شارك المئات من أنصار الحشد الشعبي المقربين من النائب عن المكون الشبكي في البرلمان العراقي، وعد قدو، في تجمع احتجاجي بناحية بعشيقة في سهل نينوى للمطالبة بتوفير الخدمات للمنطقة، فيما أشار مدير الناحية الى وجود “أياد سياسية” وراء التظاهرة.

التظاهرة التي شارك فيها واشرف عليها النائب وعد قدو، وهو قائد سابق في الحشد الشعبي، حملت في طياتها انتقادات موجهة للحكومة العراقية، بالأخص محافظ نينوى، نجم الجبوري، وذلك بعد أربعة ايام فقط من تصاعد خلافات وتبادل للتهم بين المحافظ والنائب وعد قدو.

حسب مصدرين لـ(كركوك ناو)، فإن محافظ نينوى اتهم وعد قدو في اجتماع عقد يوم 9 تموز الحالي في الموصل بإشراف رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، بالوقوف وراء الاضطرابات التي شهدها سهل نينوى و”استهداف أربيل بالصواريخ”، و قال قدو خلال الاجتماع رداً على تلك الاتهامات، “أعدك بأنك لن تبقى في منصبك في الفترة المقبلة”.

بعد مرور أربعة أيام على تلك المناوشات وتحديداً في 13 تموز، تجمع المئات من أنصار الحشد الشعبي و وعد قدو من المكون الشبكي في ملعب مجمع بازوايا في ناحية بعشيقة وأشرف وعد قدو بنفسه على التظاهرة.

الناشط المدني وأحد المشاركين في التجمع، مرتضى البجدلي، قال لـ(كركوك ناو)، ان “الهدف من التجمع كان توجيه عدد من المطالب، من بينها إعادة تأهيل المدارس، الطرق والمراكز الصحية ومعالجة أزمة الكهرباء ومياه الشرب”.

وتابع البجدلي، “من أهداف التجمع الأخرى التأكيد على أن أي صاروخ لم يوجه الى أربيل من مناطق سهل نينوى ونفينا لتلك التهم”.

وقال ذنون يونس، مدير ناحية بعشيقة، “كانت هناك أياد سياسية وراء التجمع، مسؤولو الحشد الشعبي كانوا يريدون من خلال ذلك تقديم توضيحات بشأن التوتر بين نجم الجبوري ووعد قدو”.

وأردف، “جانب من التجمع كان للاحتجاج ضد بناء مشاريع سكنية بحجة أنها تؤدي الى حدوث تغيير ديموغرافي وإسكان أناس من خارج الناحية”.

لم تكن هناك أهداف سياسية وراء التجمع، بل الهدف منه تحسين أوضاع المواطنين

وجاء ذلك بعد أن اتهم محافظ نينوى في الاجتماع الذي ترأسه الكاظمي النائب قدو بأنه “منع الناس من بناء منازل في مناطقهم بسهل نينوى بحجة التغيير الديموغرافي، على الرغم من أن هؤلاء الناس كانت لديهم وثائق رسمية تثبت ملكيتهم لتلك الأراضي”.

سعد قدو، قائد في الحشد الشعبي من المكون الشبكي قال لـ(كركوك ناو)، “لم تكن هناك أهداف سياسية وراء التجمع، بل الهدف منه تحسين أوضاع المواطنين، مناطق سهل نينوى، بالأخص تلك التي يعيش فيها ابناء المكون الشبكي تعاني من نقص الخدمات، مئات العوائل تعاني من شح المياه وعدم توفر فرص العمل”.

وفقاً لإحصائية لإدارة ناحية بعشيقة، يشكل الشبك نسبة 64 بالمائة من سكان الناحية متوزعين على 24 قرية، إجمالاً عاد 95 بالمائة من الشبك الذين نزحوا الى اقليم كوردستان العراق خلال فترة حرب داعش عام 2014 ، الى مناطقهم الأصلية.

بعد استعادة المنطقة من تنظيم داعش، شكلت الهيئة العامة للحشد الشعبي قوة عناصرها من المكون الشبكي وتمركزت في ناحية بعشيقة بسهل نينوى، وعد قدو الذي تمكن من الفوز بمقعد الكوتا المخصص للأقلية الشبكية في انتخابات البرلمان العراقي في تشرين الأول 2021، كان أحد القادة البارزين في تلك القوة.

نحن نعارض بناء مشاريع سكنية لأنها ستؤدي الى حدوث تغيير ديموغرافي في المنطقة ولا نريد أن يأتي ناس من خارج بعشيقة ليقيموا فيها

في 13 تموز، اتصل موقع (كركوك ناو) بوعد قدو لكنه امتنع عن التحدث على الهاتف وطلب إرسال الأسئلة اليه، لكنه لم يجب على تلك الأسئلة لحين إعداد هذا التقرير.

وقال سعدو قدو، أحد قادة تلك القوة، “لم يكن التجمع للمطالبة بإقالة نجم الجبوري أو معاداته، نطالب بإعادة تأهيل مطار الموصل في اسرع وقت، وإنشاء عدد من المراكز الصحية… المشاركون في التجمع كانوا يطالبون فقط بتوفير الخدمات، مثل الماء والكهرباء”.

وقال رداً على اتهامات نجم الجبوري ، “بالتأكيد نحن نعارض بناء مشاريع سكنية لأنها ستؤدي الى حدوث تغيير ديموغرافي في المنطقة ولا نريد أن يأتي ناس من خارج بعشيقة ليقيموا فيها”.

مرتضى البجدلي، أحد المشاركين في التجمع، قال لـ(كركوك ناو)، “نحن كأبناء المكون الشبكي مع استتباب السلام وليست لدينا مشاكل مع أي شخص أو جهة…. للأسف، المشاريع لا تنفذ في سهل نينوى عمداً والمنطقة أصبحت مهمشة”.

واضاف، “مسؤولية الوضع تقع على عاتق الحكومة العراقية ومحافظ نينوى… نطالب نجم لجبوري ببذل مساعي جدية وحل مشاكلنا”.

وقال مدير ناحية بعشيقة، ذنون يونس، “نحن أيضاً ممتعضون، طالبنا عشرات المرات من المسؤولين في نينوى بضرورة حل مشاكل المواطنين، لكن يجب أن نعرف بأن الأوضاع في ناحية بعشيقة افضل في العديد من الجوانب مقارنة بغيرها من مناطق نينوى، بعشيقة كانت رزحت تحت سيطرة داعش لثلاث سنوات، وبعد تحريرها نفذت فيها مئات المشاريع”.

وقال، “صحيح أن مشاكلنا الرئيسية تتمثل في شح المياه وأزمة الكهرباء، لكننا نسعى مع الجهات المتعلقة معالجة هاتين المشكلتين، لكن ذلك بتطلب ميزانية لم يتم صرف دينار واحد حتى الآن لمحافظة نينوى في إطار قانون الأمن الغذائي”.

ويقول نائب محافظ نينوى، علي عمر، أن هناك خلافات سياسية بين جماعة وعد قدو ومحافظ الموصل، “أعتقد بأن التظاهرة تندرج في ذلك الإطار وهو موضوع سياسي”.

علي عمر، الذي يشغل منصبه على قائمة الحزب الديمقراطي الكوردستاني، قال بشأن التهديدات التي أطلقها وعد قدو في اجتماع الكاظمي حول إقالة الجبوري، “ليس بمقدور أي شخص وأية جهة إقالة المحافظ  أو استبداله بشخص آخر، هذا الأمر من صلاحيات الحكومة الاتحادية”.

في 13 تموز، أي نفس اليوم الذي أقيمت فيه التظاهرة، أطلق محافظ نينوى نجم الجبوري على صفحته الخاصة في فيسبوك حملة “نجم الجبوري يمثلني”.

بالرغم من أن سعدو قدو نفى أن يكون الهدف من التجمع إقالة أو معاداة نجم الجبوري، لكن مدير ناحية بعشيقة قال “إذا تم تنصيب شخص آخر محل الجبوري لن تُحل المشاكل بل قد تزداد سوءاً”.

عمار عزيز – نينوى