خيارات مواجهة الاعداء لا تقتصر على استخدام السلاح والقوة فحسب ، بل هناك عدة خيارات اخرى يمكن اللجوء اليها في حالة الحرب والسلم ، ووضع العراق بحاجة الى هذه الخيارات في وقتنا الحاضر لأسباب شتى ومنطقية .
من المؤمل ان ينتهي دور القوات القتالية الامريكية في العراق بموجب الاتفاق الموقع بين الطرفين ، وتبقى مهام هذه القوى في اطار الدعم والاسناد اللوجستي وتبادل المعلومات ، لكن الحقيقية المؤكدة لدى الكل ان امريكا لن تنسحب من العراق بهذا السهول ، وستظل جزء من قوتها في العراق بحجج كثيرة على الرغم من الاتفاق المعلن ، ليكون امام قوى المقاومة خيارات عدة منها ما تم الاعلان عنها في حالة عدم الانسحاب الكامل وهو المواجهة المباشرة بمعنى اعلان الحرب ، وهذا الخيار حسب قناعاتي الخاصة لا يقدم ولا يأخر ، بل سيزيد الاوضاع العامة للبلد واهله سوء اكثر ما نشهده اليوم ، لهذا يمكن اللجوء الى طرق او خيارات اخرى .
توحيد الصفوف الخيار الاهم والاقوى من اجل طرد قوى الشر والضلال ، لهذا على قوى القوى العمل الجاد على توحيد الكلمة والصف مع كل الاطراف سواء من المكون الشيعي او مع المكونات الاخرى المسلحة منها والقوى السياسية ،وترك المشاكل الخلافية على جنب ،وخصوصا المشاكل السياسية او بما يخص تشكيل الحكومة ، والكل يعلم ان اتباع سياسية فرق تسد هي من جعلت الامة ممزقا اربا اربا ، ومكنت الاعداء من تحقيق اهدافهم وغاياتهم ضمن الخطط المرسومة من قبلهم ، ولولا حدث العكس وتوحدت الصفوف رغم صعوبة الامر ،سيكون لدينا قوة ضاربة ترهب الشيطان الاكبر ومن يستر به .
نعمل على بناء المجتمع ، ونبدأ بوضع الاسس الصحيحة من اجل بناء جيل واعي ومثقف من خلال بناء المدارس النموذجية ، والمعاهد والكليات المتطورة في كل محافظة على قدر الممكن واقامة الندوات او المؤتمرات الثقافية الهادفة ، وعمل ورش عمل من ذو الخبرة والاختصاص كل حسب اختصاصه ، لتكون المحصلة شباب مثقف ومسؤول يدرك الامور ، ويعرف مخططات ومشاريع القتلى والمجرمين ، وتكون لدينا تجربة المانيا واليابان كيف نهضت من تحت ركام الحرب ، والنتيجة وضعهما الحالي في نصاف الدول المتقدمة والمتطورة .
العمل على احياء المصانع والمعامل المنتجة واحياء الاراضي الزراعية المنكوبة قد يسال ما علاقة ما تقدم بطرد الغزاة ، ليكون ردنا من مقدمة كلامنا خيارات عدة بمعنى القوة الاقتصادية المثمرة والمنتجة ستكون احد خياراتنا ضد العدو ، ونحن نمتلك مئات المعامل والمصانع المعطلة والكل يعرف الاسباب ، لهذا عند البدء بهذا الامر الصعب في تنفيذ في بداية سنحقق اولا موار للدولة العراقية ، وثانيا تشعيل طاقاتنا المتروكة ، والاهم اضفنا عنصر قوة وهي القوى الاقتصادية .
العشائر العراقية ، يجب ويجب توحيدها تحت راية واحدة من الشمال الى الجنوب ومن الشرق الى الغرب ، لانهم احد خياراتنا المؤثرة في توحيد المواقف وضرب مخططات الخصوم ، هي بطبيعة ليست بالمهمة السهلة ، لكن قدر المستطاع العمل على جمعها مهما كلن الثمن او الطريقة ، وهناك من يراهن على هذه الورقة الحساسة من حلفاء امريكا ، ولو تم الامر ستكون لنا قوة اضافية ، وعليهم نار ستحرقهم لو استوجب الامر ذلك .
المرجعية الدينية والالتفاف حولها هذه وحدها لو تمر الامر اشبه بما يمتلك قنابل نووية وليس الكلام من باب المبالغة والتضخيم ، منذ فترة طويلة علاقة المرجعية بالقوى السياسية ممكن نسميها بحالة من الطلاق ، والاسباب معروفة من الجميع ، وعند عودة المياه الى مجاريها الطبيعية بعد الالتزام بتوجيهات وارشاداتها الحكيمة ، وتغير الاداء والنهج ، ستتحد القوى الدينية مع السياسية والمسلحة ، نعم هي المسالة ليست بهذا السهولة ، لكن وجود قادة وطنيين مضحين من اجل بلدهم سيعملون على تنفيذ هذه المهمة الصعبة للغاية .
رسالتي الى قادة المقاومة الابرار وحدوا الصفوف والكلمة ، وانبذوا المشاكل والخلافات الى جنب ، والتفوا حول مرجعتنا الحكيمة ، وعشائرنا الكريمة والاصيلة , وطو ر امكانيتكم وقدراتكم ،واعملوا على ما تقدم قدر المستطاع , لتكون خياراتكم عدة في حالة الحرب او التفاوض من اجل طرد الشيطان الاكبر ومن يقف في صفه الخاسر من ارض دجلة والفرات.
ماهر ضياء محيي الدين