أعلنت هيئة الطيران المدني السعودي، صباح اليوم الجمعة، أن السعودية قررت فتح مجالها الجوي لجميع شركات الطيران، في إشارة إلى السماح لشركات الطيران الإسرائيلية، بذلك.
وقررت الهيئة السعودية فتح أجوائها “لجميع الناقلات الجوّية”، في بادرة واضحة تجاه إسرائيل، قبيل ساعات على وصول الرئيس الأميركي، جو بايدن، إلى السعودية اليوم.
وسارع بايدن إلى الإشادة بهذا القرار، واصفًا إيّاه بأنّه “تاريخي”، وفقا لوكالة “فرانس برس” للأنباء.
وقالت الهيئة في بيان في تويتر، إن ذلك يأتي “في إطار حرص المملكة على الوفاء بالتزاماتها المقررة بموجب اتفاقية شيكاغو 1944، والتي تقتضي عدم التمييز بين الطائرات المدنية المستخدمة في الملاحة الجوية الدولية”.
وأضافت أنه “استكمالا للجهود الرامية لترسيخ مكانة المملكة كمنصة عالمية تربط القارات الثلاث، وتعزيزاً للربط الجوي الدولي، تعلن الهيئة العامة للطيران المدنية أنه تقرر فتح أجواء المملكة لجميع الناقلات الجوية التي تستوفي متطلبات الهيئة لعبور الأجواء”.
والتقى الرئيس الأميركي الذي يُجري حاليًا أوّل جولة له في الشرق الأوسط، قادةً إسرائيليّين في القدس، يومي الأربعاء والخميس، ومن المقرّر أن يقوم اليوم الجمعة برحلة رسميّة مباشرة وغير مسبوقة من إسرائيل إلى السعوديّة.
ورحّب الرئيس الأميركي، أمس الخميس، بما وصفه “القرار التاريخي” المتمثّل بفتح المجال الجوّي السعودي أمام “جميع الناقلات الجوّية”.
وقال مستشار بايدن لشؤون الأمن القومي، جيك سوليفان في بيان، إنّ الرئيس الأميركي “يرحّب بالقرار التاريخي لقادة السعوديّة فتح مجالهم الجوّي أمام جميع الناقلات الجوّية المدنيّة بلا تمييز”، بما في ذلك “الرحلات الجوّية من إسرائيل وإليها”.
وأشار سوليفان إلى أنّ “هذا القرار هو نتيجة دبلوماسيّة الرئيس (بايدن) الحثيثة والمبدئيّة مع السعوديّة على مدى أشهر عدّة، والتي تُتوّج بزيارته اليوم” إلى السعودية.
وأوضح أنّ الرئيس الأميركي الذي يصل إلى السعوديّة في وقتٍ لاحق، الجمعة، في إطار جولته الشرق أوسطيّة “سيكون لديه المزيد ليقوله” بشأن هذا القرار.
وتعهّد الرئيس الأميركي بُعيد وصوله إلى المنطقة، “إعطاء دفع لعمليّة اندماج إسرائيل” في الشرق الأوسط بعد أن طبّعت خلال السنتين الأخيرتين علاقاتها مع أربع دول عربيّة هي الإمارات والبحرين والسودان والمغرب. ومع زيارة بايدن الذي سيستقلّ أوّل رحلة جوّية مباشرة من إسرائيل إلى السعوديّة، ازدادت التكهّنات حول حصول تقارب بين إسرائيل والرياض.
ويُستبعد أن يحصل اعتراف سعودي بإسرائيل في المدى القريب. وسبق أن قال مسؤول إسرائيلي لصحافيّين طالبًا عدم كشف هويّته إنّ “زيارة بايدن إلى إسرائيل وسفره منها في رحلة مباشرة إلى السعوديّة، يعكسان ديناميكيّة التطوّرات التي شهدتها الأشهر الأخيرة”.
وأضاف أنه “نأمل في أن تكون الخطوات التي نتّخذها الآن البداية، ونحن نعمل على أن تكون بداية لعمليّة التطبيع”.
وفي مطلع أيّار/ مايو الماضي، أعلنت السعوديّة أنّها تسعى إلى تطوير قطاع الطيران لديها، بهدف تحويل البلاد مركزًا عالميًا للسفر الجوّي.
وتشمل الأهداف السعوديّة لقطاع الطيران والمدرجة في إطار إصلاحات رؤية 2030 زيادة حركة المسافرين سنويًا بأكثر من ثلاثة أضعاف إلى 300 مليون مسافر بنهاية العقد الحالي.
وتسعى السعودية أيضًا إلى جذب استثمارات للقطاع بمئة مليار دولار بحلول العام 2030، وإنشاء شركة طيران جديدة وبناء “مطار ضخم” في الرياض وزيادة الشحن بمقدار خمسة ملايين طنّ كلّ عام.
وكان مسؤول أميركي قد أكد، أمس الخميس، أن السعودية ستسمح “قريبا” لشركات الطيران الإسرائيلية بالتحليق فوق أراضيها بلا قيود، وستسمح برحلات طيران عارض مباشرة (تشارتير) من إسرائيل للمسلمين خلال موسم الحج.
وأشار المسؤول الذي تحدث لوكالة “رويترز” إلى أنه من المتوقع أن يعلن عن هذا الإجراء خلال زيارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، إلى السعودية. وشدد على أن بايدن يركز خلال زيارته “على اندماج إسرائيل في منطقة الخليج، وخاصة مع السعودية”.
وبدأت السعودية في السماح لشركات الطيران الإسرائيلية بالتحليق فوق أراضيها عبر ممر جوي خاص للرحلات الجوية من وإلى الإمارات والبحرين، بعد توقيع “اتفاقيات إبراهام” التي أدت إلى تطبيع العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل وهاتين الدولتين.