.
مع اقتراب إنهاء المهام القتالية للقوات الأميركية وقوات التحالف الدولي بالعراق، في 13 ديسمبر، ووسط المخاوف من استغلال تنظيم داعش للوضع وتمدده في مناطق مختلفة في البلاد، أكد الحاكم المدني السابق للعراق، بول بريمر، ضرورة بقاء الولايات المتحدة في العراق ومنطقة الشرق الأوسط.
بريمر وفي مقابلة أجرتها قناة “الحرة عراق”، قال لبرنامج “بالعراقي“، إن ما وصفه بـ”الانسحاب المخزي من أفغانستان ليس النموذج الأميركي للمنطقة”، لافتا إلى أن أميركا لديها مصالح ثلاث في المنطقة، أولها محاربة داعش، لأن التنظيم ما زال موجودا في العراق والمنطقة وأفغانستان.
ثانيا، لأميركا مصلحة في موازنة سعي إيران للسيطرة على المنطقة وزيادة نفوذها، وفقا لما يراه بريمر. أما ثالثا، من المهم بالنسبة للولايات المتحدة أن يستمر نجاح الديمقراطية في العراق، لأن المنطقة قليلا ما تشهد مثل هذه الديمقراطية.
فيما يتعلق بالانتخابات التشريعية الأخيرة في العراق، أوضح بريمر أن العراقيين اختاروا حكامهم والجميع يشهد الانتقال السلمي للسلطة للمرة السادسة، رغم أن نسبة المشاركة كانت محبطة، وعزا ضعف المشاركة إلى مشكلة فساد، التي قال إنها مشكلة مستشرية في العراق منذ عقود وحتى في عهد نظام صدام حسين وقبل ذلك.
ويرى الحاكم المدني الأميركي السابق، أن لدى الولايات المتحدة مصلحة عظمى في مساعدة العراقيين في الاستمرار بمسارهم الديمقراطي في الحكم، معربا عن تفاؤله بالعملية الديمقراطية في العراق والتحركات التي تشهدها المنطقة، عدا إيران.
وأضاف بريمر أن السياسيين العراقيين، الذين عمل معهم في 2003، شأنهم شأن كل السياسيين في العالم، لديهم سبل وطرق وآراء خاصة بهم فيما يتعلق بمستقبل البلاد وإنقاذها، وحاولوا خلال السنوات الثماني عشر الماضية، وأنه تم حل المشاكل عبر الانتخابات،
وأشار إلى أن كثيرا من المسؤولين في العراق كانوا قد عاشوا في الخارج، وبالتالي لم يعرفوا تماما ماهو موقف العراقيين والوضع في البلاد، فكان هناك اختلاف في الآراء بين الساسة العراقيين الذين عمل معهم حينها.
وعن واقع الحريات قال بريمر، إن الشعب العراقي يتمتع اليوم بالحرية بشكل أكبر بكثير مما كان عليه في عهد صدام حسين أو قبل نظامه. ولفت إلى أن مستوى الحرية الآن، منها حرية التعبير عبر وسائل الإعلام، فريدة من نوعها في هذا الجزء من العالم ويجب أن يحافظ العراقيون على هذه الحريات.
<iframe width=”1214″ height=”683″ src=”https://www.youtube.com/embed/RfYUURu6vHQ” title=”YouTube video player” frameborder=”0″ allow=”accelerometer; autoplay; clipboard-write; encrypted-media; gyroscope; picture-in-picture” allowfullscreen></iframe>
أما بالنسبة للأقليات الدينية، يرى بريمر أن عليها أيضا أن تستفيد من حرية التعبير بطريقة قانونية لتفهم الحكومة مشاكلها وقضاياها.
واستذكر الحاكم السابق العام الذي عمل خلاله في العراق، قائلا إنه والسفير الأميركي حينها، رايان كروكر، وثلاثة آلاف آخرين كانوا يعملون معا ضمن سلطة الائتلاف، حاولوا القول إنه في دولة ديمقراطية حرة، تعد حرية العبادة أساسية خاصة بالنظر الى تاريخ منطقة ما بين النهرين والمنطقة بشكل عام.
وشدد على أن واشنطن شجعت، وتشجع، الحكومة العراقية على احترام حقوق الأقليات، وأنه على الأقليات أيضا أن تنتظم أكثر كي تكون مؤثرة. كما بيّن أنه يتفهم قلق الأقليات ومخاوفها من مرحلة ما بعد إنهاء المهام القتالية للقوات الأميركية.
وحول موقف الإدارة الأميركية اليوم من العراق، أوضح الحاكم المدني، أنه يعتقد أن إدارة الرئيس، جو بايدن، تتخذ موقفا جادا وتقلق حيال التأثير والنفوذ الإيراني، ليس فقط في العراق بل في سوريا ولبنان.
وكانت الإدارة الأميركية عينّت بريمر رئيسا حاكما مدنيا للعراق في 2003، وقد أصدر بريمر عشرات القرارات والقوانين التي أثارت الجدل، وبعضها لا يزال ساريا في العراق.
الحاكم المدني بريمر، قال لبرنامج بالعراقي، إنه أخطأ في تطبيق قانون اجتثاث البعث وهو قرار حظي بشعبية كبيرة من بين كل القرارات التي اتخذها، مضيفا أنه أخطأ عندما ترك التطبيق لبعض المسؤولين العراقيين بدلا من أن يعطيه للقضاء وللقضاة في العراق لعدم تسييس القرار.