الجمعة, أكتوبر 18, 2024
Homeاراءالايزيديون و ... آب الإبادة : إبراهيم سمو

الايزيديون و … آب الإبادة : إبراهيم سمو

آب اللهّب والإبادة أو آب تقاعس العراق:
وسم الثالث من آب لعام 2014 ،العراق الحديث وسلطاته وجيشه و إعلامه ،وكذلك مكوناته الساطية ؛من كردية إلى سنية فشيعية متنمرة،بدمغة انتكاسية فارقة ،وهتكت كل زيف مُتشدَّق به ؛فمعلوم إن سلطات الدولة تقاعست ،حسب مختصين في العلوم القانونية والسياسية ،عن ممارسة أعمال السيادة الوطنية ،وتراخت،من ههناك ،عن أداء أبسط واجباتها الإنسانية والأخلاقية والدستورية،في توفير الأمن والحماية ،لحياة ووجود عراقييها من الايزيديين ،ورعاية حقوقهم وحرياتهم الأساسية ،لأسباب راح يعزوها القاصي قبل الداني إلى “الإختلاف الديني”للمعتدى عليهم.
واقع الحال؛الحاضر ومساءلات الـذكرى:
هنا وفي ذكرى الإبادة ،يطرح واقع حال الايزيديين ،المنكوبين المبعثرين في مخيمات النزوح والتهجير والإذلال، تساؤلاتٍ مشروعةً؛لها أن تصفح ،بعد سبع سنوات من الإبادة ،وتتغاضى تاليا عن الخوض في كل تقصير،أبدته السلطات السيادية في العراق وإقليم كردستان ،يتعلق بواجب الدفاع السيادي عن الأرض والمواطن ،ولها ان تعفو كذلك عن حنث عشائرعربية جارة ،بمواثيق “الكرافة “والتعايش المتآخي مع الايزيديين ،وتسهو،من ثم ،عمّن تورط من هؤلاء “الكرفاء” بالدم الايزيدي ،أو ساهم في اغتصاب وسبي “الكريفات “الايزيديات ،اللائي كنّ قد تحولن بمقتضى “صكوك كرافوية “،أخوات وبُنيّات مُحرَّمات .لتلك التساؤلات ان تصفح عن كل ما تم فيما مضى اقترافه، سواء عن عمد، أو عن إهمال أو تقصير أو قلة احتراز أو عدم تبصر ،لكن ما لا نزول للواقع ـ الهاوية ـ الذليل لحال الايزيديين عنه هو:هل مايزال العراق حقا ولو في نظر نفسه دولة ذات أركان ؟!.

أسئلة ذكرى الإبادة ومستقبل بلا ملامح :
قد تدفع السذاجة السياسية مستلبي شؤون العراق ،أو يغمرهم على حين غرة وهم أو غرور ،أو يندفعون بفعل عناد ميلشيوي أو شخصي أو سلطوي ،فيتشبثون بفكرة إن العراق ما يزال دولة ،ذات سيادة وسلطات مستقلة ومقتدرة.سيسعد بلا أدنى شك،كل مراقب بهذا الكلام النظري،لكن سيتصاعد عمليا عشرات من الأسئلة الكبرى في أعماق المراقب الحصيف،وسينتفض: أين الدولة العراقية ،وسلطاتها ومكوناتها وقواها الأمنية وكذلك ميليشياتها إذاً ،من التزاماتها الإنسانية والأخلاقية ،ناهيك عن الدستورية والقانونية ،حيال مواطنيها أوقل رعاياها الايزيديين ،المشردين منذ سبع سنين ،وبعبارة أوضح : ماذا عن أكثر من ثلاثمائة ألف نازح ومهجَّر،أشبه بموتى وفي أحسن الأحول أسرى أو معتقلين ،مصائرهم مرهونة بأجندات وكواليس قوى ،وأحزاب ومليشيات وشلل وتكتلات عراقية كانت ،أم كردستانية ،أو لربما إقليمية ،غير بريئة ؟. ولِمَ لمْ يباشر العراق ،الذي ينعت نفسه بدولة ،بإعمار مناطق وقرى أولئك النازحين القسريين ،المنكوبة المهدمة في شنكال الإبادة والطلول ،هل ثمة خطط واستراتيجيات مستقبلية رسمية، في جعبة عراق ـ الدولة ،تتصدى بها لدمار عمران السكن ،وما يخدمه من بنى تحتية، ثم ألا يفترض بالدولة المزعومة ،التي اسمها العراق ،أن تكون قد شرعت ومنذ زمن باجراءات “العدالة الانتقالية”،التي تستلزم “قوانين خاصة” و”محاكم خاصة”،و”كوادر عدلين” خواص …هل يمكن دون عدالة انتقالية إزالة ومعالجة آثار الحقبة الداعشية ،التي أضرت ،كثيرا ، بالإنسان والأخلاق والقيم والعمران والحضارة الإنسانية ،وكيف السبيل إلى إقناع أصحاب المظالم بالكف عن الانتقام الاعتباطي والاقتتال الفوضوي للعشائر و”استيفاء الحق بالذات ” …كيف ياعراق؛ يادولة…؟.
بوارق أمل و…لكن :
الحراك الايزيدي الدولي قائم ،على قدم وساق ،بغية التعريف بالجرائم الإبادية ،التي اقترفتها داعش بحق المجتمع الايزيدي؛فقد احتضنت السوح الدولية ،بفعل نشاط وفاعلية عدد لا يستهان به، من شخصيات وجمعيات وهيئات ايزيدية ذات طابع دولي،”مأساة الايزيديين”.وبينما العراق يماطل و يمتنع ويشارط ،سارعت أرمينيا وأستراليا واسكتلندا ،ومؤخرا بلجيكا وهولندا ،إلى الاعتراف بإبادة داعش للايزيديين العراقيين،هذا فضلا عن اعتراف البرلمان الأوروبي والأمم المتحدة .
المضحك المبكي هنا، إن العراق الذي طمر،وما يزال ،رأسه كدولة في رمال الخيبة والتقاعس،واكتفت سلطاته وقادته ومذاهبه ومكوناته الدستورية العظمى ،منذ البداية ب”الفرجة الصامتة “،ما يزال يزاول إلى هذا اليوم ،الذي نبلغ فيه الذكرى السنوية السابعة للابادة ،”النأي بالنفس “،أو في أفضل الأحوال”الحياد المراوغ”،حيال مآلات تدهور أحوال ايزيدييه بعد جرائم داعش.ويشير في هذا المنحى ناشطون ايزيديون دوليّون، إلى “ضغوط دولية” كبيرة، تمارس على السلطات العراقية في الخفاء لإيلاء الايزيديين والأقليات عناية كافية.
المخيمات وعيون العودة: رغم إن الذاكرة الجمعية للايزيديين متخمة،عن لهيب “فرمانات”متكررة ،ورغم كل واقع سوداوي يعيشونه ،منذ سنوات سبع ،فإن عيون شنكاليي المخيمات والتهجير القهري والسبي ،ترنو صباح مساء ،إلى عودة آمنة كريمة مستقرة ،وبلا تجاوز إلى دورهم وقراهم وأحيائهم،يراهنون في عقلهم الباطن،على غوث العراق وكردستان.
تدويل أحوال الايزيديين وسائر الأقليات: رغم إن القرار السياسي في العراق ،ينكمش عن إيجاد حلول ناجعة للمعضلة الايزيدية المتفاقمة،فثمة مراقبون لايعوِّلون على تلك القوى والمكونات الميليشيوية الحاكمة،لكونها تفتقر إلى أهلية القرارالوطني الصائب ،ويرون إن لا حلولَ لأقليات العراق سوى من الخارج ،لكن بالتنسيق مع قوى وطنية منفتحة على الآخر في عراقهم.

https://www.annahar.com/arabic/section/237-%D8%AD%D8%B1%D8%B1-%D9%81%D9%83%D8%B1%D9%83/04082021081137950?
fbclid=IwAR01NmETMl8IF1lk36vNP7huq49XsrM6YCuxwRFpAotbspXruXwghuQIYE8

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular