.
– ردا على إعلان أوكرانيا إنشاء أول جيش من الطائرت بدون طيار في العالم، أعلنت روسيا، الخميس، استخدام أحدث أنواع الأسلحة من ترسانتها العسكرية وهو نظام كهرومغناطيسي يعرف بستوبور (Stupor) يشل إشارات الطائرات المسيرة المعادية ويجبرها على السقوط.
كان نائب رئيس الوزراء الأوكراني ميخائيلو فيدوروف أعلن يوم الجمعة الماضي، إنشاء أول جيش مسيرات في العالم، موضحا أن بلاده تعتزم شراء 200 طائرة مسيرة تساعد على القتال، داعيا إلى التبرع بالمال لشرائها أو لمن لديهم طائرات إلى إرسالها لجيش البلاد.
ومنذ بداية الحرب حصلت كييف على طائرات مسيرة من عدة دول، ومنها كاميكازي الأميركية وبيرقدار التركية، بالإضافة إلى مئات المسيرات محلية الصنع التي صنعها هواة أوكرانيين.
آلية عمل ستوبور
وحول هذا السلاح الروسي الذي تستخدمه للمرة الأولى في أوكرانيا، يقول رئيس معهد شؤون الأمن العالمي والدفاع والأستاذ الزائر بالناتو والأكاديمية العسكرية ببروكسل سيد غنيم إن روسيا أعلنت أنها استخدمت سلاحًا كهرومغناطيسيًا متقدمًا لأول مرة لتحييد الطائرات الأوكرانية بدون طيار، ويأتي هذا التطور في الوقت الذي تواصل فيه القوات الروسية شن هجماتها في كييف والمدن المجاورة.
وأضاف غنيم في تصريحات خاصة لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن فكرة عمل نظام ستوبور، الذي طوره المركز الرئيسي لأبحاث الروبوتات والاختبار في روسيا، يقوم بإرسال نبضة كهرومغناطيسية لمنع القناة المستخدمة لتوجيه وتشغيل الأنظمة الموجهة، ونتيجة لذلك، تفقد الطائرات الموجهة بدون طيار الاتصال بوحدات التحكم الخاصة بها وتتحطم على الأرض، ويمكن لنظام ستوبور أيضًا حجب كاميرات الطائرات بدون طيار وقنوات الملاحة والإرسال الخاصة بها، وحسب ما هو مُعلن، فإن نطاق عمله يبلغ عدد (2) كم، ويبلغ مجال تأثيره 20 درجة.
وهذا المدفع قادر ليس فقط على تعطيل الإشارة بين الطائرة المسيرة ومشغلها، ولكن منع النقل المباشر للمعلومات من كاميراتها وحساساتها.
وتم الكشف عن نموذج أولي لهذا النظام، الذي يمكن شحنه من الشبكة أو عبر بطارية السيارة، في المنتدى العسكري التقني الدولي عام 2017.
ويقول الخبير العسكري الروسي فلاديمير إيغو، إن نظام ستوبور يرسل نبضات كهرومغناطيسية إلى الطائرة بدون طيار المعادية، حيث تخنق تلك الموجات دائرة أو قناة التحكم بالدرون، ما يؤدي إلى قطع الاتصال بين الشخص الذي يقوم بتشغيلها والطائرة المراد التشويش عليها وإسقاطها.
ويضيف لموقع “سكاي نيوز عربية” أنه “حين يتم قطع الاتصال، تذهب الطائرة بدون طيار في رحلة غير منضبطة، وينتهي بها المطاف إلى الهبوط اضطراريا، كما أن تلك البندقية تشل عمل كاميرات الفيديو أو الأجهزة الإلكترونية الضوئية بالطائرات، ما يجبرها على السقوط”.
ومثل كل الجيوش المعاصرة تستعين روسيا خلال عملياتها العسكرية بأوكرانيا بجيش من الدرون في أعمال تدمير أو تعطيل إلكترونيات القوات المعادية، والتعرف على أصحاب الهواتف الذكية وإسكات الاتصالات والتشويش والاستطلاع وضرب المواقع المعادية وتوجيه المدافع.
ومن بين تلك الطائرات “إيليرون-3″، التي تلقب بـ”صيادة المخربين” و”غروشا”، والتي تعنى “الكمثرى” حتى “أورلان 10″ المعروفة بـ”الساحرة والصامتة” حيث أطلقتها موسكو في الأجواء الأوكرانية للاستطلاع والرصد التكتيكي.
وحول التناول الروسي لاستخدام هذا السلاح في ساحة القتال، يرى رئيس معهد شؤون الأمن العالمي والدفاع سيد غنيم أن ما تم ذكره في وكالة الأنباء الروسية يحمل مبالغة وتضخيم كبيرين، فنظام ستوبور يعتبر سلاحاً عادياً، محدود القدرة والإمكانيات وذلك لمداه الصغير ومجال تأثيره الضيق نسبياً، فهو مجرد مخصص لتعطيل إشارات التوجيه اللاسلكية للطائرات المسيرة الصغيرة (الدرونز) وليس الطائرات الكبيرة الموجهة بدون طيار، كما أنه لا يعد الأول من نوعه، حيث قامت الولايات المتحدة ودول أوروبية وآسيوية عدة بإنتاج أسلحة مثيلة أكبر قدرة وإمكانية وأكثر تأثيراً، مثل QR-10 لكشف وإعاقة الدرونز ومداه 3 كم، وQR-12 ومداه 8 كم، وغيرها.
رسائل روسية
ويقول خبير الشؤون الروسية الأوروبية باسل الحاج جاسم: “الواضح من بين أهداف كثيرة معلنة وأخرى غير معلنة سواءً الاستراتيجية منها أو ما يتعلق بأوكرانيا فقط، تعمل روسيا على القيام بتجارب لترسانة الأسلحة التي تمتلكها بشتى أنواعها كما سبق وحدث في ساحات أخرى تدخلت فيها موسكو عسكريًا، وكشف عن ذلك أكثر من تصريح للعديد من المسؤولين الروس”.
وأضاف باسل الحاج جاسم لموقع “سكاي نيوز عربية” أنه يمكن النظر لاستخدام روسيا أسلحة وصواريخ تستخدم لأول مرة بمثابة رسائل للغرب الذي يستمر بتزويد أوكرانيا بالسلاح، بأن الجيش الروسي لم يستخدم بعد كامل قوته، كما أنها لا تخرج أيضا عن سياق الرسائل للقوات الأوكرانية، بأن كل ما يصلهم من سلاح غربي لن يغير من موازين القوى.