بعد مجريات الامور والاحداث التي جرت في بلجيکا والسويد وإجراء محاکمتين لمسٶولين وعملاء للنظام الايراني حيث لفتت أنظار العالم کله الى الدور المشبوه الذي يقوم به هذا النظام خارج إيران، والملفت للنظر إن العلاقات تأزمت بين البلدين الاوربيين وبين النظام الايراني بسبب من تلك المحاکمتين على الرغم من إن النظام يعمل کل مابوسعه من أجل أن يغطي على آثار وتداعيات تلك المحاکمتين.
التطورات الاخيرة التي جرت في الارجنتين على أثر قيامها بإحتجاز لطائرة شحن من طراز “بوينغ 747” مملوكة لشركة “إمتراسور” التابعة لشركة “كونفياسا” الفنزويلية العامة منذ شهر يونيو/حزيران الماضي. وتم منع أفراد طاقمها، وهم 14 فنزويليا وخمسة إيرانيين، من مغادرة البلاد في انتظار انتهاء إجراءات التحقيق بشأنها. تنبأ بأن هناك ثمة مشکلة عويصة تلوح في الافق بين الارجنتين وإيران، ويبدو إن هذه المشکلة جدية ولاسيما بعد أن إستدعت الخارجية الايرانية القائم بالأعمال الأرجنتيني للمطالبة برفع “فوري” للقيود المفروضة على سفر خمسة إيرانيين من أفراد طاقم طائرة فنزويلية تتحفظ عليها بوينس آيرس منذ أسابيع، وفق ما أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية.
الخارجية الايرانية التي أکدت بأنها قد إستدعت القائم بأعمال سفارة الأرجنتين “وأبلغته احتجاجا شديد اللهجة على خلفية قيود السفر المفروضة على خمسة من الرعايا الإيرانيين، ضمن طاقم طائرة نقل فنزويلية عند مغادرتهم الأرجنتين”، لکن ماقد أعلنت عنه أجهزة الاستخبارات في باراغواي بخصوص هذه المسألة يختلف تماما عن الرواية الايرانية حيث أفادت بأن أحد الذين تقلهم الطائرة الرابضة في مطار قرب بوينوس أيرس على صلة بفيلق القدس الموكل العمليات الخارجية في الحرس الثوري. ومع تذکر العملية الارهابية التي قام بها النظام الايراني في الارجنتين وتفجيره للسفارة الاسرائيلية فيها، فإن توقيف طاقم هذه الطائرة التي کانت كانت مملوكة لشركة “ماهان” الإيرانية، وتم بيعها إلى الشركة الفنزويلية قبل زهاء عام، وفق ما أفاد مسؤولون إيرانيون، وإن شرکة “ماهان” لها علاقات وثيقة مع الحرس الثوري المدرج على قائمة الارهاب الدولية، يعطي إنطباعا بأن مايجري يستند على حقائق وليس على مجرد ظنون وتأويلات.
يبدو واضحا بأن هناك ثمة معضلة للنظام الايراني مع الارجنتين وهي باتت تتبلور شيئا فشيئا وإن المواقف العلنية الغاضبة للخارجية الايرانية سبقتها إتصالات سرية عبر قنوات وطرق مختلفة من أجل تدارك الموضوع ولکن لايبدو إن أيا منها قد حققت النتيجة المرجوة بمعالجة هذه المشکلة وحسمها.