بين حراكه السياسي لتشكيل الحكومة والتسريبات الصوتية لزعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي بشان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر والتي نفى المالكي صحتها، يستعد الاطار التنسيقي لاعلان مرشحه الرسمي لمنصب رئاسة الوزراء والذي بحسب التسريبات سيكون من الخط الثاني للقوى السياسية.
وكان رئيس تحالف الفتح هادي العامري قد اعلن مسبقا انسحابه من الترشح لرئاسة الوزراء ليزيد المشهد ضبابية، اما المالكي الذي اعلنه دولة القانون مرشحا للمنصب فقد يستبعد من الترشح خاصة بعد التسجيل الصوتي الأخير الذي اعتبره المالكي محاولة لخلق ازمة مع الصدر.
“متمسك بعلاقتي مع الصدر”
واتهم زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، اليوم الأربعاء (13 تموز 2022)، اطرافا لم يسمها بتزييف تصريحاته لمحاولة خلق الازمة مع زعيم التيار الصدر عبر تسريب مقطع صوتي منسوب له يتحدث عن الصدر فيه.
وقال المالكي في تغريدة على تويتر، “تحذيري لكل اخوتي في العملية السياسية من عمليات تزوير وتزييف باستخدام اجهزة تقنية حديثة في نسبة تصريحات لي ولغيري”.
واضاف انه “بمناسبة ما نشر عني فانني متمسك بعلاقتي الاخوية مع زعمي التيار والكتلة الصدرية وادع والى انهاء اي فتنة تمزق المكون”.
اجتماع الاطار باستثناء المالكي
وعقدت قوى الاطار التنسيقي، امس الثلاثاء (12 تموز 2022)، اجتماعا في منزل رئيس تيار الحكمة عمار الحكيم لبحث ملف رئيس الوزراء المقبل، فيما لم يحضر المالكي الاجتماع دون معرفة الأسباب.
وقال مصدر سياسي ان “قيادات الخط الأول في الإطار التنسيقي عقدت، مساء امس، اجتماعا في منزل عمار الحكيم باستثناء ائتلاف دولة القانون”، موضحا ان “الاجتماع ناقش الأوضاع السياسية وتشكيل الحكومة بأسرع وقت ممكن”.
وتابع المصدر ان “قوى الاطار اتفقت على آلية ترشيح واختيار المرشح لمنصب رئيس مجلس الوزراء”، لافتا الى ان “اختيار المرشح لرئيس مجلس الوزراء تقرر وفق الاجتماع أن يكون إما بالتوافق بين الإطار التنسيقي والمتحالفين معهم أو التصويت داخل الهيئة العامة الإطار التنسيقي”.
ورجح ان “تتضح ملامح تشكيل الحكومة في نهاية شهر تموز من خلال التصويت على المرشح لمنصب رئيس الجمهورية بتكليف مرشح الإطار بتشكيل الحكومة”.
في السياق ذاته، قال النائب عن الإطار، أحمد الموسوي، في تغريدة عبر تويتر: “إلى شعبنا العراقي الصابر الكريم نطمئنكم بأن بوادر الانفراج تلوح بالأفق وخلال اليومين المقبلين سيعلن الإطار التنسيقي عن مرشحه لرئاسة الوزراء وفق الشروط التالية نزيهاً، ذو كفاءة، وخبرة سياسية عالية ومن رجال الخط الثاني”.
وأضاف الموسوي، “هذا ما اتفقت عليه قوى الإطار وما تؤيده المرجعية والقوى الوطنية”.
اختيار رئيس الوزراء بعد العيد
ويتوقع تيار الحكمة ان يتم اختيار رئيس الوزراء الجديد بعد انتهاء عطلة عيد الأضحى، فيما اكد ان الاطار التنسيقي سيعلن نفسه الكتلة الشيعية الأكبر في البرلمان.
وقال عضو تيار الحكمة عباس غدير في تصريح لـ “المطلع”، ان “عطلة عيد الأضحى اوشكت على الانتهاء والمفاوضات التي كانت تجري داخل الاطار التنسيقي تم تاجيلها الى ما بعد عطلة العيد”.
وأضاف غدير ان “الاطار التنسيقي يتجه لاعلان اسم مرشح رئاسة الوزراء المقبلة وهذا الإعلان سيتم خلال اليومين المقبلين”.
وتابع ان “بعد تسمية مرشح رئاسة الوزراء ينتظر الاطار التنسيقي الحزبين الاتحاد الوطني والديمقراطي الكردستاني للاتفاق على مرشح واحد لمنصب رئاسة الجمهورية”.
وبين انه “في حال لم يتفق الحزبين الكرديين على مرشح واحد لرئاسة الجمهورية فسيناريو العام 2018 سيتكرر بدخول مرشحين للرئاسة الى البرلمان ويكون الفصل في جلسة الانتخاب”.
ولفت الى ان “بعد انسحاب التيار الصدري من المشهد السياسي اصبح الاطار اقوى مما سبق وهو الان الكتلة الأكبر للمكون الشيعي”.
واكد ان “هذا يعطي مساحة واريحية للاطار التنسيقي للتفاوض بشكل اكبر مع القوى السياسية”، مضيفا ان “الاطار يعلم بحجم التحديات وعازم على تشكيل الحكومة”.
المالكي خارج الترشيح
ويرى المحلل السياسي داود الحلفي ان يتجه الاطار التنسيقي لترشيح شخصية غير جدلية لمنصب رئيس الوزراء حتى لا يعمق الخلاف مع الصدر.
ويوضح الحلفي في حديثه لـ “المطلع”، ان “المرحلة السياسية المقبلة يجب ان تكون مرحلة عبور ونجاح ومرحلة اعادة الثقة للمواطن العراقي بالعملية السياسية”.
واردف ان “زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي لن يتم ترشحيه لرئاسة الوزراء من قبل قوى الاطار التنسيقي لكونه محل خلاف الاطار مع زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر وادت الى انسحاب الاخير من العملية السياسية على الرغم من انه الفائز في الانتخابات”.
وتابع ان “ترشيح الاطار التنسيقي لرئاسة الوزراء لأي شخصية تسنمت منصبا سابقا تعتبر مجازفة لأن المرحلة المقبلة مرحلة بناء ولا يمكن ان تقوم بها شخصية تولت مناصب سابقة واخفقت وبقت بظل الأحزاب”.
وبين ان “ائتلاف دولة القانون يعلم ان المالكي ليس له حظوظ بتولي منصب رئيس الوزراء المقبل لكنه طرح اسمه كسقف اعلى من اجل الحصول على منصب النائب الاول لرئيس البرلمان”.
ويستعد التيار الصدري لاقامة صلاة موحدة يوم الجمعة المقبل (15 تموز 2022)، ومن المرجح ان تشهد الصلاة خطبة سياسية وتوجيهات عقب انسحاب نواب التيار من العملية السياسية والاستقالة من البرلمان.
خاص بـ “المطلع