ليس هناك من حالة شاذة وفريدة من نوعها وأوضاع غريبة من غير الممکن أن تجد مايشابهها کما هو الحال في إيران، إذ في الوقت الذي يعاني فيه الشعب من الفقر والمجاعة وتفتك به الامراض ويعاني من مشاکل وأزمات لاتحديد لها، فإن النظام منهمك بتطوير برامجه الصاروخية ويواصل مساعيه السرية من أجل صناعة القنبلة النووية کما يقوم بزيادة کبيرة في ميزانية الحرس الثوري والاعلام الحکومي، بما يثبت وبصورة علنية الى أين تذهب الاموال وفيم تصرف في ظل الازمة الاقتصادية العاصفة التي يعيشها النظام الايراني.
في هذا الوقت بالذات، وبعد أن أصبح القاصي قبل الداني يعرف إن سبب الاوضاع السيئة في إيران يتعلق بسياسات ونهج النظام وليس بأي شئ آخر، فإن النظام الايراني وبدلا من أن يقوم بالتخفيف عن الشعب وعدم ممارسة الضغط عليه والکف عن الممارسات القمعية، فإن النظام الايراني وفي سياسة تبدو وکأنها مشاغلة الشعب الايراني والعالم بأمور ثانوية إذ وبحسب ماأفادت وسائل الإعلام الإيرانية بأن 75 نائبا، أي ربع البرلمانيين، وقعوا أخيرا على اقتراح قانون بعنوان “دعم حقوق السكان ضد الحيوانات الضارة والخطيرة”، اعتبروا فيه أن العيش مع الحيوانات الأليفة يمثل “مشكلة اجتماعية مدمرة”، ومن أبرز ما حظره اقتراح القانون “تربية الحيوانات البرية والغريبة والضارة والخطيرة أو شراؤها أو بيعها أو نقلها أو أخذها في نزهة مشيا أو في مركبة والاحتفاظ بها في المنزل”، وقد جوبه هذا الامر بحملة تندر وسخرية غير عادية من النظام، إذ إن البرلمان الايراني يتصرف وکأن کل مشاکل الشعب الايراني قد تم حلها ولم يبقى هناك سوى مشکلة تربية الحيوانات الاليفة!
لکن لايبدو إن قضية الممنوعات الجديدة التي يريد النظام أن يعلنها تشمل فقط تربية الحيوانات في المنازل، بل إنها تتعداها الى العمل من أجل حظر النظارات الشمسية وآلات الموسيقى، إذ صرح نائب رئيس اللجنة الاقتصادية في البرلمان الإيراني، كاظم موسوي، أن من يسعى لاستخدام النظارات الشمسية والآلات الموسيقية يجب أن يغادر إيران “لأن بلادنا هي جمهورية إسلامية”!
وکما حدث وجرى مع قانون حظر تربية الحيوانات الاليفة في المنازل،فإن تصريحات هذا النائب قد انعكست بقوة في منصات التواصل الناطقة بالفارسية، وأثارت ردودا معارضة على نطاق واسع، إلا أن موسوي، وهو رجل دين، رد على التعليقات بخصوص تصريحاته، قائلا: “إن وجود أو عدم وجود هذين المنتجين لا يحدث أي فرق في حياة الناس، والأشخاص الذين لا يشعرون بالرضا يمكنهم مغادرة إيران”، والحقيقة إن أساس المشاکل والازمات والاوضاع الصعبة التي يعاني منها الشعب الايراني خصوصا مع إعتبار إن النظارات والالات الموسيقية کماليات ويجب عدم صرف الاموال عليها، في حين إن النظام لايلتفت الى ماقد قام ويقوم به من حيث صرف أموال الشعب الايراني على ترسانته العسکرية وعلى مشاريعه السرية المشبوهة، وحقا إن المقاومة الايرانية أصابت کبد الحقيقة بأن مشکل الشعب الايراني الاساسية تکمن في بقاء وإستمرار هذا النظام وإن إسقاطه هو السبيل الوحيد من أجل تحسين أوضاعه.