أُدين جندي ألماني له آراء يمينية متطرفة، بالتخطيط لشن هجمات إرهابية على سياسيين بارزين وشخصيات عامة، من خلال انتحاله بنجاح صفة لاجئ سوري.
صحيفة The Guardian البريطانية، قالت الجمعة 15 يوليو/تموز 2022، إن محكمة فرانكفورت الإقليمية العليا، حكمت الجمعة على فرانكو ألبريشت (33 عاماً) بالسجن خمس سنوات ونصف، بتهمة التآمر لشن “عمل خطير من أعمال التخريب العنيف”، وانتهاك قوانين السلاح والمتفجرات الألمانية، وحالتيّ احتيال.
القاضي كريستوف كولر، قال في المحكمة إنَّ الملازم الأول في اللواء الفرنسي الألماني كان يحمل معتقدات “يمينية متطرفة وعرقية قومية”، وألقى باللوم على السياسيين ذوي الآراء المؤيدة للاجئين، في ما رأى أنَّه “تفكك الأمة الألمانية”.
يأتي الحكم في المحاكمة التي طال انتظارها بعد سنوات من تزايد المخاوف من فعالية أجهزة الأمن الألمانية في التصدي للتطرف اليميني.
كانت السلطات الألمانية قد ألقت القبض على ألبريشت عام 2017، بعد الإمساك به وهو يحاول استعادة مسدس مُلقَّم كان قد خبَّأه سابقاً في مرحاض عام بمطار فيينا.
كشف تطابق بصمات الأصابع أنَّ ألبريشت خريج أكاديمية “سان سير” العسكرية المرموقة في منطقة بروتاني الفرنسية قد عاش حياةً مزدوجة بصفته طالب لجوء سوري مسيحي.
كان قد سُجِّلَ بموجب هذه الهُوية الزائفة لدى السلطات في بلدة إردينغ البافارية، وحصل على اللجوء.
يعتقد الادعاء العام أنَّ الهدف النهائي لتنكُّر ألبريشت كان شن هجمات إرهابية يمينية متطرفة على سياسيين وشخصيات عامة لهم آراء مؤيدة للهجرة.
تم العثور على اسم السياسية المنتمية لحزب “الخضر” ووزيرة الثقافة حالياً، كلاوديا روت، مكتوباً في مذكرات ألبريشت، ووُجِدَ أنَّه زار والتقط صوراً لمرآب سيارات تحت الأرض أسفل مكاتب الناشطة المناهضة للعنصرية أنيتا كاهانا.
كذلك وجدت التحقيقات أنَّه كان يملك نسخة من كتاب أدولف هتلر “Mein Kampf” (كفاحي)، ووصف الهجرة بأنَّها صورة من صور “الإبادة الجماعية”، بحسب قوله.
تُشير الصحيفة البريطانية، إلى أن ألبريشت اعترف خلال المحاكمة بانتحال صفة لاجئ سوري والانتفاع بمزايا ذلك، فضلاً عن الامتلاك غير القانوني لأسلحة ومتفجرات وذخيرة.
ادَّعى أنَّه فعل ذلك دون نية لشن أي هجوم، بل مجرد حماية نفسه وعائلته في حال شن هجوم روسي على أوروبا الغربية أو انهيار المجتمع المدني، وقال ألبريشت إنَّه زار مرآب كاهانا بنيَّة السعي لإجراء محادثة بشأن سياسة لجوء أنجيلا ميركل.
ادَّعى ألبريشت أيضاً أنَّ الغرض من هُويته المزدوجة كان كشف مدى سهولة استغلال نظام اللجوء الألماني.
أما فيما يتعلَّق بالمسدس المخبَّأ الذي قاد إلى اعتقاله، قال الجندي للمحكمة إنَّه التقط المسدس بعدما وجده بالصدفة فيما كان يتبوَّل في حالة سكر عند مجموعة شجيرات ذات ليلة، ولم يدرك أنَّه ما يزال يحمله في معطفه إلا أثناء اقترابه من أمن المطار في اليوم التالي.
من جانبها، طعنت خبيرة طب شرعي في رواية ألبريشت، قائلةً إنّها عثرت على بصمات أصابعه ليس فقط على المسدس من الخارج، بل أيضاً من الداخل، وقالت لاحقاً لصحيفة Süddeutsche Zeitung الألمانية: “هذا سلاح يستخدمه بانتظام”.
كان ألبريشت، الذي أُطلِقَ سراحه بكفالة في بداية المحاكمة، قد اعتُقِلَ في فبراير/شباط 2022 ووُضِعَ في الحبس الاحتياطي.
كان جهاز مكافحة التجسس العسكري قد لاحظ أنَّه يلتقط حقيبة من جندي صديق في ستراسبورغ وُجِدَ أنَّها تحتوي على شعارات عسكرية من الحقبة النازية، فضلاً عن مذكرات كتب فيها ألبريشت بشأن انقلاب عسكري و”حل نهائي”.
كذلك عثرت الشرطة خلال مداهمة لمنزله على 21 هاتفاً محمولاً و50 بطاقة هاتف مسبقة الدفع و5 مناجل وشهادة تطعيم مزورة.