في ضوء الاحداث والتطورات الجارية بخصوص المشروع النووي للنظام الايراني والتي تبدو أشبه ماتکون بالکرة غير المستقرة والتي تدور بأکثر من إتجاه، فإن هناك ثمة سٶال مهم يجب طرحه بهذا السياق وهو: هل إن المجتمع الدولي أم النظام الايراني من يعمل على التصعيد ويرفض الجنوح للتهدئة والاقرار بالحقيقة؟ من دون شك، فإن الذي يبدو واضحا وجليا ويمکن ملاحظته هو إن النظام الايراني ليس هو الطرف الذي يرفض الانقياد والخضوع للأمر الواقع فيما يتعلق بالبرنامج النووي فقط بل وبالعديد من المسائل الاخرى نظير تدخلاته في بلدان المنطقة وتصديره للتطرف والارهاب وکذلك في مجال إنتهاکات حقوق الانسان ووووقائمة تطول بحيث تٶکد إن النظام الايراني من حيث تعامله وتعاطيه مع المجتمع الدولي في أغلب المسائل والمواضيع، کان ولايزال هو الطرف السلبي الذي يثير الشبهات والمشاکل.
على مر العقود الثلاثة المنصرمة، وبشکل خاص بعد الکشف عن الجوانب السرية للبرنامج النووي للنظام الايراني عام 2002، من جانب منظمة مجاهدي خلق وماأثاره ذلك الامر حينهامن ضجة، فإن النظام الايراني ولکي يمتص ردود الفعل ويموه على الحقيقة ظل يٶکد بأن برنامجه النووي لأغراض سلمية وإنه لاينوي إنتاج أسلحة نووية، بل وحتى إن خامنئي قد أفتى بهذا السياق، ولکن کل ذلك لم يبعث على الطمأنينة والثقة لدى المجتمع الدولي ولاسيما بعد أن صار هناك ثمة إعتقاد بأن هذا النظام معتاد على أن يقول شيئا ويفعل نقيضه، ولم يتفاجئ العالم عندما إعترف وزير الامن الايراني قبل عدة أسابيع بأن نظامه يعمل من أجل إنتاج القنبلة الذرية!
خامنئي الذي خرج قبل أيام بتصريحات ينتقد فيها العروض الدولية لنظامه في محادثات فينا ويصفها بأنها “لا تستحق النظر إليها” مضيفا باسلوب يغلب عليه العصبية والتوتر وهو يخاطب المجتمع الدولي من إن: “العروض التي يقدمونها عادة ما تتسم بالعجرفة والإهانة، ولا تستحق النظر إليها”، لکن خامنئي نفسه يتناسى من إن الاتفاق النووي الذي تم إبرامه مع نظامه في تموز2015، والذي على الرغم من إنه کان في صالح النظام لکنه مع ذلك لم يلتزم به وظل يواظب على نشاطاته ومساعيه السرية ويواصل إنتهاکاته لبنود ذلك الاتفاق بحيث يٶکد حقيقة عدم إستعداده للمضي قدما للإلتزام ببنوده، وهذا هو سبب القلق الدولي من هذا النظام وسعيه من أجل إبرام إتفاق يضمن له عدم التمکن من خرقه.
في کل الاحوال، فإن الذي لامناص منه هو إن الطرف السلبي فيما يتعلق بمحادثات فينا وکل المحادثات المشابهة المرتبطة بالملف النووي الايراني، إنما هو النظام الايراني وبإمتياز!