أكدت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، أن موسكو ستواصل عمليتها العسكرية في أوكرانيا حتى تحقيق الأهداف التي وضعتها لذلك، متهمة كييف بأنها المسؤولة عن إيصال المفاوضات إلى طريق مسدود.
وقالت زاخاروفا في حديث خاص لـ”سكاي نيوز عربية”، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتن أكد مرارا أن موسكو “ستواصل عمليتها العسكرية حتى تحقيق الأهداف التي وضعتها لذلك وهو أمر تشدد عليه كافة القيادات الروسية”.
وأضافت أن “كييف أوصلت المفاوضات إلى طريق مسدود دون أن تستجيب للرد الروسي وما تعرضه موسكو من حلول لإنهاء الأزمة”.
وتابعت: “أوكرانيا تلك المعروفة بحدودها السابقة لم تعد موجودة ولن تعود. وبالنسبة للاستفتاءات التي يجري الحديث عنها هي شأن سكان المناطق التي تتفاعل فيها القضية. دعونا المجتمع الدولي لسنوات لاستخدام نفوذه السياسي والدبلوماسي والاقتصادي لإجلاس كييف إلى طاولة التفاوض، وتنفيذ ما أخذه الرئيس الأوكراني على عاتقه بموجب اتفاقيات مينسك. في تصريحاتنا وتعليقاتنا دعونا كل من كان بإمكانه التأثير على كييف للمشاركة، غير أن الجميع لم يكن مكترثا لما نناشده به”.
واتهمت المتحدثة باسم الخارجية الروسية الغرب بإفشال العملية التفاوضية، مضيفة أن ذلك تم “بالتوازي مع إمداد كييف بالأسلحة وارسال المستشارين العسكريين، وإجراء تدريبات دورية للناتو رغم أن أوكرانيا ليست جزءا من الحلف. كل ذلك تم التخطيط له بهدف خلق هذا الوضع وحله عسكريا”.
وفيما يتعلق بالدعم الغربي لأوكرانيا، قالت زاخاروفا: “على أوروبا أن تعي أن الاسلحة التي ترسلها إلى أوكرانيا ستعود إليها عبر السوق السوداء، فزيلينسكي لم يعد يسيطر على أي شيء، والعمليات العسكرية تدار من قبل مستشارين عسكريين، البريطانيين منهم قبل سواهم. زيلينسكي يؤدي دور الرئيس فحسب، ويقضي نهاره في التمثيل أمام الكاميرا وتسجيل المقاطع المصورة”.
واستغربت زاخاروفا من حديث الغرب عن إعادة إعمار أوكرانيا في الوقت الذي يواصلون فيه إمدادها بالسلاح، مشددة على أن “السلاح المرسل إلى أوكرانيا والمقاتلون يطيلون أمد العملية الروسية والنزاع في أوكرانيا”.
استهداف روسيا إعلاميا
وعن اتهام روسيا بالتسبب بأزمة غذاء عالمية، أوضحت زاخاروفا أن هناك “حملة إعلامية تستهدف روسيا عبر اتهامها بالوقوف وراء أزمة الغذاء في العالم رغم ارتفاع أسعار المواد الغذائية على امتداد السنتين الأخيرتين وفق ما تظهره بيانات المنظمات الدولية بسبب جائحة كورونا وارتفاع أسعار الطاقة”.
وأردفت قائلة: “في حال تناولنا الموضوع من باب أزمة أوكرانيا، فانظروا إلى ما فعلته كييف التي زرعت البحر الأسود بالألغام، ولا ترغب بإزالتها، فما دخل روسيا بالموضوع؟! بإمكان السيد أنطونيو غوتيرش الاتصال بواشنطن التي ستتصل بدورها بزيلينسكي وتطالبه بإزالة الألغام وإخراج السفن من الموانئ”.
العلاقة مع واشنطن
وردا على سؤال حول العلاقات مع الولايات المتحدة، قالت زاخاروفا: “لم يتبق لدينا سوى الاتصالات التقنية الرسمية بين السفارات. طبعا لا تزال هناك علاقات دبلوماسية لأن انقطاعها مسألة خطيرة جدا، إلا أن ما بقي فعليا ليس بالكثير. قامت واشنطن على امتداد سنوات بضرب نسيج علاقاتنا الثنائية. موسكو لم توصل العلاقات مع أحدهم إلى درجة حرجة من تلقاء نفسها، وكانت دائما تحاول التأكيد على ضرورة الحوار واستخدام الأدوات الدبلوماسية لتسوية القضايا العالقة، لكن الغرب هو من اختار تجاوز الدبلوماسية وفض الخلافات بالقوة”.