|
العملية السياسية في نزاعها الأخير , في إعلان فشلها التام بعد عقدين من الزمن , فقد وصلت الى طريق مسدود بالانسداد والانغلاق السياسي التام , لم تجلب من حياتها الطويلة , سوى الفوضى والعنف والفساد , والتناحر الشديد على المناصب , باعوا الوطن بسعر زهيد للأجنبي , واصبحوا ذيوله الطويلة , يقدمون العراق على طبق من ذهب بكل خسة ودناءة . لم تجلب العملية السياسية الفاشلة سوى الطائفية والحرب الاهلية والدماء ونهب المليارات الدولارية وازمات وانعدام الخدمات , وكان العراق يسير في ظلها من السيء الى الاسوأ , فكانت الانتخابات البرلمانية المتعاقبة عبارة عن تدوير النفايات السياسية , وتفاقمت الازمات والتشنج السياسي اكثر من أي وقت مضى , واهملوا الشعب كلياً من حساباتهم , والانتخابات الاخيرة كانت مسمار في تابوت العملية السياسية الهشة والكسيحة , بأن الخاسر لا يعترف بخسارته في الانتخابات البرلمانية الاخيرة , وهذه المصيبة الكبرى بأن الأحزاب الاسلامية الطائفية لا تعترف بالديمقراطية جملة وتفصيلا , لا تحترم صوت الشعب واختياراته الحرة , لهذه السبب منذ اكثر من ثماني اشهر ولا انفراج في الافق , بل يعملون جاهدين على شل العملية السياسية بعدم الاعتراف بنتائج الانتخابات البرلمانية الاخيرة, بدعوات مزيفة ومحرفة بالاحتيال بأنهم الكتلة الاكبر , رغم خسارتهم المدوية , وباتوا يفرضون شروطهم بأن تكون لهم حصة من تقاسم الكعكة الوزارية ,وإلا التهديد والوعيد والاحتكام الى لغة السلاح , وبأخذ العراق الى الفوضى واراقة الدماء , طالما يمتلكون مليشيات مسلحة وتقف ورائهم ايران , وسدوا كل المجالات السياسية في الاحتكام الى اختيارات الشعب في الانتخابات الاخيرة , وليس لهم استعداد ورغبة في حل البرلمان والذهاب الى انتخابات برلمانية جديدة , لأنهم يدركون بأنها ستكون هزيمتهم ساحقة ومدوية اكثر من خسارتهم الحالية , وامام انعدام التفاهم السياسي وعدم احترام الدستور والقانون , وانعدام فرصة التفاهم , اضطر التيار الصدري الانسحاب من العملية السياسية , لانها كانت عبارة عن فساد وعنف واراقة دماء وازمات ومشاكل لاتنتهي , وتقدمت الكتلة النيابية الصدرية استقالاتها من البرلمان الحالي ( 74 مقعد برلماني ) ولكن بكل صلافة وعدم احترام التعامل السياسي المسؤول من جانب الاطار التنسيقي , وجدوا ان تقديم الكتلة الصدرية البرلمانية استقالتها , بأنها فرصة ذهبية لهم بأن المقاعد التيارالصدري ( 74 مقعد ) ستوزع عليهم , وبذلك يكون بأمكانهم تشكيل الحكومة واختيار ( نوري المالكي ) الى رئاسة الوزراء , واختيار مرشح لمنصب رئيس الجمهورية . ولكن التيار الصدري يلتجئ الى الشارع وتحريك التظاهرات العارمة في المدن , ولا يمكن ان يستخدام العنف الدموي كما حصل مع انتفاضة تشرين المجيدة التي قمعت بالعنف الدموي المفرط , بالقتل والاغتيال والخطف , هذه المرة بأن المتظاهرين لهم سند وظهر قوي , واي عنف دموي ضدهم سيقابل بالمثل , عند ذاك سيكون مصير العراق على كف عفريت مجنون , والى المجهول , الى العنف واراقة الدماء . عندها ستسقط حكومة نوري المالكي لا محالة , ولكن العراق سيذهب الى الجحيم . ان الشارع السياسي والشعبي ينتظر ساعة الصفر حال إعلان تشكيلة حكومة نوري المالكي , وسيدخل العراق في دوامة العنف واراقة الدماء ………………… ……… والله يستر العراق من الجايات !!
جمعة عبدالله