يتبع ما قبله لطفاً
فتوى السيد محمد حسين فضل الله وبيان السيد محمد باقر الموسوي المهري لهما الرحمة
6ـ ورد [كما أصدر المرجع الديني سماحة السيد محمد باقر الموسوي المهري في الكويت بياناً قبل أيام مؤيداً الضربة الأمريكية المتوقعة لنظام بغداد وتساءل قائلاً: ” ألا يستحق هذا النظام الفاسد أن يزال وصدام الطاغية أن يُقتَل حتى يرتاح الشعب العراقي الذي يرضى بضرب أمريكا وينتظر بفارغ الصبر هذا الأمر كما نقل لي شهود عيان جاءوا من العراق؟”. ومن كل ما تقدم، يمكن أن نعرف رأي الشعب في الداخل وهو في جميع الأحوال مع إنهاء الوضع الشاذ بجميع الوسائل الممكنة] انتهى.
*تعليق: عزيزي د. عبد الخالق أنك تتكلم عن رأي العراقيين في الداخل فما دخل هذا الشخص الكويتي؟ الرجل يدافع عن وطنه الكويت وصديقه في حين صدور البيان امير الكويت الصُباح. الرجل كويتي وعدو لصدام منذ الحرب العراقية الإيرانية وسجن كثيراً لمواقفه عندما كانت الكويت حبيبة صدام او حبيبها صدام ووصل الامر بالحكم عليه بالإعدام حيث تَحَّمَلَ في هذ الطريق الكثير… ماذا تنتظر من رجل ديني كويتي غير ذلك؟ السؤال الأهم هو: ماذا عن المرجعيات الدينية في النجف أو الكاظمية او الاعظمية او الاخوان المسلمين أي أصحاب الشأن…هل أصدروا بيانات أو فتاوى تؤيد الضربة الامريكية المتوقعة لنظام بغداد؟
نعم ورد في قوله كما نقلتَ لنا: [حتى يرتاح الشعب العراقي الذي يرضى بضرب أمريكا وينتظر بفارغ الصبر هذا الأمر كما نقل لي شهود عيان جاءوا من العراق] لا اريد هنا ان اُكَّذب السيد الموسوي المهري لكن اسألك د. عبد الخالق حسين: تتوقع كم مليون عراقي كان عدد شهود العيان الذين جاءوا سماحته من العراق؟ أو ما هو حجم/مقدار تأثير هذا البيان او هذا الشخص على الشعب العراقي بل هل وصل الشارع العراقي أو هل سمع به أحد أو تبناه؟ أو كم عدد العراقيين الذين يعرفون السيد الموسوي المهري او سمعوا به؟
والعجيب إنك نفخت ببيان السيد الموسوي المهري لكنك عتبت كثيراً على السيد محمد حسين فضل الله له الرحمة لأنه أعترض على الحرب فمن هو أكثر تأثيراً بين عموم المسلمين او الشيعة من المسلمين السيد فضل الله ام السيد الموسوي المهري؟
اليك ما ورد حول فتوى السيد فضل الله في مقالتك: [هل سيعيد التاريخ نفسه في حرب تحرير العراق؟] بتاريخ 17.08.2002 الرابط
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=2571
[والمؤلم أن تصدر فتوى من شخصيات دينية شيعية مثل سماحة السيد محمد حسين فضل الله الذي نكن له الاحترام، أن ينساق وراء هذا التيار ولا شك انه يعرف، أن المستفيد الوحيد من فتواه هو النظام الجائر. ففي الوقت الذي نؤيد سماحته في القسم الأول من فتواه القائل: ” لا يجوز مساعدة أمريكا وحلفائها على ضرب الشعب العراقي أو تمكينها من السيطرة على مقدراته الاقتصادية وثرواته الطبيعية وسياسته العامة…الخ” نؤكد لسماحته أن ليس هناك إنسان عراقي أو غير عراقي شريف يؤيد ضرب الشعب العراقي، ولكننا في الوقت نفسه، نطمئنه أن الضربة هي ليست على الشعب العراقي بل على صدام حسين ونظامه الجائر. ونختلف مع سماحته في قوله: “… وعلى المسلمين أن يتدبروا أمورهم بأنفسهم في تغيير الواقع الفاسد الداخلي، ورفع الظلم عنهم …] انتهى
السؤال هنا: اولاً هل شخصية معروفة ومجتهدة ومتوازنة/متزنة ولها موقع متميز بين الناس حتى مبغضيها ان وجدوا مثل السيد محمد حسين فضل الله نقول عنه ’’ ينساق’’؟ ويدفعك عدم الاتزان لان تتهمه بتهمة كبيرة باطلة حين كتبت:( ولا شك انه يعرف، أن المستفيد الوحيد من فتواه هو النظام الجائر) هل مثل هذه الشخصية تتعمد الوقوف مع مجرم مثل صدام حسين؟ ثم تقول: (نؤكد لسماحته أن ليس هناك إنسان عراقي أو غير عراقي شريف يؤيد ضرب الشعب العراقي، ولكننا في الوقت نفسه، نطمئنه أن الضربة هي ليست على الشعب العراقي بل على صدام حسين ونظامه الجائر) الأن السؤال بعد هذا الدمار وبعد نتائج 18 عام هو: من هو الشريف في موقفه السيد فضل الله أم من أيد الضربة ومنهم السيد الموسوي المهري وغيره؟ ثم تختم اعتراضك على فتوى السيد محمد حسين فضل الله بالتالي: (ونختلف مع سماحته في قوله: “… وعلى المسلمين أن يتدبروا أمورهم بأنفسهم في تغيير الواقع الفاسد الداخلي، ورفع الظلم عنهم) ألم تجد أن ذلك لو تم كان أفضل؟ ألم تتصور انها دعوة للثورة على صدام حسين؟ ألم تتصور انها دعوة للاتفاق حول إزاحة صدام حسين وفق من رأى منكم منكراً…؟ ألم تتصور أنه يعكس تخوفه مما قد يحصل نتيجة الغزو والاحتلال في المنطقة وهو الذي عاش الاحتلال وفَكَّرَ بالاحتلالات ونتائجها؟
أيهما أكثر تأثيراً فتوى فضل الله ام بيان الموسوي المهري؟؟؟ واليوم ايهما أصح وأصدق في التوقع السيد فضل الله او جنابك؟ لو نتحاسب على تعهدك هذا وتعهداتك الأخرى التي أطلقتها قبل الغزو والاحتلال من ان القوات الامريكية لا تضرب الشعب العراقي ولا تسعى للسيطرة على مقدرات العراق الاقتصادية وسياسته العامة وعن وحدة الشعب والازدهار وغيرها تلك التي سنأتي عليها…أين تجد نفسك الان لطفاً وبعد 18 عام على الاحتلال؟
كما يُفهم مما ورد أن هناك شخصيات دينية أخرى رفضت الحرب الامريكية: (والمؤلم أن تصدر فتوى من شخصيات دينية شيعية…).
7ـ ورد [لقد استلمت قبل أشهر رسالة من صديق في العراق ذكر لي بشكل ذكي لتجنب الرقابة وبطش النظام، وكانت رداً على سؤالي له عن أحوالهم وكيف يتدبرون معيشتهم ويواجهون الصعوبات المعيشية، فقال الصديق في رسالته: “يروي الروائي السوري حنا مينا في إحدى رواياته عن جماعة من الفقراء المعدمين البسطاء يتحدث أحدهم فيقول: كنت في البادية ففاجئني أسد مزمجر، فركضت خائفاً فتبعني بسرعة حتى تعبت كثيراً ورأيت شجرة تسلقتها فتوقف تحتها يحاول أن يمسكني حتى انهارت يداي فسقطت وتنفس الصعداء. فقال الجميع بلهفة يريدون أن يعرفوا النتيجة، ثم ماذا؟ فقال أكلني. فتعجبوا وقالوا ولكنك لازلت على قيد الحياة؟ فقال وهل تحسبون هذه حياة؟” ما أبلغ هذا التعبير الذي ينطبق على حياة العراقيين البائسة في الداخل والتي لا تعتبر حياتهم حياة ووفق جميع المقاييس. لذلك لا ألوم الذين يرحبون بالحرب ضد النظام حتى وإن أدت إلى هلاكهم.] انتهى
*تعليق: يذكر هنا الأستاذ عبد الخالق عن الرقابة وبطش النظام تلك الرقابة التي لم تحد من سفر حملة جنسيات دول اللجوء!!!
عزيزي هذه لا أعتقد انها نافعة فهذا فرد ان صحت هذه الرواية /الرسالة غير المُرَّتَبَة…كلام اللسان كثير يا عزيزي وهذه الرواية ضعيفة ولا رمزية فيها…وحال صاحبها مع كل الاحترام له حال الأسد المزمجر الذي يعيش في البادية…(لو بيه حظ هذا الأسد كان ما داح بالبادية يدور جرذان وقنافذ…كان لحق ربعه للغابة و تنعم بلحم الطرائد).
8ـ ورد [ولكن هناك حقائق أخرى يجب عدم إغفالها ومنها: أننا نعيش مرحلة ما بعد الحرب الباردة وبعد كارثة 11 أيلول(سبتمبر)، حيث تغيَّر كل شيء والأمور مرهونة بأوقاتها وأمريكا وحدها الدولة العظمى وليس من الحكمة تجاهل دورها وقدراتها العسكرية والاقتصادية والعلمية والتكنولوجية في حل المشاكل الدولية الكبرى كالقضيتين الفلسطينية والعراقية. كذلك لو قارنا أوضاع الدول العربية “الثورية” بأوضاع الدول العربية التي تصرفت بحكمة في مواقفها من الغرب والاستفادة من علاقاتها معه، فأين نحن من هؤلاء؟ فقد استثمرت الدول النفطية الخليجية ثرواتها في بناء بلدانها ورفع المستويات المعيشية لشعوبها بينما حرمت الحكومات الثورجية شعوبها من ثرواتها وبددتها على أسلحة الدمار لمحاربة دول الجوار ومعاداة الغرب والآن نحن أبناء الشعب العراقي ندفع تكاليف تدمير تلك الأسلحة وصرنا مشردين في جميع أنحاء المعمورة وراح العراقي يطلب اللجوء حتى في أفقر البلدان مثل اليمن وجيبوتي وموريتانيا!!] انتهى
نعم ليس من الحكمة تجاهل دور الولايات المتحدة الخبيث في كل بقاع الأرض قبل الباردة واثنائها وبعدها ولا أحد يجادل في تأثيرها العسكري والاقتصادي… لكن هل تعرف الى اين تريد ان تأخذ الولايات المتحدة العالم او العراق؟ هل تعرف ماذا تريد من العراق؟ هل تعرف لماذا تريد إقامة قواعد عسكرية في العراق؟ هل هي بحاجة الى تلك القواعد والمنطقة تعج بقواعدها؟ هل هناك من تعرض لمصالحها في العراق وفي المنطقة؟ هل سمعت ان صدام حسين هدد المصالح الامريكية في المنطقة وانت تشير كثيراً انها جاءت به او هو من اتباعها؟
مع ذلك لنقف عند دور الولايات المتحدة الامريكية في حل القضية الفلسطينية التي مر عليها أكثر من سبعة عقود وأسأل الدكتور ماذا قدمت في هذا الخصوص خلال كل تلك الفترة؟ هذا الموضوع كفيل بمنع الولايات المتحدة الامريكية من التدخل في الشأن العراقي او كما تقول: (حل القضية العراقية). يعني هناك طبيب فاشل ولا يحترم قَسَمْ أبقراط ولا يحترم العِلم وتسبب بمشاكل كثير هل من العقل ان يراجعه مريض يعرف بفشله وعدم التزامه؟ او هناك’’ مصلح دراجات هوائية (بيسكلجي) هل من العقل ان يطلب منه أحد إصلاح سيارة مارسيدس موديل 2021…الولايات المتحدة الامريكية خلال أكثر من سبعة عقود لم تقدم شيء واحد للقضية الفلسطينية بل ربما اليوم ضربت عرض الحائط بكل الأعراف والمواثيق الدولية وقرارات الأمم المتحدة الخاصة باحتلال الضفة الغربية والجولان والقدس فكيف تريدنا ان نربط القضية العراقية بها؟ وهل نتركها تأخذ قرن كامل حتى تحلها كما هو حاصل مع القضية الفلسطينية؟
وفي ختام هذا الجزء أقول: انه حتى معلومات المخابرات المركزية الامريكية كانت غير دقيقة كما ظهر رغم كل المعروف من حال العراق قبل وبعد هروب حسين كامل او بعض كبار الضباط ،وكل تقارير مراكز الدراسات والبحوث الامريكية التي يعتمدها البيت الابيض والبنتاغون ووزارة الخارجية رغم العدد الكبير من أقمار وشبكات التجسس وعمليات المسح التام للعراق خلال الفترة من 1990 ولا أقول قبلها الى 2003 لم تكن دقيقة والدليل واضح هو فشل الولايات المتحدة الامريكية او الدولة العظمى الوحيدة كما تصفها في السيطرة على شارع واحد من شوارع بغداد خلال خمسة الى سبعة أعوام رغم وجود أكثر من 300 ألف بين عسكري ومرتزق وجاسوس وعميل ومتعاون ومجرم وجوقة المطبلين للاحتلال مع كافة معدات القتل الثقيلة و الخفيفة، العلنية و المخفية، ووسائل غسيل الدماغ المرئية و المسموعة و المقروءة.
وسبب هذا جانبان كما يظهر:
1ـ تعمدهم فبركة التقارير وتزييفهم للمعلومات لغرض تدمير العراق.
2ـ انهم فشلوا اصلاً في الوصول الى الصحيح الدقيق رغم كل الامكانات…
وفي الحالتين الذنب على من اقترب من أمريكا ودعاها لتدمير العراق والسبب كما أتصور هو استطلاع الرأي الذي قامت به (عراق نت) والثاني هو بيان السيد محمد باقر الموسوي المهري له الرحمة.
…………………
يتبع لطفاً