لغط كثير يملأ وسائل الاعلام الفنلندية ووسائل التواصل الاجتماعي، هذه الأيام، جعل موضوع الحرب في أوكرانيا، سعي فنلندا لعضوية حلف الناتو مع اعتراضات تركيا وارتفاع الأسعار يتراجع عن أول العناوين، أثر نشر أكبر الصحف الفنلندية (هلسنكي سانومات)، مقالا عن التحرش الجنسي والتصرفات القمعية بخصوص النساء الشابات، كان المتهم الأول فيه، (فيلي رايدمان) النائب في البرلمان الفنلندي عن حزب الاتحاد الوطني الفنلندي (يمين تقليدي).
بعد التعرض الى ضغوط واسعة، إعلامية وجماهيرية، اضطرت قيادة حزب الاتحاد اليميني، الى الطلب من الشرطة للتوسع بالتحقيقات، كما أجتمعت مع النائب المتهم للمكاشفة، تبع ذلك تقديمه أستقالته من المجموعة البرلمانية للحزب، وانسحابه من مهامه في مجلس العاصمة هلسنكي كممثل لحزبه.
أثار مقال هلسنكي سانومات، المعروفة برصانتها ودقتها في تقصي المعلومات، فهي من أقدم الصحف الفنلندية، تأسست 1889، وأكبر صحيفة بعدد الاشتراكات في فنلندا و بلدان الشمال الأوربي، ويكاد لا يخلو منها بيت أو دائرة رسمية، ردود أفعال كثير بين البرلمانيات والعاملات في المجال السياسي، بمن فيهن رئيسة الوزراء سانا مارين (الحزب الاشتراكي الديمقراطي) فتحدثن عن وجود المضايقات وعدم فسح المجال للنساء للعمل بحرية، حتى وان لم يصل ذلك للجريمة وفقا للقانون، وبينت رئيسة الوزراء انها في بداية نشاطها السياسي تعرضت الى عدد من المضايقات. ويبدو ان تحرك قيادة حزب الاتحاد الوطني الفنلندي اليميني، و(التخلي) عن نائبهم وعدم الدفاع عنه، رغم ان البعض يقول بأن المتهم بريء حتى تثبت ادانته، يأتي لكون الانتخابات على الأبواب، والحزب الذي شهد تقدما في الاستطلاعات الأخيرة، لا يريد ان يضر بصورته وأسمه من خلال سلوك النائب، وقد عبر عن ذلك رئيس الحزب، (بيتري أوربو)، بقوله إنه يريد ضمان سلامة أنشطة الحزب.
المثير أن ثمة من ادلى بدلوه في الموضوع، وكان (يارنو فاهكاينو)، النائب الثاني لرئيس حزب (السلطة ملك الشعب)، وهي جماعة شعبوية يمينية، ممثلة بنائب واحد في البرلمان، هو بطل رفع الاثقال، (آنو تورتاينين)، المعروف بسجله الجنائي، والذي طرد أساسا من حزب الفنلنديين الحقيقين اليميني المتطرف في شباط 2021 واسس حزبا منفصلا. نشر يارنو فاهكاينو صورة للنائبة (إيريس سوملا) من حزب الخضر، على حسابه في تويتر، تجلس في مقهى البرلمان، بتنورة قصيرة، بوضع تبرز فيها أجزاء مكشوفة من افخاذها، ويبدو ان الصورة التقطت بشكل سري، وكما يبدو جاء الامر كرد تضامني مع النائب اليميني فيلي رايدمان المتهم بالتحرش والمضايقات، فالصورة أرفقت بتعليق يقول: (نعم، تعرضت للتحرش الجنسي أخر مرة كنت فيها في مقهى البرلمان!) ، الامر الذي دفع الجهات المعنية في البرلمان للتحرك بسرعة للتحقيق في ظروف التقاط الصورة وإدعاء ناشرها بكونه ضحية للتحرش. في تغريدة لها، كتبت النائبة سوميلا: (إن المضايقة ليس وجود الشابات، لكن تصويرهن ونشر الصور خلسة). يذكر ان سوميلا هي أصغر نائبة في البرلمان، مواليد 1994، وسبق لها العام الماضي ان انتخبت كرئيسة مؤقتة لحزب الخضر عندما ذهبت (ماريا أوهيسالو) زعيمة الحزب في إجازة امومة.
هلسنكي ـ يوسف أبو الفوز