.
رغم احتلال القوات الروسية لها في بداية الغزو، لكن جزيرة الثعبان الواقعة في البحر الأسود، مازالت تكتسب أهمية استراتيجية وستلعب دورا محوريا في مسار المعركة الروسية الأوكرانية.
وأصبحت هذه الجزيرة رمزا للمقاومة الأوكرانية، فمنذ اليوم الأول للحرب، هاجمتها سفينة موسكوفا وطالبت حرس الحدود الأوكراني بالاستسلام وهو ما رفضه الأوكرانيين، لكن القوات الروسية نجحت في السيطرة على الجزيرة في أعقاب ذلك.
وفي أبريل تمكنت القوات الأوكرانية من تدمير “موسكوفا”، والتي كانت السفينة الرئيسية لأسطول البحر الأسود الروسي، الذي استخدم في السيطرة على جزيرة الثعبان.
وتقع الجزيرة على مسافة نحو خمسين كيلومترا من مصب نهر الدانوب، أحد الأنهار الرئيسية في أوروبا والطريق التجاري المهم، وعلى مسافة قرابة مئة كيلومتر من أوديسا، وتسمح نظريا بضرب كل الساحل الأوكراني، وفقا لـ”فرانس برس”.
كما تقع على مسافة أقل من 200 كيلومتر من ميناء كونستانتا الروماني الرئيسي و300 كيلومتر من القاعدة الروسية الرئيسية في شبه جزيرة القرم في سيفاستوبول، حسب فرانس برس.
جزيرة استراتيجية
وتمثل الجزيرة أهمية استراتيجية رغم صغر مساحتها، وعن ذلك يقول مدير الدراسات الروسية في معهد أبحاث “سي أن إيه”، مايكل كوفمان، إن صغر حجم الجزيرة “يتركها مكشوفة”، لكن موقعها “مفيد استراتيجيا”، وفقا لـ”وول ستريت جورنال“.
ومنذ سيطرة القوات الروسية على الجزيرة، حاولت إنشاء قاعدة عسكرية هناك، وقامت بنشر عدة أنظمة دفاعية، لأن روسيا لا تنوي التخلي عن هذه النقطة الاستراتيجية بسهولة رغم التهديدات التي تشكلها أنظمة المدفعية الجديدة لدى القوات الأوكرانية، وفقا لـ”فرانس برس”.
وعلى الجانب الآخر، كثفت أوكرانيا جهودها لإحباط ذلك المخطط الروسي، عبر توجيه ضربات جوية ناجحة ضد القوات الروسية المتمركزة في الجزيرة، وفقا لـ”وول ستريت جورنال”.
صراع مستمر
وتظهر أحدث صور الأقمار الصناعية المفتوحة المصدر انتشار عدة أنظمة دفاع أرض-جو في الجزيرة الواقعة قبالة السواحل الأوكرانية والرومانية، كما ثبت الروس أنظمة مماثلة على سفن متمركزة قربها لتعزيز حمايتها، حسب “فرانس برس”.
ووفقا لـ”وول ستريت جورنال”، فقد نجحت روسيا في تحصين جزيرة الأفعى في غضون أربعة أشهر، خاصة منذ بداية يونيو، واستطاعت القوات الروسية بناء هياكل جديدة للخيام والتحصينات ووضع “أنظمة صواريخ قصيرة المدى” بالجزيرة.
على جانب آخر، أعلنت القوات المسلحة الأوكرانية مسؤوليتها عن سلسلة من الضربات الناجحة على الجزيرة وذلك باستخدام طائرات دون طيار من طراز “بيرقدار” تركية الصنع.
وأعلن الجيش الأوكراني، الثلاثاء، نشر “قوات ووسائل تدمير”، وأشار في بيان، الأربعاء، إلى أنه “دمر أنظمة الدفاع الجوي والرادار الروسية”.
وقال رئيس المخابرات العسكرية الأوكرانية، كيريلو بودانوف، في مقابلة تلفزيونية، الأربعاء “نحن نضرب تلك المواقع وستستمر العملية حتى التحرير الكامل لجزيرة الأفعى”.
من جانبه قال وزير الدفاع الأوكراني السابق، أندري زاغورودنيوك، إن روسيا تحاول جلب أنظمة رادار ودفاع جوي وأنظمة حربية إلكترونية إلى الجزيرة، “في محاولة لاستبدال طراد موسكفا”، الذي أغرقته صواريخ أوكرانيا المضادة للسفن في 14 أبريل.
وتريد روسيا إغلاق البحر في وجه أوكرانيا، واستخدام الجزيرة كطراد غير قابل للغرق، وفقا لما نقلته “وول ستريت جورنال” عن وزير الدفاع الأوكراني السابق.
ويقول محللون عسكريون إن روسيا ستواصل جهودها لإبقاء سيطرتها على الجزيرة، رغم الهجمات الجوية الأوكرانية.
ويمكن لروسيا استخدام الجزيرة كمنصة لاستهداف مدينة أوديسا أو حتى رومانيا، وفقا لـ”فرانس برس”.
بالنسبة لكييف، فسوف يساعد استعادة الجزيرة في كسر الحصار الذي تفرضه القوات الروسية على شواطئ أوكرانيا في البحر الأسود.
وتعرض اقتصاد أوديسا للاختناق بسبب إغلاق موانئها والحصار الروسي على البحر الأسود، وقال عمدة المدينة، جينادي تروخانوف، إن “جزيرة الأفعى أصبحت رمزا”، حسب “وول ستريت جورنال”.
وتهيمن البحرية الروسية على البحر الأسود قبالة سواحل أوكرانيا وفرضت حصارا على جميع السفن البحرية والتجارية الأوكرانية، وفقا لـ”رويترز”.
ولم يحقق أي من الجانبين أهدافه حتى الآن، ويقول محللون إن أوكرانيا لا تهدف إلى نشر قوات على الجزيرة، بل تعمل على إحباط محاولة روسيا للقيام بذلك، وفقا لـ”وول ستريت جورنال”.