دعا حلف شمال الأطلسي “الناتو“، الأربعاء 29 يونيو/حزيران 2022، السويد وفنلندا إلى الانضمام لعضويته، وذلك عقب موافقة تركيا على انضمام الدولتين، وذلك بعدما وافقت الدولتان على مطالب أنقرة المتعلقة بمكافحة التنظيمات الإرهابية، ودعت تركيا البلدين إلى تسليم عشرات المطلوبين لديها.
جاء ذلك في بيان نشرته قمة الحلف المنعقدة في مدريد، وقال البيان إن “ضم فنلندا والسويد سيجعل (الحلفاء) أكثر أمناً، وسيزيد من قوة حلف شمال الأطلسي، وسيزيد من أمن منطقة أوروبا والأطلسي”، مضيفاً أن الحلف وافق أيضاً على مفهوم استراتيجي جديد.
وصف البيان روسيا بأنها “التهديد الأكبر وأكثر تهديد مباشر لأمن الحلفاء”، في انعكاس لتدهور حاد في العلاقات مع موسكو، منذ أن بدأت هجومها على أوكرانيا، في فبراير/شباط 2022، وفقاً لما أوردته وكالة رويترز.
كما وصف الحلف في البيان الصين بأنها تشكل تحدياً لمصالحه وأمنه وقيمه، وقال إنها دولة تسعى لتقويض النظام الدولي المبني على قواعد.
تأتي دعوة “الناتو” للسويد وفنلندا بعدما رفعت تركيا (العضو في حلف الناتو) اعتراضها على انضمام الدولتين للحلف، وكانت أنقرة تعترض بسبب إيواء البلدين الأوروبيين لناشطين من “حزب العمال الكردستاني”، المُصنف على لوائح الإرهاب في تركيا.
لكن بعد اجتماعات طويلة على هامش القمة، أعطت تركيا الضوء الأخضر لدخول هذين البلدين إلى “الناتو”، واعتبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنه حصل على “تعاون كامل” في مكافحة حزب العمال الكردستاني”.
كذلك أعلنت تركيا، الأربعاء 29 يونيو/حزيران 2022، أنها ستطالب فنلندا والسويد بتسليمها 33 شخصاً ينتمون إلى “حزب العمال”، وحركة “فتح الله غولن” (فيتو)، اللذين تعتبرهما “إرهابيين”، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.
من جانبه، قال وزير العدل التركي بكر بوزداغ إنه “في إطار الاتفاق الجديد سنطلب من فنلندا تسليم ستة عناصر من حزب العمال الكردستاني، وستة من “فيتو” (جماعة غولن)، ومن السويد تسليم عشرة عناصر من “فيتو”، و11 من حزب العمال الكردستاني”.
روسيا تعلّق
في الموازاة مع ذلك، اعتبر سيرغي ريابكوف، نائب وزير الخارجية الروسي، الأربعاء 29 يونيو/حزيران 2022، أن قمة حلف شمال الأطلسي في مدريد تؤكد “عدائية” الحلف حيال روسيا، واصفاً توسيع عضويته إلى فنلندا والسويد بأنه خطوة “مزعزعة للاستقرار إلى حد كبير”.
أضاف ريباكوف في تصريح لوكالات الأنباء الروسية، أن “قمة مدريد تعزز مسار الاحتواء العدواني الذي ينتهجه الحلف حيال روسيا”.
كما قال ريابكوف إن بلاده ليست “خائفة” من إعلان الرئيس الأمريكي تعزيز الوجود العسكري الأمريكي في أوروبا، على خلفية توترات شديدة مع موسكو.
يُشار إلى أن قمة “الناتو” تنعقد في حين تستمر أوكرانيا على الأرض بدفع ثمن الهجوم الروسي غالياً، وأعلنت السلطات الأوكرانية عن عدة ضربات دامية على مدنيين، لا سيما في مناطق ميكولاييف (جنوب)، ودنيبرو (وسط شرق).
تأتي هذه الضربات بعد يومين على هجوم استهدف مركزاً تجارياً مكتظاً في كريمنتشوك على بعد 330 كيلومتراً جنوب شرقي كييف، ما أسفر عن سقوط ما لا يقل عن 18 قتيلاً وفقدان نحو أربعين شخصاً بحسب السلطات الأوكرانية.