مصيبة العراق يتنقل من النظام الدكتاتوري العسكري , الى النظام الدكتاتوري الديني والطائفي . وهذا هدف وغايات المحتل , ليس انقاذ العراق من الحكم الدكتاتوري , وتحرير الشعب من قبضته الحديدية , بل غايته تحويل العراق الى دولة فاشلة تعج فيها الفوضى والانفلات , يسوده الاحتقان السياسي والاحتراب الطائفي والانسداد السياسي, على اهمال وحرمان الشعب من خيرات العراق الوفيرة . وفتح المجال للنخبة السياسية الحاكمة ان تعبث بالعراق بالفساد المالي والسياسي , أن تحول العمل السياسي الى وكالة تجارية رابحة تدر الذهب والدولار , والشعب حصته الكاملة من الأزمات والمشاكل , والحياة الخانقة بالمعاناة في الظروف القاسية التي لا تطاق حتى للحيوانات الصحراوية , تنعدم فيها أبسط وسائل الحياة البسيطة , تنعدم فيها ابسط الخدمات العامة , وزيادة أعداد الفقراء في انعدام ايجاد فرص العمل , وتزايد نسبة البطالة الى أعداد كبيرة . والأحزاب الطائفية الحاكمة شطبت الشعب من قاموسها . وكل غاياتها الاستيلاء والاستحواذ على المال والنفوذ بكل أشكال الاحتيال السياسي , تجري كل هذه المهازل بأسم الدين والمذهب والطائفة . والأمور تسير من السيء الى الاسوأ .
فإذا كان النظام الدكتاتوري لا يعترف بالديمقراطية , يعتبرها خيانة وطنية مخالفة للقانون والنظام , أما الأحزاب الطائفية الحاكمة اليوم , تعتبر الديموقراطية كفر والحاد والخروج على الشريعة الإسلامية , وتعتبرها بدعة غربية تلوث عقول الشباب المسلم . وتعودوا على إجراء انتخابات صورية , يخرجون منها كلهم رابحين ومنتصرين وتوزع عليهم الغنائم والمناصب ومراكز النفوذ , لكن هذه المرة في الانتخابات البرلمانية الأخيرة , أختلف الامر , أفرزت نتائجها , هناك رابح وهناك خاسر , والخاسر لا يعترف بخسارته في الانتخابات البرلمانية , وعرقل الأمور بانغلاق السياسي ومهدداً بالعواقب الوخيمة على العراق , ومن اجل درء المخاطر الجسيمة التي تحرق الأخضر واليابس , عقدت صفقة بين الرابح والخاسر , هذا يربح السلطة , والرابح يتنازل عن مقاعده البرلمانية مقابل صفقة مالية ( كل عضو برلماني يتنازل عن البرلمان مقابل تعويض مالي 500 مليون دينار , وهي تساوي راتب برلماني واحد لمدة ثماني سنوات ) يعني انتهى المطاف بالخير والسلامة والنعمة على الجميع , الكل رابح , والكل منتصر , الخاسر ربح السلطة , والرابح في الانتخابات ربح المال . أما الشعب ربح الاهمال والحرمان . ربح العواصف الترابية , ربح الأزمة المعيشة الخانقة . ربح انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة في اليوم في الصيف الساخن والحارق , رغم أنه صرفت على مشكلة الكهرباء 40 مليار دولار . ذهبت الى جيوب الفاسدين وظلت الكهرباء على حالتها المأساوية البائسة . ربح الشعب جفاف الانهار والتلوث والسموم والامراض , والقادم أسوأ وافدح خطورة ……………………..
والله يستر العراق من الجايات !!