الثلاثاء, نوفمبر 26, 2024
Homeمقالاترئيسي والمهمة المستحيلة : محمد حسين المياحي

رئيسي والمهمة المستحيلة : محمد حسين المياحي

في ضوء الاوضاع الايرانية التي إزدادت صعوبة وتعقيدا بعد مجئ ابراهيم رئيسي، ومع الجمود الذي بات يطغي على المفاوضات النووية ويجعلها أقرب ماتکون الى الفشل مما يعني ذلك إستمرار العقوبات الدولية وماتداعى ويتداعى عنها من آثار سلبية على النظام الايراني، فإن الاوضاع الداخلية ومن دون شك ستتأثر بذلك وتتجه لمزيد من السخونة وحتى من الممکن أن تتطور أکثر فيما لو إستمرت الاوضاع الحالية على نفس الوتيرة ولم يطرأ عليها أي تغيير.

عدم تمکن رئيسي من تحقيق أية نتيجة إيجابية وعدم إستطاعته أن يکون في مستوى الامال الکبار التي عقدها عليه خامنئي عند تمهيد الطريق أمامه لکي يصبح رئيسا، جعله في وضع صعب ومع إن خامنئي سعى لتبرير عدم نجاح رئيسي وعزا ذلك الى أسباب إن الظروف والاوضاع صعبة ولايمکن معالجتها بين يوم وليلة ولابد للشعب المزيد من الصبر، غير إن تبريرات خامنئي هذه تتضائل أهميتها ودورها وتأثيرها على الشعب ولاسيما وإن الشعب يتذکر جيدا بأن خامنئي الذي وصف الحکومة الحالية لرئيسي ب”الحکومة الاسلامية الفتية” التي ستعالج کل المشاکل وتتنصر عليها، مع ملاحظة إن مجلس الشورى”البرلمان الايراني”متحامل جدا على إداء هذه الحکومة ويعتبرها مسٶولة عن تفاقم الاوضاع أکثر من السابق.

رئيسي الذي تصور بعد دعم خامنئي له من إنه سيمسك الامور بيد من حديد وإنه سيکون مميزا قياسا الى أسلافه، لکنه وفي ظل ماواجهه ويواجهه من أوضاع سلبية وتزايد الاحتجاجات الشعبية والانتفاضات والنشاطات المضادة التي طالت مراکز ومٶسسات مهمة بل وحتى جرت تصفيات قادة في الحرس وعلماء في طهران، وبعد طول صمت وسکوت وتجاهل، فإن رئيسي وهو يريد أن يضع الشعب الايراني في الصورة ويبرر لهم إخفاقه وفشله وعدم تمکنه من تحقيق وعوده ال50 التي قطعها على نفسه للشعب بقوله في 27 حزيران المنصرم من على التلفزيون:” ترون بصمات مجاهدي خلق في كل فتنة شهدتها البلاد في هذه السنوات الـ 40″، لکنه لايدري إنه بمجرد ذکر مجاهدي خلق فإنه يلفت الانظار الى ماضيه ومن إنه کان أحد أعضاء لجنة الموت الرباعية التي نفذت مجزرة صيف 1988، بحق الالاف من السجناء السياسيين الذين کان أغلبهم من مجاهدي خلق، ناهيك عن إن ذکره لمجاهدي خلق يعيد للاذهان تخوف رئيسي من الخروج الى العديد من بلدان العالم خوفا من إعتقاله على خلفية دور في مجزرة السجناء السياسيين!

ماينتظر رئيسي ويمکن أن يحرجه ويحاصره أکثر، هو التجمع السنوي المقبل من أجل التضامن مع نضال الشعب الايراني من أجل الحرية والذي سيقام خلال يومي 23 و24 من الشهر الجاري ويتم الترکيز فيه بصورة خاصة على مجزرة 1988، ولاسيما بعد صدور قرار القضاء السيدي بإدانة المسٶول الايراني السابق عميد نوري، حيث سيتم تناول دور رئەسي في تلك المجزرة بإسهاب.

المهمة التي يجب على رئيسي إنجازها خلال فترة رئاسته والتي مضى منها عام حافل بالفشل والاخفاقات المتتالية، يمکن القول ليس بأنها صعبة بل وحتى مستحيلة، ولاسيما وإن لعقوبات والعزلة الدولية مستمرتان على قدم وساق.

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular