استعرض مساعد وزير الخارجية الأميركية للشؤون الاقتصادية والأعمال رامين تولوي، اليوم الاربعاء، أسباب أزمة الغذاء التي يعاني منها المجتمع الدولي.
وقال في مؤتمر عبر الهاتف عقده، اليوم، إن “النزاع المسلح وتغير المناخ وتأثير جائحة كورونا عوامل جعلت انعدام الأمن الغذائي العالمي أزمة حتى قبل الحرب العدوانية الروسية على أوكرانيا”، مضيفا “لكن الغزو الروسي لأوكرانيا أدى إلى تفاقم انعدام الأمن الغذائي بشكل كبير مما دفع بعشرات الملايين من الأشخاص الإضافيين إلى صفوف الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي”.
وأضاف “نحن نعلم أن هذا الألم يشعر به بشدة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا حيث تستورد معظم البلدان نصف قمحها على الأقل من أوكرانيا”.
وأوضح تولوي في تصريحاته خلال المؤتمر، واوردتها وسائل اعلام امريكية، أن “الكرملين كالعادة سعى إلى صرف المسؤولية عن أفعاله من خلال إلقاء اللوم على العقوبات في تعطيل نظام الغذاء العالمي”.
وقال تولوي “لكن هذا غير صحيح بشكل واضح. لقد تم استثناء تجارة المواد الغذائية والأسمدة على وجه التحديد من العقوبات الأميركية”.
وأشار إلى أن العقوبات لا تشمل الفاكهة والأسمدة من روسيا، مضيفاً “الحقيقة هي أن روسيا تشن هجمات على الموانئ والمخازن وشبكات النقل في أوكرانيا، وتحاصر المرافئ الأوكرانية على البحر الأسود لمنع صادرات أوكرانيا بما فيها ملايين الأطنان من الحبوب التي كانت متجهة إلى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأماكن أخرى”.
وتحدث تولوي عن تقارير موثوقة تشير إلى أن جيش بوتين ينقل القمح المخصص للبلدان التي هي في أمس الحاجة إلى واردات القمح من أوكرانيا إلى المناطق التي تسيطر عليها روسيا. كما أن روسيا نفسها أوقفت تصدير أنواع من الحبوب بسبب الحرب أو حصرت الصادرات بما سمته بـ”الدول الصديقة” وهذا ما أجج الوضع.
وأوضح تولوي أن الحل الفوري لهذه الأزمة هو عبر وقف روسيا حربها الوحشية ضد أوكرانيا.
وتحدث مساعد وزير الخارجية الأميركية عن خارطة الطريق إلى الأمن الغذائي العالمي التي أعلنت عنها الولايات المتحدة والتي تستند إلى الاجتماع الوزاري الذي عقد في نيويورك في 18 مايو والتزمت بها 90 دولة.
وقال “سنعمل سويا على معالجة الحاجات الإنسانية الطارئة والاضطرابات الفورية”. وأضاف ” لقد كانت الولايات المتحدة رائدة في هذا الصدد حيث أعلنت عن تقديم أكثر من 2.5 مليار دولار ومساعدات غذائية إنسانية منذ الغزو الروسي الإضافي لأوكرانيا والتي ستعالج الأمن الغذائي العاجل في جميع أنحاء العالم بما في ذلك دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
“وتعمل الولايات المتحدة مع الحلفاء والشركاء العالميين للحصول على المساعدة حيث تشتد الحاجة إليها. وهذا ما سيركز عليه اجتماع الأمن الغذائي الذي سيعقد في برلين في الرابع والعشرين من الشهر الحالي”، وفقا لتولوي.