يضم الكتاب نصوصاً أدبية متنوعة في أصنافها , تفتح نوافذها لكي تستقرئ الوجود والواقع . من خلال الحكايات والمشاهد الحية بالتجربة الحياتية . تورقت أوراقها في لغة القصائد النثر , أو في المقالات والنصوص الادبية المتنوعة , تمتلك شفافية السرد العميق بالايحاء والمعنى الدال . بما يغلف الواقع والوجود من عتبات متنوعة : الحياة الموت , الفرح والشقاء . الخوف والتحدي , عذابات ومعاناة الهجرة والاغتراب . مشاعر عميقة متعلقة بالوطن أن يتجاوز المحنة , وحمامات الدم التي تكالبت عليه , التي ارتكبها الطرف الثالث الملثم , في فتح فوهة النار والموت على صدور شباب أنتفاضة تشرين في العنف الدموي المفرط . في المشاعر الإنسانية الغارقة بالحزن والأسى . تتحدث النصوص الأدبية عن فترتين مختلفتين , ولكنهما في نهج وسلوك ورح واحدة لا تختلف , سوى انهما يظهران في جلد مختلف . النظام الساقط والعهد الجديد . يضعهما في مجهر التحليل والتشخيص النهج والسلوك والتصرف , ونتيجة سلوكهما الطائش والارعن , فتح باب المنفى والاغتراب عن الوطن , وتحولت الحياة الى سلسلة معاناة في دهاليز مظلمة لا انفراجة في الافق , سوى الظلم وسفك الدماء من فرق الموت لكلا النظامين , وهما يحرثان بأن تكون الحياة عبارة عن محرقة الجثث في طوابير التوابيت ( بعد أحراق الجثث تتحول التوابيت المعدة لهذا الغرض إلى أغلفة صغيرة بحجم علب كارتونية , يتم تصنيع ما ينتج عنها الى ذرات صغيرة من الرماد ) ص11 .
× الى هموم واشجان العاشق الصوفي , يحلق في إلهام الحب والوجد , يرسمه بحلة الحكمة والجمال ,مجسدة في صورة ( العذراء ) كأيقونة إنسانية في ربيع عطر جمالها , التي تزرع المحبة والإخاء بين الناس .
العذراء ……
صورتها آنية
منها تفوح رائحة العطر
في وقفتها, جمال يسمو ,
وتلك الصلوات بها تتجسد لغة الحكمة ,
فالعفة مع النقاء معادلة ,
والحياء للطهارة رمز,
لذلك تلك الأنفاس لغة للورد / ص22
× يتوجه الى مقبرة الشهداء الذين صنعوا ايقونة الامل , بصدورهم العارية , وهي تتلقى رصاص القناص الملثم . لكن مواكب الشهداء لم يتوقف , والقناص المجرم لم يتوقف ايضاً في إهدار حياة الشباب في عمر الزهور والربيع . والحياة لابد أن تخرج الى النور والجمال ( – هي نفسها صور التوابيت وقوافل الموتى , ونحن كأنما نعيش من أجل ذكراهم , الذين يتساقطون كل يوم تباعاً .
ثم أردف متسائلاً بعد صمت عميق :
– كيف لنا أن نصنع أيقونة الحياة ؟ ) ص41
× انتفاضة تشرين العظيمة وساحات الحرية التي امتلئت في ساحات المدن العراقية . رغم رصاص الحي الغزير , فأنها لا تهاب الموت من أجل الحرية والوطن . فهم نوارس الحرية تغرد بالامل الموعود , فهم قنديل يضيئون ظلام الوطن , لكي يورق الامل , يمزقون أملاءات العسكر , ويكتبون أسماءهم بحبر دمائهم , ومن كبريائهم ينهضون من الموت .
عندما يدفن رسمي ,
تحت بساط الأرض أسمي ,
مثل نخلة ينحني ,
لعلها رائحة الورد ,
يستنشق عطرها ,
ذلك الصمت ,
الذي من كبريائه ينهض الموت / ص77 .
× وعن فترة السبعينيات ذلك الماضي البغيض . في النظام الطاغي في البطش والتنكيل , في حكايات الخوف والرعب , في حكايات الإرهاب الفكري , واغتيال المثقفين والكتاب الذين لا ينصاعون في ديباجة مقالات وقصائد المجد والتعظيم للمقبور ( القائد الضرورة ) فكان كالاخطبوط في الرقابة الصارمة ( لذلك الاخطبوط صار يلاحق أصواتهم , يستفزها الواحد تلو الآخر . الزعيم مازال محتفظاً بروعة كبريائه , الثورة , قصائد أتيح لها أن تدلي خبراً أختص بموت عاشقها ) ص133 .
× عن كوفيد 19 وباء كورونا , هذا الوحش الذي هجم على العالم وجعله يخاف الموت والهلع , ليغير مسار الحياة الى الاسوأ , لكن يبقى التحدي مصير الحياة للخروج من هذا الغول المشؤوم ( لقد تجسد حقاً ذلك الهلع في محيط هذا الدوي الصاخب في الحركة , متماسكاًمع لغته الشؤوم .
ترى هل هي أسطورة الموت هذه التي تعيش قائمة في يقيننا المفعم بالحياة ؟ أم هي سلطة نفوسنا , التي تسعى لأن تقتحم سطوة التحدي ؟ ) ص 139 .
× الكتاب : أصداء النوارس / تأملات في زمن الهجرة
× المؤلف : عقيل العبود
× الطبعة الاولى : عام 2021
× دار النشر : تموز/ ديموزي . طباعة . نشر . توزيع / دمشق
عدد الصفحات : 144 صفحة