أورد موقع شبكة “سي أن أن” قصة امرأة افغانية قتلت، الشهر الماضي، على أيدي مسلحين في طالبان أمام بناتها الأربعة مع تقدم الحركة صوب العاصمة كابل، وتعكس هذه الحادثة مدى التهديد الذي تواجهه النساء في جميع أنحاء أفغانستان بعد استيلاء طالبان على السلطة.
وتشير الصحيفة إلى أن المرأة التي أطلقت عليها “سي أن أن” اسما مستعارا هو “نجية” (45 عاما) قتلت أمام بناتها في منزلها في ولاية فارياب بشمال البلاد في 12 يوليو.
وتشير ابنة الضحية إلى أن المسلحين كانوا قد طرقوا باب الأسرة ثلاث مرات وطلبوا من الأم أن تطهو الطعام لما يصل إلى 15 مقاتلا.
ثم عادوا في المرة الرابعة، وقالت لهم الأم: “أنا فقيرة. كيف يمكنني أن أطهو لكم؟” فقاموا بضربها ببنادقهم حتى انهارت وفارقت الحياة، ثم ألقوا بقنبلة يدوية في غرفة مجاورة وفروا مع انتشار ألسنة اللهب، وفقا لما نقلته الشبكة الأميركية.
ونفت طالبان قيام مسلحيها بقتل السيدة، لكن هذا التصريح تناقض مع أقوال الشهود والمسؤولين المحليين الذين أكدوا مقتل امرأة تبلغ من العمر 45 عاما أضرمت النيران في منزلها.
وقالت جارة، شاهدت ما حدث وصرخت في وجه المسلحين ليتوقفوا عن ضربها، إن العديد من النساء في القرية هن أرامل للجنود الأفغان، ويكسبن قوتهن من بيع الحليب، وهو ما لا تسمح به طالبان.
وقالت: “ليس لدينا رجال في منزلنا، ماذا سنفعل؟ نريد مدارس وعيادات وحرية مثل النساء والرجال الآخرين”.
وتقول “سي أن أن” إنه في غضون 10 أيام من هذه الجريمة، كانت طالبان قد استولت على العشرات من عواصم الولايات.
وبعد دخول كابل، وعدت الحركة بتشكيل “حكومة إسلامية أفغانية شاملة” والسماح للمرأة بالعمل والدراسة والتنقل، لكن القصص الواردة من السكان المحليين على الأرض ترسم صورة مختلفة.
وقالت اللجنة الأفغانية المستقلة لحقوق الإنسان، في يوليو، إنه في المناطق التي تسيطر عليها الحركة، صدرت أوامر للسيدات بعدم الذهاب إلى الخدمات الصحية دون ولي أمر من الذكور، وتم حظر التلفزيون، وتم توجيه المعلمين والطلاب بارتداء العمائم وإطلاق اللحى.
وقالت اللجنة إن علماء الدين والمسؤولين الحكوميين والصحفيين والمدافعين عن حقوق الإنسان والنساء أصبحوا “ضحايا لعمليات قتل مستهدفة”.
وذكرت رويترز، الأسبوع الماضي، أنه في أوائل يوليو، دخل مقاتلو طالبان فرع بنك تجاري في قندهار وأمروا تسع نساء يعملن هناك بترك وظائفهن لأنها “غير مناسبة” وتم استبدالهن بأقارب لهن ذكور.