محمد الكحط: ستوكهولم
من عمق الألم والمعاناة ينبعث الأمل، هكذا كانت فكرة مهرجان الأمل السينمائي الدولي الأول في ستوكهولم، حيث بدأت الفكرة من مخاض عسير لفنان ومخرج عربي مقيم ما بين بلجيكا والسويد هو فادي اللوند، الذي يعيش وعائلته مع أبنه من ذوي الاحتياجات الخاصة، ومن خلال هذه المعايشة اليومية انبثقت تلك الفكرة وهي مهرجان سينمائي لأفلام ذات طبيعة إنسانية بحتة، وتتناول معاناة وحياة هذه الشرائح من البشر وذوي الإعاقة والمحرومين من العلاج أو الرعاية الذين يعيشون معنا، لتسليط الضوء على حياتهم، وكيفية التعامل معهم ولأجل لفت الانتباه لهم من قبل الجميع، وبالذات من قبل المؤسسات الرسمية.
وهكذا كانت البداية لمشروع بجهود ذاتية، وبمساندة بعض المهتمين للمشروع.
المهرجان أستمر للأيام 10-13 سبتمبر/ أيلول 2021، وأفتتح في دار سينما وسط ستوكهولم، حضره جمع غفير من أبناء الجالية العربية ومن السويديين ودول أوربية أخرى، وكانت ضيفتا شرف المهرجان الفنانتين العربيتين إلهام شاهين وكارولا سماحة والفنانة الفرنسية بريكيتا سي، وفي باحة السينما الخارجية كان المسؤولون عن إدارة المهرجان في المقدمة لاستقبال الجميع بالود والحلوى والعصائر، ومن ثم الدخول لصالة العرض، حيث بدأ المهرجان بكلمة ترحيب من قبل عريفة الحفل، بالحضور والضيوف ولتعطي الكلمات للآخرين وأولهم مدير ومنظم المهرجان المخرج فادي اللوند، الذي رحب بضيوف المهرجان والسادة الحضور وبجميع المشاركين في فعاليات هذا المهرجان السينمائي….موضحاً المغزى من إقامته، ومشيرا إلى أهمية اختيار ستوكهولم، لتكون منطلقاً لهذا المهرجان الدولي، كون السويد معروفة بمواقفها الإنسانية وتتمتع بسمعة عالمية لدعم حقوق الإنسان ورعاية الأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة.
ثم كانت هنالك كلمات منها لمدير المهرجان الدكتور خالد الزدجالي، والذي أوضح كيف سارت الجهود لاستكمال فعاليات هذا المهرجان.
والملفت للنظر بأن أولى فقرات المهرجان كان عرضا فنيا لتلاميذ مدرسة من ستوكهولم من ذوي الاحتياجات الخاصة بعنوان ((الملائكة))، الذين غنوا للحضور ونالوا تضامنهم وتصفيقهم، مما أبهج الجميع.
بعدها جرى تكريم ضيفات الشرف بوسام المهرجان وشهادات تقديرية بإسم ((مهرجان الأمل السينمائي الدولي الأول في السويد))، منهن الفنانة كارول سماحة والفنانة المصرية إلهام شاهين، والفنانة الفرنسية بريكيتا سي، اللواتي عبرن عن سعادتهن لحضور هذا المهرجان شاكرات المنظمين على دعوتهن له وتكريمهن، وبكلمة باللغة العربية وجهت الفنانة إلهام شاهين تحية لأبناء الجاليات العربية في السويد ولجميع المشرفين على المهرجان، معربة عن إعجابها وامتنانها عن فكرة المهرجان، ونوهت إلى أنه هذه المرة الأولى ينظم مهرجان يتبنى هذه الفكرة الإنسانية النبيلة، وقامت باحتضان التلاميذ الذين قدموا العرض الفني من ذوي الاحتياجات الخاصة مما كان له وقع خاص عليهم وعبروا عن سعادتهم بهذا الموقف الجميل.
وبعد مراسيم حفل الافتتاح تم عرض الفيلم البلجيكي ((أنقذوا ساندرا)) وهو من إخراج جان فيرهين وبطولة سيفين دو ريدر، والممثلة الروسية داريا جانتورا، والذي نال إعجاب الجميع، لما حمله من رسالة إنسانية وانتقاده لبعض السياسات الاقتصادية التي ترسم دون مراعاة الجوانب الإنسانية، والفلم مأخوذ عن قصة واقعية.
وفي اليوم الثاني عرض الفلم السويدي ((CATWALK)) وهو من إخراج يوهان سكوج، وبمشاركة إيدا جوهانسون، إيما أورتلوند، و بار يوهانسون. يحكي الفلم كيفية توظيف ذوي الاحتياجات الخاصة واندماجهم في المجتمع لإحياء الأمل لديهم ليكونوا مثل الناس الطبيعيين، بل تم تحقيق حلم يصعب تحقيقه لمعظم الناس العاديين.
يقول منظم المهرجان الأستاذ فادي أنه تم تقديم حوالي 400 فلم لمسابقة المهرجان، لكن اللجنة المشرفة اختارت 34 فيلماً من 24 دولة للتنافس على الجوائز، وجميعها من إنتاج 2020-2021، ومترجمة إلى اللغة الإنجليزية أو السويدية، مع الاحتفاظ باللغة الأصلية للفيلم، منها 10 أفلام لمسابقة الأفلام القصيرة مدتها بحدود 30 دقيقة، و 24 فلماً لمسابقة الأفلام الروائية الطويلة والتي لا تزيد مدة عرضها عن 75 دقيقة، ومن عدة دول وهي:
بلجيكا، ألمانيا، فرنسا، مصر غانا، بلغاريا، بريطانيا، مقدونيا، المغرب، فلسطين، إيران، تركيا، الهند، الأردن، كازاخستان، أميركا، كولومبيا، لبنان، الإمارات، الجزائر، سوريا، موريتانيا، التشيك، سيلوفينيا.
وتوزعت لجنة التحكيم إلى فريقين ثلاثة حكام للأفلام القصيرة وثلاثة آخرون للأفلام الروائية الطويلة.
عالجت معظم الأفلام مواضيع ذوي الاحتياجات الخاصة والطفولة والمرأة ومواضيع إنسانية أخرى.
وفاز الفلم البلجيكي ((أنقذوا ساندرا)) بجائزة المهرجان.
وفي حديث مع مدير ومنظم المهرجان المخرج الاستاذ فادي، وسؤالنا عن أمكانية استمراره والصعوبات التي واجهته خلال النسخة الأولى من المهرجان، أوضح بأنه يتمنى أن يجرى سنويا، خصوصاً وأنه أصبح لديه أصدقاء ومعارف في السويد يمكن التواصل معهم من أجل الاستمرار، ونوه إلى عدة صعوبات مادية ولوجستية واجهت العمل مما أرهقه كثيرا، ناهيك عن الوقت الكبير الذي استغرقته عملية جمع وفرز الأفلام وتقييمها.
في الأخير أثنينا على جهوده وجهود جميع من ساهم في إنجاح هذا المهرجان الذي أنعش الأمل لدى الجميع وسلط الضوء على قضايا إنسانية مهمة، آملين استمراره.
– الأفلام الطويلة المشاركة في مسابقة المهرجان:
– فيلم ((أنقذوا ساندرا)) من بلجيكا.
– فيلم ((تحت نجوم باريس)) من فرنسا بطولة النجمة كاترين فروت والطفل محمدو يافا، إخراج كلوز دريكسيل.
– من بلغاريا ((فبراير)) إخراج كامين كاليف وبطولة الكيشيزار.
– من مصر فيلم ((قابل للكسر)) إخراج أحمد رشوان.
– من المغرب فيلم ((هال مدريد فيسكا بارصا)) إخراج عبد الله الجوهري. وبطولة عبد الحق بالمجاهد وعبد الله راشد ولطيفة أحرار وهدى صدقي.
– من فرنسا ((كيف تصبحين زوجة جيدة)) للمخرج مارتن بروفوست، وبطولة جولييت بينوش ويوالند ماريو.
– من إيران ((سامي))، إخراج حبيب باوي ساجد، بطولة سعيد نجرافي وسيد محمد المهدي وروزا نوري.
– من الهند ((ما تريد الطيور قوله))، إخراج سادها راديكا.
– من كازاخستان ((القط الأصفر)) إخراج عادل خان يرزانوفا، بطولة أزمت وسانجر وكاميال.
– من أميركا ((أنجي – فتيات ضائعات))، إخراج جوليا فيردين وتأليف جانيت وجوليا فيردين.
– وفي مسابقة الأفلام القصيرة شاركت الأفلام التالية:
– ((شيكارو)) من كولومبيا.
– ((لقاء الروح)) من المغرب.
– ((شو اسمك)) من لبنان، و ((كافيا)).
– ((تحت الضغط)) من الإمارات.
– من مصر ((الفرصة الأخيرة))، و ((زي الطيور))، و ((بطاطس)) و ((أنا وطن داخل وطن)).
– من الجزائر ((سيعود)).
– ((أحدنا غادر الصورة)) من سوريا.
– ((كافيا)) من موريتنانيا.
– ((حارس القمر)) من كازاخستان.
– من فرنسا، ((أبناء المستحيل))، و((الكلمات الصحيحة)).
– من أميركا ((سرقة- فن التباعد الاجتماعي)).
– من تركيا ((أليغوريا)).
– من الأردن ((يا جار)).
– وهنالك أفلام أخرى من أنتاج مشترك.