الأربعاء, نوفمبر 27, 2024
Homeمقالاتسراب المقترحات الايرانية : منى سالم الجبوري

سراب المقترحات الايرانية : منى سالم الجبوري

 

ليست هناك من محادثات ماراثونية غير واضحة المعالم وتمر بمطبات ومفترقات ومفارقات غريبة من نوعها کما هو الحال مع المحادثات الدولية الجارية مع نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية بشأن برنامجه النووي، إذ أن هذه المحادثات التي يمتد عمرها لأکثر من 3 عقود، لازالت تدور رحاها من دون أن يمکن لأحد التنبأ بنهايتها!

هذه المحادثات التي هدفها هو ثني النظام الايراني عن مساعيە‌ من أجل إنتاج الاسلحة النووية، وجعل هذا البرنامج سلميا، ولکن المثير للسخرية والتهکم الکامل إنه وبعد هذه العقود العقود الثلاثة العجاف من هذه المحادثات، تعلن ذات الدول التي تجلس على طاولة المحادثات مع هذا النظام بأنه”أي النظام الايراني”، على بعد أسابيع من التوصل لإنتاج القنبلة النووية!! وإن السٶال الذي يطرح نفسه بقوة هو؛ مالذي فعلته وتفعله هذه المحادثات لحد الان، هل کان عامل مضاد أم مساعد لتطوير البرنامج النووي الايراني بإتجاه حيازة القنبلة النووية؟!

بعد وصول المحادثات مع النظام الايراني الى طريق مسدود وتزايد الحديث عن إحتمالات إعلان فشلها وإنهيارها، فإن النظام الايراني کعادتها دائما من أجل إبقاء”شعرة معاوية” بهذا الصدد مع المجتمع الدولي، بادرت لتقديم ماسمته بمقترحات جديدة من ضمنها إن شطب المنظمة شبه العسكرية ليس شرطا للتوصل إلى اتفاق. کما صرح بذلك محمد مراندي، مستشار فريق التفاوض النووي الإيراني، لـ “المونيتور”، لکن المشکلـة ليست في هذه النقطة التي أقحمها النظام الايراني عبثا في المحادثات، وإنما المشکلة تکمن في المسائل الجوهرية والاساسية ولاسيما تلك التي تتعلق بمدى مصداقية النظام في تلك المقترحات وهل إنها ستساهم فعلا في إنهاء المساعي السرية المحمومة له أم إنها ستکون کما حدث مع الاتفاق النووي للعام 2015، والذي إستمر الى جانبه المساعي السرية للنظام الايراني على قدم وساق.

المقترحات المختلفـة التي دأب النظام الايراني لتقديمها على طاولة المحادثات النووية على مر العقود الثلاثة المنصرمة، أثبتت وتثبت عدم جدواها ومن إنها مجرد مقترحات تکتيکية إن صح القول هدفها مشاغلة المفاوضين وکسب العامل الزمني، ويبدو إنه کثيرا ماقد شعر المجتمع الدولي بذلك وحتى حذر منه وطالب النظام الايراني بالجدية والمصداقية في محادثاته وعدم اللجوء للمراوغة واللف والدوران، لکن المشکلة إن النظام الايراني وکما أثبتت التجارب الماضية وبصورة عملية لايمکن التخلي أبدا عن الجانب السري من برنامجه النووي وهو متمسك به أکثر من أي وقت آخر وخصوصا بعد أن بات قريبا من تحقيق هدفه، وإن ماقدمه من مقترحات وخصوصا في الايام الاخيرة ليس إلا مجرد سراب!

 

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular