قال رئيس الوزراء المجري، فيكتور أوربان، إن الاتحاد الأوروبي “أطلق على نفسه النار” بفرضه عقوبات اقتصادية، غير مدروسة، على روسيا، محذراً من دمار يتهدد الاقتصاد الأوروبي ما لم يتم التراجع عن تلك العقوبات.
وكانت الحكومة المجرية أعلنت الأربعاء الماضي عزمها تعديل نظام دعم أسعار الكهرباء والغاز للمنازل في ظل ارتفاع أسعار الطاقة، ما يعدّ تراجعاً عن واحدة من السياسات الاقتصادية المميزة والإجراءات الشعبويّة التي تساهم في تعزيز بقاء أوربان في السلطة.
أوربان، الذي لطالما جاهر بانتقادته للعقوبات ضد موسكو، قال في تصريحات أدلى بها للإذاعة العامة: “أعتقدت سابقاً أننا أطلقنا على أنفسنا النار، لكن الآن بات جليّاً أن الاقتصاد الأوروبي أطلق النار على رئتيه وأخذ يلهث جاهداً لاستنشاق الهواء”.
رئيس وزراء المجر الذي أكد على أن أوكرانيا بحاجة إلى المساعدة، ما لبث أن شدد على وجوب أن يعيد القادة الأوروبيون النظر في استراتيجيتهم، إذ إن العقوبات المفروضة على روسيا ألحقت ضرراً جسيماً بالاقتصاد الأوروبي، وفي الوقت ذاته، لم تنل من قوة روسيا، كما لم تعجّل في إنهاء الحرب أو تساهم في التوصّل إلى حل.
ويشار إلى أن العقوبات التي اتخذها الاتحاد الأوروبي بحق موسكو تطلبت موافقة كافة الأعضاء الـ27، وهو الأمر الذي حصل بالفعل، غير أن المجر التي صوتت بالموافقة على العقوبات، اعترضت على إدراج رأس الكنيسة الروسية الأرثوذكسية البطريرك كيريل على القائمة الأوروبية السوداء، وبالتالي استبعدته من حزمة العقوبات السادسة.
وكان الاتحاد الأوروبي فرض قيوداً مشددة على واردات النفط الروسي، ما أدى إلى ارتفاع أسعار الطاقة في دول التكتّل ما أرهق المواطنين والشركات الأوروبية، حتى أن البعض ذهب إلى القول: إن الاتحاد الأوروبي بفرضه عقوبات مشددة على النفط والغاز الروسيين سجّل هدفاً في مرماه.
وقال أوربان: إن “العقوبات لا تساعد أوكرانيا، لكنّها تضرّ بالاقتصاد الأوروبي، وإذا استمر الحال على هذا المنوال، فإن هذه العقوبات ستقضي على الاقتصاد الأوروبي”، مستطرداً “ما نشهده حالياً أمرٌ لا يُطاق”.
وتابع رئيس الحكومة المجرية حديثه قائلاً: “لحظة الحقيقة يجب أن تأتي من بروكسل، وذلك حين يعترف القادة (الأوروبيون) بأنهم أخطأوا، وبأن سياسة العقوبات كانت مبنية على تقديرات خاطئة ويجب العمل على تغييرها”.
ويجدر بالذكر أن أوروبان الذي أعيد انتخابه في شهر نيسان/أبريل الماضي، يواجه تحدّياً هو الأصعب منذ توليه السلطة في العام 2010، ويتمثّل هذا التحدي ببلوغ التضخم أعلى مستوىً له خلال عقدين من الزمن، كما تراجعت قيمة الفورنت لمستويات قياسية، فيما أموال المساعدات الأوروبية لا تزال حبيسة المجهول وسط الخلاف الناشب بين موسكو وبودابست بشأن المعايير الديمقراطية.
رويترز