ذكاء اصطناعي و15 رصاصة.. تفاصيل تكشف لأول مرة عن اغتيال العالم الإيراني فخري زاده
قالت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية، إن عملية قتل العالم النووي الإيراني فخري زادة، تمت بواسطة سلاح جديد عالي التقنية مزود بذكاء اصطناعي وكاميرات متعددة تعمل عبر الأقمار الصناعية.
وبحسب الصحيفة فإن عملية الاغتيال جرت “من دون وجود أي عملاء على الأرض”، إنما بواسطة “روبوت قاتل” قادر على إطلاق 600 طلقة في الدقيقة.
وبينت الصحيفة أن معلوماتها المتعلقة بكيفية تنفيذ عملية الاغتيال استندت إلى مقابلات مع مسؤولين أميركيين وإسرائيليين وإيرانيين، بمن فيهم مسؤولان استخباراتيان مطلعان على تفاصيل التخطيط للعملية وتنفيذها.
ووفق الصحيفة “بدأت الاستعدادات لعميلة الاغتيال، في نهاية عام 2019 ومطلع عام 2020“.
وتقول الصحيفة إن “إسرائيل استخدمت أساليب متنوعة في عمليات الاغتيالات السابقة، جرت إحداها بواسطة تسميم أول عالم نووي على قائمة الاغتيال الإسرائيلية في عام 2007، فيما قتل الثاني في عام 2010 عبر تفجير قنبلة عن بعد مثبتة على دراجة نارية“.
وكانت تحركات فخري زاده تتم ضمن قوافل مكونة من أربع إلى سبع مركبات، حيث تغير باستمرار الطرق التي تسلكها والتوقيتات لإحباط أي هجمات محتملة.
وعادة تستخدم عمليات الاغتيال بواسطة رجال يستقلون دراجات نارية إما يطلقون النار مباشرة على الأشخاص المستهدفين أو يزرعون عبوات لاصقة في سياراتهم، ومن ثم يهربون، لكن المستوى الأمني للقوة المسلحة التي تحمي فخري زاده، تحسبت لمثل هذه التحركات، وجعلت من تكتيك استخدام الدراجات النارية مستحيلا، وفقا للصحيفة.
ووفقا لمسؤول استخباراتي مطلع على الخطة، “اختارت إسرائيل نموذجا متطورا من مدفع رشاش بلجيكي الصنع من طراز “FN MAG” مرتبط بروبوت ذكي متطور، حيث بلغ وزن المدفع الرشاش مع الروبوت وباقي الملحقات مجتمعة نحو طن تقريبا، لذلك تم تفكيك المعدات إلى قطع صغير، ومن ثم جرى تهريبها إلى إيران بطرق وأوقات مختلفة، وثم أعيد تجميعها سرا في إيران“.
العملية بدأت فجر الجمعة 27 نوفمبر 2020، وكانت الشاحنة التي تحمل المدفع الرشاش متوقفة في شارع الإمام الخميني، حيث وجد المحققون الإيرانيون في وقت لاحق أن كاميرات المراقبة على الطريق تم تعطيلها، فيما كان رتل زاده يضم أربع سيارات، وقبل الساعة 3:30 مساء بقليل، وصل الموكب إلى منعطف حيث أبطأت سيارة فخري زاده سرعتها عند انعطافها للشارع الآخر لوجود مطب، وعندها أطلق المدفع الرشاش 15 رصاصة فقط، حيث أشار محققون إيرانيون إلى أن الرصاصات لم تصب زوجة زاده التي كانت تجلس على بعد سنتمترات قليلة، واستغرقت العملية بأكملها أقل من دقيقة.
وكان تقرير أممي صادر عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية عام 2011 وصف زاده بـ “شخصية محورية في العمل الإيراني المشتبه به لتطوير التكنولوجيا والمهارات اللازمة لصنع القنابل الذرية“.
وقتل زاده، 59 عاما، والذي تتهمه إسرائيل بالوقوف خلف برنامج نووي “عسكري” تنفي طهران وجوده، في هجوم استهدف سيارته في مدينة أبسرد بمقاطعة دماوند شرقي طهران في نوفمبر الماضي
واتهم الرئيس الإيراني في حينها، حسن روحاني، إسرائيل بتدبير اغتيال العالم. وتوعدت طهران بالرد.