم وبحزبهم ..هذه الخصال الانسانية العظمى جعلت منه قائداً عسكرياً وحزبياً محبوباً ومحترماً بين كافة رفاقه الانصار
..تعرفت على الرفيق الراحل أبو عامل في شهر تشرين الاول عام 1982 حينما انتقلت للعمل في بشتاشان..وترجمتها للعربي .. / خلف الطواحين / .. وشعرت به ومنذ اليوم الاول لوصولي القاعدة بأنه أب حنون أو أخ أكبر وليس فقط رفيق مسؤول وكان كثيراً ما يستخدم مفردة ..عيوني .. حينما يشرح أمراً ما أو يتفاهم مع أحد الانصار لتنفيذ شيء معين ..وهنا كان الفقيد ابو عامل يحتل منصب قائد المكتب العسكري المركزي للانصار بالاضافة الى كونه عضواً في المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي ..ولما تم تنسيبي لفصيل المقر صرت أقوم بحراسته أحياناً مع رفاقه وخاصة حينما يجتمعون في المكتب السياسي بقيادة الرفيق العزيز كريم أحمد الذي كان ينوب وبشكل دائم عن السكرتير الفقيد عزيز محمد في فترة غيابه ويقوم هو بإدارة الاجتماعات للقيادة ..كان الرفيق الراحل ابو عامل يمتاز بنقاء الجوهر وكان يتصرف كأي نصير آخر ويتناول طعامه مع أي رفيقين في صحن واحد حيث كانت الوجبة هكذاا لثلاثة رفاق ..كنت ترى أبو عامل جالس معهم على الارض وبصمت يأكل مع الانصار ولأنهم غالباً ما يكونوا من الشباب فكثيراً ما تراه ينسحب وينهض قبلهم تاركاً لهم بقية الطعام لأن نفسه كانت أبية فحتى لو لم يشبع بعد إلاّ أنه كان يفكر بحاجتهم لطعام أكثر منه ..! لكونهم شباب فيدعي أمامهم إنه إكتفى وينسحب ….وكان يستمع الى مشاكلنا كما لو كنّا أبناءه وكان يعتز كثيراً بأختي الشهيدة أنسام وقد سلمها الشفرة العسكرية لكافة الانصار ..! وهذه مسؤولية جسيمة لا تسلم مثلها لأي نصير دون معرفة وبشكل كامل ..وعكس هذه الثقة بي أيضاً حيث أوعز لي بشكل خاص بإمكانية العمل معها بالشفرة او في بدالة التليفونات الخاصة بموقع بشتاشان..عملت بالبدالة وتعلمت على فتح وتغيير مفاتيحها عندما يرن أي جرس أقوم بتحويله الى المكان الذي يطلبه ..وأيضاً فهمت رموز الشفرة السرية التي كانت بين يدي أختي لا سيما وأنني قد سمح لي بذلك لكني لم أعمل بها فهي تستطيع إنجاز مهمتها وبمهارة ..! ولم أنسى يوماً نفسه الابية حيث أنه كان يرفض استلام مخصصاته أي راتب الانصار وهي خمسة دنانير وأحياناً تكون عشرة وحسب امكانية الحزب المادية ..وكان هذا المبلغ يسلم لجميع الانصار دون استثناء ..وفي أحد الايام استلم الفقيد ابو عامل مبلغ عشرة دنانير كانت هي مخصصاته لشهرين لكنه رفضها ولم يوافق على استلامها بحجة عدم حاجته لها .. لكن مسؤول الرواتب لم يوافق على إعادتها لمالية الانصار حينما طلب منه الفقيد ذلك ! وقال له ..هذا حق لك ولكل نصير ولا يجوز إعادتها ولك حق التصرف بها كيفما تشاء ..جاء الرفيق العزيز ابو عامل للشهيدة انسام وشرح لها المشكلة ! وترجاها أن تستلم المبلغ منه وتعطيه لي ..قائلاً لها ..أعطي هذا المبلغ للرفيق أبو سعد! أي لي أنا ..وأضاف , أنا لا أحتاج اليه وحينما ترددت في استلامه وحاولت أن أعيده اليه ..رفض وأقنعني بأنه لا يريد أي نقود ..وسوف لن يستلم اي راتب ..وهذا ما أعتقد أنه فعله لاحقاً بينما واصل جميع الانصار استلام رواتبهم وهي على العموم قليلة لكنها تسد حاجة البعض لشراء السجاير او غيرها وخاصة بالنسبة للمدخنين الذين كنت أنا أساعد بعضهم بالمال لأني من غير المدخنين ….هناك أشياء كثيرة ربطت الفقيد ابو عامل برفاقه الانصار ..فقد كان دائم اللقاء بهم وبشكل يومي وإمتاز بالبشاشة والتعامل بصدق وحرص على كل واحد وأتذكر خوفه وقلقه الشديد على احدى مفارزنا التي سمع ومن خلال الاخبار التي وصلت للقاعدة ..أنه تم تأسيرها لبضع ساعات من قبل مفرزة تابعة لعناصر من الاتحاد الوطني الكردستاني مطلع شهر آذار عام 1983 وكنت انا من ضمنهم وكنّا حينها مرضى جئنا للعلاج من قاطع أربيل الى طبابة بشتاشان , لم نكن حتى نحمل السلاح وكان معنا فقط رفيقين يحملان بنادق الكلاشنكوف وهم آمر المفرزة هذه ورفيق آخر..! وحينما تخلصنا من كمينهم بصعوبة كبيرة ووصلنا سالمين الى بشتاشان ..كان الفقيد ابو عامل بإنتظارنا بصبر وقلق .. ولما شاهدني معهم طلب الكلام معي على صفحة وإستفسر عن كل ما جرى لنا من قبلهم وشرحت له الامور كما وقعت بالتفصيل ..! وتحدث الرفيق ابو فاروق مع الشهيد وضاح الذي كان آمر المفرزة وأيضاً وضح له الرفيق ما جرى لنا ..! ..كان الرفيق الراحل العزيز ابو عامل إنساناً رائعاً دمث الاخلاق وكان حقاً إبناً باراً لحزبه وشعبه ووطنه ..وكانت آخر مرة التقيته فيها هي في آذار عام 2006 في مقر الحزب الشيوعي الكردستاني ..وكان حينها تبدوا على محياه سنوات النضال وحملها الثقيل والتي القت بظلالها وارتسمت عليه , فبدا منهك لكن ذاكرته ما زالت متقدة بحيث أنه فكّر لدقيقة ثم عرفني وإستقبلني بحرارة وسألني عن أحوالي وأين أتواجد الآن وعن كل شيء يخصني وكم تألمت لهزال بنيته قياساً لما كان عليه قبلها حينما كنت أراه وهو يعمل بنشاط وحيوية في عام 1994 في أربيل مع رفاقه في القيادة. حينما زرت كردستان وبقيت فيها لاسبوعين ..
.المجد والخلود للنموذج الشيوعي الحقيقي الرائع طيب الذكر أبو عامل ..إنه رمز نادر للمناضل الثوري الذي يبقى إسمه محفوراً في ذاكرتنا نتذكره في كل حين ..تحية لذكرى رحيله الثالثة عشر وستبقى روحه تعيش معنا للابد

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular