باتت أميركا للمرة الأولى، المزود الرئيسي بالغاز الطبيعي لأوروبا، أكثر ممّا تحصلت عليه من روسيا عبر خطوط الأنابيب، كما أعلنت وكالة الطاقة الدولية.
تبحث أوروبا عن بدائل للإمدادات الروسية، مثل الغاز الطبيعي الأميركي المسال، بعدما قلّصت شركة “غازبروم” الروسية شحناتها عبر “نورد ستريم”، أكبر خط أنابيب تمتلكه في أوروبا، وقطعت شحنات إلى دول لم تمتثل لشروط دفع جديدة فرضتها موسكو، التي أمّنت العام الماضي أكثر من ثلث حاجة الاتحاد الأوروبي من الغاز، بحسب “بلومبرغ”.
وكتب المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية، فاتح بيرول، على “تويتر”: “التخفيضات الحادة التي نفذتها روسيا أخيراً في تدفقات الغاز الطبيعي إلى الاتحاد الأوروبي، تعني أن هذا هو الشهر الأول في التاريخ الذي يستورد فيه الاتحاد مزيداً من الغاز عبر الغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة، أكثر منه عبر خط أنابيب من روسيا. الانخفاض في المعروض الروسي يستدعي جهوداً لتقليص طلب الاتحاد الأوروبي، من أجل الاستعداد لفصل شتاء قاسٍ”.
تأتي الزيادة في صادرات الولايات المتحدة من الغاز الطبيعي المسال، فيما تكثف الأخيرة إنتاجها من الوقود شديد البرودة، بعد بدء الصادرات من ساحل الخليج في عام 2016، ممّا أحدث تحوّلاً في تجارة الطاقة العالمية. ولا تزال الشحنات الأميركية ضخمة، حتى بعد نشوب حريق في مصنع فريبورت للغاز الطبيعي المسال بولاية تكساس، والذي أُغلق لإجراء تصليحات ستستمر لفترة طويلة، بحسب “بلومبرغ”.
إبدال ثلث الغاز الروسي
بعد الغزو الروسي لأوكرانيا، أقرّ الاتحاد الأوروبي، في مارس الماضي، استيراد 15 مليار متر مكعب إضافية من الغاز الطبيعي المسال الأميركي هذا العام، في محاولة للبحث عن بديل للغاز الروسي. وفي هدف طموح، سعى التكتل إلى إبدال ثلث الغاز الروسي، بغاز طبيعي مسال من مصادر مختلفة هذا العام.
وتشحن روسيا نحو 150 مليار متر مكعب من الغاز إلى أوروبا عبر خطوط أنابيب كل عام، و14 إلى 18 مليار متر مكعب أخرى من الغاز الطبيعي المسال.
قد تبقى موسكو مورداً إجمالياً للغاز إلى أوروبا أكبر من الولايات المتحدة، إذا أضفنا الغاز الطبيعي المسال الروسي، الذي لا يزال يتدفق إلى أوروبا، باستثناء المملكة المتحدة.
في عام 2021، كانت روسيا ثالث أكبر مورد للغاز الطبيعي المسال إلى أوروبا، بعد الولايات المتحدة وقطر وقبل الجزائر، بحسب المراجعة الإحصائية السنوية لشركة “بريتيش بتروليوم” للطاقة.