الشعب الإيزيدي شعب قائم بذاته وله كل مقومات الشعب من لغة وتاريخ مشترك وأرض وسيادة ولو كانت ناقصة ,كما أنه يملك وطنا ولو أنه محتل من قبل الشعوب الغازية والمحتلة ’ولهذا الشعب عادات وتقاليد خاصة به مثل أقسام المجتمع من شيخ وبير ومريد والحد والسد ’بقي هذا الشعب محافظا على تلك الأمور بكل الإمكانيات المتوفرة رغم مئآت الفرمانات ,ونتيجة لتعرضه للظلم المستمراضطر على الهجرة إلى خارج الوطن بعد أن كانت هجرتهم بداخل وطنهم .
هنا سأبحث أو اتطرق لبعض الأمور التي أراها سلبية وأرى بأنه يجب على المجتمع الإيزيدي إعادة النظر فيها وتصحيحها وفق الدين الإيزيدي ووفق ما هو مناسب الآن ومنها على سبيل المثال:
1-المساواة ببن الذكر والأنثى(الرجل والمرأة) الفتى والفتاة ,فكما نعرف فإن الدين الإيزيدي لايفرق بين الطرفين وبدليل ورود ذلك في الأقوال المقدسة مثل بيتا شيورة وقول مرسوم جبير ,حيث يرد بأن (الذكروالأنثى من نور الله وهما متساويان في السماء أي عند الله)ولكن نجد بأن الشخص الإيزيدي يفضل الذكر (الولد)على الأنثى (البنت) بدليل الإحتفال عند الولادة .
2-الميراث:في قول مرسوم جبير وكذلك قول شيخي سري يرد بأن الرجل والمرأة متساويان في الميراث عند وفاة الوالد أو الوالدة (إذا جاء ومات الرجل ,فإن الميراث للمرأة والبنت والولد (دون تمييز) ,ولايقول القول بأن الميراث من حق الذكر فقط ,ولكن نجد بأن الأنثى تحرم من الميراث تماما .
3-المهر :في دعاء المهر أو دعاء تحليل الذكر والأنثى لبعضهما يرد بأن مهر الفتاة أو المرأة 9 ونصف غرام من الذهب الأحمر , ولكن ما نجده الآن أمر غير مقبول ابدا ؛حيث أن أقارب الفتاة أو المرأة يطلبون الآلاف من الدولارات أو غيرها من أقارب الشاب عند الزواج ,أليس الفتاة والشاب من نفس البشر واخوة ؟لماذا لايدفع أقارب الفتاة عند الزواج مالا للشاب الذي يطلب الزواج من الفتاة ؟لدرجة أن بعض الناس جشعون ويتصرفون بشكل لايقبله الوجدان .
4-تعدد الزوجات :في الدين الإيزيدي وفي قول مرسوم جبير بالذات يرد بأنه (يحق للرجل الزواج من امرأة ثانيةبحالة واحدة فقط وذلك عند انعدام الذرية أو الأولاد) ,لكن ما نجده فأن الكثير من الإيزيديين يتزوجون من أكثر من امرأة وذلك غير ضروري وليس كما بين القول المقدس ولكن لأجل المتعة وأمور غير محترمة .
5-في الأعراس :كما نجد بأنه يجب أن يحترم الشخص الآخر بكل ما يستطيع ولكن في الأعراس ظهرت حالة شاذة ومرفوضة وجدانيا وأخلاقيا ,هي حالة الشاباش,فقديما وجدت هذه الحالة ولكن ليس كما نرى الآن ,هل من الأخلاق أن يقطع شخص 100 دولار ويضعه فوق رأس كمنجة المطرب,ليس ممنوعا أن يعطي الشخص 5 أو 10 دولارات للمطرب لأجل أحترام من يحب ولكن وكما ذكرت قطع مبلغ وكما ذكرت والتصرف هكذا غير مقبول أبدا حتى أخلاقيا.
6-المناداة في الأعراس: نجد هنا بأنه عندما يكون الفرح في قمته نجد توقف الفرح ,لماذا؟ لأجل تقديم هدية للعروسين وهذا أمر جيد ومبارك ,لكن التوقف أكثر من ساعة كي يأتي شخص وينادي ويقول بأن الإنسان الفلاني قدم كذا مبلغا هدية للعروسين فإنه أمر غير مقبول وسلبي جدا ,لأنه يعرقل ويوقف الفرح لأجل لاشئ.
7-عند الموت ,نجد أيام العزاء تختلف بين يوم و3 أيام و5 أيام و7 أيام ,فالوضع الحالي لايسمح بإقامة العزاء لمدة طويلة لذلك فإنه يجب أخذ الأمور والوضع الراهن بعين الإعتبار خاصةوإننا صرنا في بلدان لاتسمح الامور القيام بما كنا نقوم به عندما كنا في وطننا وكذلك فإن توفر وسائل المواصلات قد الأمور وجعلتها سهلة بحيث يمكن بيوم واحد تقديم واجب العزاء .
8-الطعام والخيرات :كما هو معروف فإن الضيف يحتاج إلى طعام ,وإن الميت يحتاج إلى توزيع الخيرات لأجله ولكن كل ذلك يجب أن يكون ضمن المعقول ,ففي العزاء لعدة أيام نجد الكميات الكبيرة من الفواكه على الطاولات وتبقى تلك الفواكة هكذا دون أن يتناولها أحد ,بعد يوم أو يومين يتفسخ الكثير من تلك الفواكه وترمى في حاويات الزبالة أليس هذا إسرافا ؟وكذلك كلما يأتي شخص أو شخصان يتم تقديم الطعام لهم مع العلم أن الكثير من هؤلاء لايريدون تناول الطعام هكذا لحالات مرضية أو ذاتية ,وتدخل المرأة إلى المطبخ من الساعة 7 صباحا إلى حوالي الساعة 8 مساء ,أليس هذا عذابا واعتداء على تلك المرأة والميت نفسه؟
9-دفن الميت مع الحلي:المعروف عند الإيزيديين بأنهم يدفنون أمواتهم وبأيدي بعضهم أو بعنق بعضهم الذهب,ويدفنون ذلك الذهب وغيره مع ذلك الميت ,ياترى ما فائدة ذلك ؟هل سيساعد ذلك الذهب ذلك الميت في الآخرة ؟أليس هذا اعتداء على أهل الميت ,فبدل ذلك يمكن توزيع ما يساويه ذلك الذهب من دراهم أو طعام على الفقراء والمحتاجين إن كنا نؤمن بالحساب والقيامة ,لأن ذلك سيساعده عند ذلك وليس دفن الذهب معه تحت التراب ,هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فإن هذا التصرف يشكل خطرا على ذلك الميت ,لأنه ليس من المستبعد أن يقدم أناس على حفر قبور الإيزيديين وإخراج الموتى لأجل الحصول على ذلك الذهب الذي يتم دفنه مع الميت وقد وجدنا حدوث ذلك قبل وقت قصير في مناطق مختلفة من مناطق دفن الإيزيديين بالوطن .
10-بناء القباب :من عادات الإيزيديين وإحتراما للميت يتم وضع الميت في تابوت عند المقدرة وكذلك يتم بناء قب على قبر ذلك الميت ’ولكن ما نجده الآن يخرج من إطار الإحترام للميت ويدخل في إطار الإفتخار والتكبر ليقول الشخص الذي يبني قبا عاليا وفخما وحول القب حديقة بأنه فعل هكذا ,هل يساعد ذلك القب ذلك الميت في دخول الجنة ؟هل كان الإيزيديون يتصرفون هكذا عندما كانوا في الوطن؟
أمام هذه الملاحظات أرى أن نراجع أنفسنا ونبحث عن الحلول المناسبة كي لايقول الناس بحقنا ما لانستحق.