.
يحتفل الإيزيديون العراقيون، كل عام في الأسبوع الثاني من ديسمبر، بمهرجان يأتي بعد ثلاثة أيام من الصيام، لكن المناسبة في السنوات الأخيرة باتت مصبوغة بالحزن جراء تواجد عدد كبير منهم في مخيمات النزوح.
وينقل تقرير من موقع “ذي كونفرزيشن” كيف أصبح مهرجان “روجيت إيزي” مختلفا منذ إجبار تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” آلالاف الإيزيدين على النزوح من منازلهم.
ويعيش أكثر من 200 ألف نازح إيزيدي عراقي في مخيمات اللاجئين، فيما لا يزال مصير حوالي 3000 امرأة وطفل مجهولا منذ اختطفهم “داعش” في 2014.
والأسبوع الماضي، شارك المئات في شمال العراق في تشييع رفات 41 إيزيدياً جرى التعرف عليهم مؤخراً بعدما عثر عليهم في مقبرة جماعية خلّفها “داعش”، على وقع أنغام المزامير وقرع الدفوف ووسط بكاء ذويهم.
ويشير تقرير الموقع إلى أن تاريخ الطائفة الإيزيدية في شمال العراق مليء بالقمع والعنف، إذ تعرضت الطائفة على مدى ستة قرون للاضطهاد من أنظمة مختلفة تعاقبت على حكم البلاد.
لكن مع سيطرة “داعش” فر الإيزيديون من أراضيهم وأعيد توطينهم في مخيمات في كردستان العراق.
وينقل مراسل الموقع أنه بعد سنوات من هجوم “داعش” لا يزال الإيزيديون يواجهون تداعيات “الإبادة الجماعية” التي تعرضوا لها في 2014.
وفي المخيمات يكافح النازحون من أجل المياه والكهرباء، فيما الرعاية الصحية بعيدة المنال بسبب تكلفتها المالية المرتفعة.
ولم يتم بعد تنفيذ الاتفاق الموقع بين الحكومة العراقية الاتحادية وحكومة كردستان لإعادة الاستقرار لمنطقة سنجار ما قد يسمح لهم بالعودة إلى أراضيهم.
ويجد النازحون أنفسهم أمام خيارين أحلاهما مر: الاستمرار في العيش في المخيمات رغم الظروف المعيشية الصعبة أو العودة إلى المنطقة رغم مخاطر العنف السياسي والعسكري.
وتعد مدينة سنجار المعقل الرئيسي للإيزيديين في العراق، لكن هذه المدينة التي يقطن فيها نحو 300 ألف نسمة سقطت بيد تنظيم الدولة الإسلامية في العاشر من يونيو في 2014 ما أجبرهم على النزوح.
يذكر أن الإيزيديين، وهم أقلية ناطقة بالكردية، يقطنون في مناطق في شمال العراق وسوريا، ويعتنقون ديانة توحيدية باطنية. وهم يتعرضون منذ قرون للاضطهاد على أيدي متطرّفين بسبب معتقداتهم.