أطلقت قوات الحشد الشعبي اسم أبو مهدي المهندس على شارع رئيسي في مركز قضاء سنجار كما نصبت صورة كبيرة له في الجزرة الوسطية للشارع، مكررة بذلك سيناريوهات مماثلة في مناطق أخرى متنازع عليها.
جرت تسمية الشارع ونصب الصورة قبل شهر من قبل اللواء الثالث في قوات الحشد الشعبي دون الرجوع الى بلدية سنجار التي تعد الجهة المسؤولة عن مثل هذه الأمور.
ناطق أحمد، المتحدث باسم شرطة سنجار قال لـ(كركوك ناو) “يقع الشارع وسط سنجار ويعد الشارع الرئيسي الأهم في القضاء، قوات الحشد الشعبي سمَّتْه بشارع أبو مهدي المهندس ونصبت صورته على ذلك الشارع.”
أبو مهدي المهندس، الذي كان يتولى منصب نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي في العراق، قُتِل رفقة القائد السابق لفيلق القدس التابع للجيش الايراني قاسم سليماني في غارة جوية أمريكية وقعت بالقرب من مطار بغداد مطلع عام 2020.
وتابع المتحدث باسم الشرطة قائلاُ “لم تتم تسمية الشارع من قبل، لكنه كان يَشتَهَر باسم الشارع العام، أو شارع فرع الحزب الديمقراطي الكوردستاني، بسبب تواجد مقر ذلك الحزب على هذا الشارع، في الوقت الحاضر تتواجد قوات الحشد الشعبي في ذلك المقر.”
مروان خلف، مسؤول اعلام بلدية قضاء سنجار قال لـ(كركوك ناو) “لم تأخذ قوات الحشد الشعبي برأينا، ونحن لم نقبل تسمية الشارع بذلك الاسم… ربما سنتحدث معهم بخصوص الأمر، لكننا لا نريد في الوقت الحاضر الإدلاء بأي تعليق حول ما قام به الحشد الشعبي.”
لم تأخذ قوات الحشد الشعبي برأينا، ونحن لم نقبل تسمية الشارع بذلك الاسم
تسمية ذلك الشارع باسم أحد قادة الحشد الشعبي تتزامن مع تواصل الخلافات بين الجيش العراقي و قوات آسايش ايزيدخان- المتهمة بكونها مقربة من حزب العمال الكوردستاني- بشأن تولي الملف الأمني في مركز القضاء.
وكان الجيش العراقي قد طالب قوات آسايش ايزيدخان بإخلاء مقراتهم وسط قضاء سنجار، وهددوا باستخدام القوة في حال عدم امتثالهم لذلك المطلب، من جانبها لم تبد قوات آسايش ايزيدخان استعدادها لتلبية المطلب، ما أدى الى تصاعد التوتر والخلافات.
تسمية الشوارع والأحياء بأسماء القادة السياسيين و العسكريين وتعليق صورهم لها تاريخ قديم في العراق، وبعد سقوط نظام البعث عام 2003 استمرت هذه الظاهرة في المناطق المتنازع عليها.
(كركوك ناو) نشرت العام الماضي تقريراً أشارت فيه الى أن شوارع و أزقة داقوق مليئة بصور القادة العسكريين و قادة الأحزاب، في الوقت الذي يمر فيه القضاء بأوضاع أمنية وخدمية متدهورة.
في آب الماضي أزيح في داقوق الستار عن جدارية لرئيس الجبهة التركمانية أرشد الصالحي، كُتِب تحتها “داقوق ترحب بكم”، ليُضاف الى صور أخرى تعود لزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، الأمين العام لمنظمة بدر هادي العامري، المرجع الأعلى للشيعة علي السيستاني، المرشد الأعلى للثورة الاسلامية في ايران علي خامنئي وصور كل من قاسم سليماني و أبو مهدي المهندس.
قبل أحداث 16 أكتوبر 2017، وحين كانت القوات التابعة لحكومة اقليم كوردستان تمسك بزمام الملف الأمني في المناطق المتنازع عليها، عودة القوات العراقية الى كركوك و باقي المناطق المتنازع عليه، حرص كل من الاتحاد الوطني الكوردستاني والحزب الديمقراطي الكوردستاني على نصب العديد من صور القادة السياسيين والعسكريين في الأحياء والشوارع، في الوقت الذي تعد تسمية الشوارع والأحياء من صلاحيات البلدية.
كركوك ناو