“أرجو نشر الصور المرفقة مع المقال”
محمد مندلاوي
لقد وجدت هياكل للماعز والكلاب والخنازير في بعض هذه الكهوف في بلاد الكورد في كوردستان ككهف “چايونو= Çayuno” قرب “آمد = Amed =دياربكر” في شمال كوردستان وكهف” گەنج گارا Genc Gara =” في شرق كوردستان (إيران) بالقرب من مدينة “كرماشان- كرمانشاه = Kirmanşah” الذي يرجع تاريخه إلى عشرة آلاف سنة قبل الميلاد، وكهف “كونه جنوكه” أي: مغارة العفاريت، أضف أن هناك المئات من هذه الكهوف في عموم كوردستان، سكنها الإنسان الكوردي في العصور الغابرة، ولا زال المواطن الكوردي في قرن الـ21 يشعر أن في هذه الكهوف عبق أنفاس أجداده الأوائل. ويؤكد العالم الأمريكي (روبرت جون بريدوود (Robert John Braidwood= قائلاً: إن الزراعة وتطوير المحاصيل قد وجدتا في كوردستان منذ (12) ألف سنة، انتشرت منها إلى ميزوبوتاميا السفلى، ثم إلى غرب الأناضول ثم إلى الهضبة الإيرانية ثم وصلت منذ ثمانية آلاف سنة إلى شمال أفريقيا ثم أوروبا والهند الخ، ويضيف البروفيسور الأمريكي (بريدوود): إن كثيراً من المحاصيل التي نعرفها الآن، كالقمح والذرة والشعير الخ، قد انطلقت من كوردستان. أما الصناعة فيؤكد البروفيسور المذكور: أن منطقة “چايونو= Çayunu” في شمال كوردستان يمكن أن يطلق عليها اسم أقدم مدينة صناعية في العالم، وهي أقدم منطقة في العالم يستخرج منها النحاس إلى يومنا هذا. عزيزي المتابع اللبيب، بالإضافة إلى العالم الأمريكي الذي أشرنا له أعلاه، الذي لا غبار على كتاباته، دعني أأتي لك بعالم آخر ليس أمريكياً بل عربياً حتى يطمئن القارئ العربي لما نقول، وهو الدكتور(خزعل الماجدي) إنه أكاديمي، أستاذ جامعي، يحمل شهادتي دكتوراه، الأولى في التاريخ القديم، والثانية في فلسفة الأديان، إنه متخصص في علم وتاريخ الأديان والحضارات القديمة، بالإضافة لتخصصه إنه شاعر وكاتب مسرحي أيضا. ويحاضر في عدة جامعات عربية وأوروبية وعضو في اتحاد الأدباء والكتاب في العراق واتحاد الكتاب العرب ونقابة الصحفيين العراقيين واتحاد المؤرخين العرب وعضو في الأكاديمية العالمية للشرق – غرب في رومانيا. وله أكثر من مائة مؤلف وديوان شعر في الميثولوجيا – علم الأساطير- والتاريخ القديم والأديان القديمة وفي الشعر والمسرح الخ. بسبب عمل والده الذي انتقل من مدينة بغداد إلى كركوك التي ولد فيها خزعل عام 1951. في محاضرة للدكتور (خزعل الماجدي) بعنوان: بداية الزراعة. – بما أن أرض العراق قديماً كانت مغطات بالمياه لم يكن أمامه سوى أن يتحدث عن الزراعة الأولى التي بدأت من كوردستان – تحدث الدكتور خزعل عن الثقافة الزرزية المسمى على اسم كهف زرزي – الذي يقع في شمال قرية زرزي في مصيف “چەمی ڕەزان – جَمي رزان” في محافظة السليمانية في جنوب كوردستان. إنه واحد من أشهر الكهوف الأثرية في كوردستان وتقع ضمن سلسلة جبال سورداش، وهي قريبة من كهف “قزقەپان = قزقبان” وكهف “كوڕو كچ =كور وكج” يعود تاريخه إلى العصر الحجري القديم. قامت الباحثة الأمريكية (دروثي گارود) عام 1928 بالتنقيب في الكهف المذكور فاكتشفت العديد من الأدوات الحجرية وبقايا عظام حيوانات. أدناه صورة لكهف زرزي:
يقول الدكتور خزعل: بحدود 12000- 8000 سنة ق.م. أن أهمية الثقافة الزرزرية – الكوردستانية- لقد ظهر فيها شيء مهد للزراعة يسمى بالزراعة البرية وليست الزراعة الاصطناعية. يقول الدكتور خزعل في محاضرته التي ألقاها في 06 03 2021: إن الإنسان انتبه لمجموعة من المزروعات وبدأ يحددها ويراقبها – لقد قلنا في إحدى مقالاتنا قبل عدة أعوام أن الكوردي في كوردستان كان يراقب كل شيء على أرض وفي جبال كوردستان من حيوان وطير ونبات وأشجار وأنهر وشلالات المياه الخ ومن ثم اختار اسماً لكل واحد منه- ويحصد منها وهكذا كل عام بعد آخر، هذه تسمى الزراعة البرية. وظهرت هذه المستوطنات في “زاوچەمی Zawcemi=” في شمال وادي الرافدين- جنوب كوردستان- ويستمر الدكتور خزعل الماجدي: الميزوليت= Mezolithicالعصر الحجري المتوسط – 12000- 8000 ق.م. بدأ تدجين النباتات والحيوانات قبل الزراعة البرية، أن أول تدجين للنباتات والحيوانات ظهر في عصر الميزوليت (إيبيا ليوليت) في وادي الرافدين الأعلى؟ – كوردستان- 1- في كهف زرزي: زراعة برية 12500 ق.م. 2- بالي كورا= پاڵی گەورە- يقع الكهف المذكور في جبال برادوست شمال محافظة السليمانية في جنوب كوردستان على بعد 14 ميلاً من قرية جرمو الأثرية. لقد اكتشف الكهف من قبل الباحثة الأمريكية (دورثي گارود) عام 1930 وبعد عقدين ونيف استؤنف فيه العمل من قبل البعثة الأمريكية برئاسة العالم الأمريكي المعروف (روبرت جون بريدوود(Robert John Braidwood= .أدناه صورة لكهف پاڵی گەورە= بالي كورا:
3- قرية زاوی چەمی- زاوي جمي، يقول الدكتور خزعل أن قرية زاوي جمي أقدم قرية في العالم 11000 ق.م.
4- ملفعات: زراعة برية وبيوت حجرية بيضوية 10,000 ق.م.
5- قرية “کەریم شار= كريم شار” ٩٠٠٠ سنة ق.م. أدناه بعض الأشياء التي استخدمت عند الإنسان القديم لاحتياجاته اليومية في ذلك التاريخ للعلم توجد في إقليم كوردستان فقط وليس في عموم كوردستان3364 منطقة أثرية مسجلة:
كما كان أسلاف الكورد في غابر الأزمان اتخذوا من الكهوف منازل وملاجئ لحماية أنفسهم من ثورات الطبيعة ومن هجمات الوحوش الكاسرة عليهم، هكذا هم الكورد في العصر الحديث أيضاً يلجئون إلى الكهوف خوفاً من الوحوش البشرية التي تفتك بهم بطائراتها ومدافعها وصواريخها دون رحمة ودون وازع إنساني أو أخلاقي، فلذا يسلكوا طريق الأجداد إلا وهو اللجوء إلى كهوف كوردستان لحماية أنفسهم من جيش الاحتلال العراقي… . أدناه صورة لمجموعة من القرويين الكورد تكهفوا، لجأوا إلى إحدى كهوف كوردستان خوفاً من قصف الطائرات وهجوم الجيش العراقي، وأؤكد على هذا بلغة ميسرة: الجيش العراقي المجرم وكل من رفع السلاح لقتال الكورد سابقاً ولاحقا هو الآخر مجرم ويلعنه التاريخ أبد الدهر:
وقال الدكتور خزعل الماجدي عن تدجين النبات، نقول له: تدجين، لأن الإنسان يرعاه. ويتحدث الدكتور أيضاً عن المناطق الخمس التي وقف عليها قليلاً أعلاه في شمال وادي رافدين – جنوب كوردستان- أن أول موقع للمرحلة الانتقالية اكتشفت فيه الآثار سنة 1928 هو كهف ” زەرزی- زرزي” – نسبة لقرية زرزي التي دمرها النظام العراقي البعثي- في محافظة السليمانية في جنوب كوردستان- إذ وجدت وفرة من الآلات الحجرية الصوانية الدقيقة الصنع، هندسية الشكل التي استخدمت في الصيد وفي حصد النباتات البرية، وسميت صناعات هذا العصر بالصناعات الزرزية نسبة إلى الاسم الكوردي لهذا الكهف. للعلم، البارحة 16 03 2021 في أربيل وأثناء الحفريات لبناء محطة كهربائية عثروا على جِرار وأشياء أخرى تاريخها يعود إلى ثمانية آلاف سنة. أدناه صورة لبعض الأدوات الحجرية التي اكتشفت في كهف زرزي في كوردستان:
01 06 2021
يتبع