حينما صرح إبراهيم رئيسي، الرئيس الحالي للنظام، في ديسمبر 2009، أن جميع أعضاء مجاهدي خلق محاربون ويحكم عليهم بالإعدام، وعندما يصرح رجل الدين جنتي، رئيس مجلس صيانة الدستور في النظام الايراني بأنه:” يجب استئصال (المجاهدين) من أجل بقاء جذور النظام”، بل وحينما قال مصطفى بور محمدي، وزير العدل السابق وأحد أعضاء لجنة الموت، في أغسطس من عام 2019، بصريح العبارة:” لم نصل بعد إلى وقت تصفية الحساب مع مجاهدي خلق. لقد حان الوقت لتصفية الحساب. واليوم، المنافقون هم أكثر الأعداء خيانة … ويجب أن يجيبوا، يجب أن يتم تقديمهم إلى طاولة المحكمة ويجب أن نحاسب كل واحد منهم”، فإن هذا الکلام الذي هو کلام رسمي يعبر عن وجهة نظر نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، أقوى دليل إثبات على إن مجزرة عام 1988، لازالت مستمرة وإنه ليس الهدف قتل عدة آلاف فقط وإنما إبادة جيل بأکمله والقضاء على الفکر وعلى کل رجل وأمرأة رفضوا هذا النظام وواجهوه.
التحامل غير العادي والکراهية والحقد الشديد لقادة ومسٶولي النظام الايراني على منظمة مجاهدي خلق، ولاسيما تحامل وکراهية وحقد خميني ومن بعده خليفته خامنئي، يبين بأن عملية الصراع والمواجهة التي شرع بها هذا النظام ضد المنظمة لم تکن عملية تقليدية وعادية کما هو حال صراع أي نظام مع معارضيه، بل إن قادة النظام الايراني قد سعوا من وراء هذا الصراع والمواجهة الى إبادة جيل کامل من مجاهدي خلق عن بکرة أبيهم وجعلهم أثرا بعد عين، خصوصا بعد أن وجدوا في الافکار والمبادئ التي يحملها أعضاء هذه المنظمة ويٶمنون بها خطرا وتهديدا على نظامهم بعد أن عجزوا عن الحد من شعبية المنظمة وعن نأي الشعب الايراني عنها ولذلك فقد صمموا على إبادة المنظمة إبادة کاملة وهذا ماکان هو هدف مجزرة عام 1988، والذي وإستنادا الى ماجاء في تصريحات المسٶولين الثلاثة آنفا، لايزال مستمرا.
التأريخ سجل لايمکن أبدا محوه بتصريحات وبتصرفات وإجراءات لاحقة وذلك وبشکل خاص من أجل التخلص من مسٶولية الجرائم والفظائع التي تم إرتکابها خلاله، بل إنه ککابوس سيبقى کسيف ديموقليس مسلطا على رٶوسهم ولايمکن أبدا أن يتخلصوا منه إلا بعد أن يتم حسمه أمام منصة العادالة وهو مايجري حاليا من خلال المطالب المتزايدة هنا وهناك بضرورة محاسبة جميع المتورطين في مجزرة عام 1988، بل وإن الدعوة الى عزل إبراهيم رئيسي، أحد أبرز المسٶولين عن إرتکاب هذه المجزرة، من منصب الرئاسة تمهيدا لإعتقاله ومحاکمته، تأکيد حي على إن مجزرة 1988 بمثابة تأريخ أسود يطارد هذا النظام حتى جعله يدفع ثمن جريمته باهضا.