الإثنين, نوفمبر 25, 2024
Homeمقالاتهل يخطط لنظام دكتاتوري جديد ؟ : د. مهند البراك

هل يخطط لنظام دكتاتوري جديد ؟ : د. مهند البراك

                 ahmedlada@gmx.net

 

تجري الإنتخابات في كل بلدان العالم دورياً لإختيار سلطة تشريعية و تنفيذية جديدة، لتكون  الأصلح لقيادة البلاد في الظروف التي تستجد فيها و في المنطقة و العالم، من اجل خير البلاد و رفاهية ابنائها و حمايتها مما يهدد امنها و سلامتها . .

و قد قال و كتب و ناقش و تحرّك العديد من السياسيين و البرلمانيين و المثقفين و ذوي الخبرات، من الوطنيين و الأكثر حرصاً على البلاد من مشارب متنوعة، الى ما وصلت اليه البلاد بكل مكوّناتها، من تسيّد النهب و السرقات و الفساد الإداري الذي صار اضافة للميليشيات و السلاح المنفلت، هو الحاكم الفعلي . .

و الى انتشار الفقر و البطالة و الجوع و المخدرات و الخراب، وصولاً الى انعدام الكهرباء و الماء الصالح للشرب البشري . . في بلد من اثرى بلدان عالم اليوم، في زمان ازمة الطاقة و الغذاء التي زادتها الحرب الروسية ـ الأوكرانية . .

بل و استجدت مشاكل من نوع اخطر يهدد اراضي و وحدة البلاد، و هو هجوم بلدان من المنطقة على مرافقها الأكثر حساسية، لمحاولة تسييرها وفق خططها و لإستغلال ثرواتها و امكاناتها و مواقعهل الستراتيجية، اضافة الى قطع المياه عنها و ضغوط تلك البلدان عليها، كفرض بيع الغاز لها بأثمان عالية لتوليد الكهرباء . .

و لم تستطع حكومات المحاصصة و التوافق مواجهتها و انهائها لخللات في تكوينها و لعدم قدرة مسؤوليها، و انما ردّت بردود افعال حكومية كارتونية لانفع فيها، او بقرارات لم يؤخذ بها لضعفها . . سواء تجاه القصف الصاروخي الايراني على اربيل و قصف آبار الغاز في السليمانية من عصابات تدور في افلاكها، او الى تكرار القصف الجوي التركي على القرى الكردستانية و سكّانها الآمنين، اضافة الى العمليات العسكرية التركية الواسعة و اقامتها لعديد من القواعد العسكرية لها في كردستان العراق لأهداف متنوعة . .

و اخيراً القصف التركي الأخير على المدنيين العراقيين من كل الأطياف في مصيف في زاخو و الذي تكرر رغم استنكار الحكومة العراقية له و استنكار اعداد متزايدة من المتظاهرين في مختلف المدن  للسياسة التركية العسكرية و لقطعها المياه عن انهار العراق التأريخية . . حتى توقّف مجلس الأمن الدولي على عدم آهلية استنكار الحكومة العراقية الخجول على العدوان التركي . .

في وقت لاتزال فيه الكتل الحاكمة في حالة من اللف و الدوران و هي امام واجب تشكيل حكومة وفق نتائج الإنتخابات الأخيرة (التي قاطعها ماقارب الـ 80% ممن لديهم حق التصويت)، الإنتخابات التي لم يجر العمل حتى وفق نتائجها التي اعترفت بها، بعد ان جرى تعويمها بمختلف الحجج و الذرائع و بقرارات من المحكمة الإتحادية، و بقيت نفس الكتل الحاكمة تنحت و تعمل اللامعقول للحفاظ على المحاصصة الكريهة و على التوافقية (غطيّ لي و اغطيّ لك)، و للحفاظ على حصصها من الكعكة في ابراجها البعيدة عن الشعب، ضاربة المواد و المواعيد الدستورية عرض الحائط . .

ناسية بروز الموقف الشعبي الجماهيري الغاضب ضد الطائفية و المحاصصة و الكتل الحاكمة، و اهميته بعد اسقاطه حكومة و فرضه لإنتخابات مبكرة و اعادة صياغة قانون الانتخابات . . فالشعب بانواع معاناته و مراراته يبرز الآن كمقرر رئيسي جديد لمدى صلاحية الحكومة و مدى الثقة بها . . في معادلة بائسة لعلاقة الشعب بالحكم، الشعب يضحيّ و يعاني المرارات و الحكومات تسرق . .

حتى صار صراع الكتل الحاكمة على المناصب، مهدداً للأمن المجتمعي، صراعاً لايبالي  بحاجات و مآسي المجتمع . . صراعاً يدور و كأننا في اعوام بدايات تشكيل الحكومات على اساس دستور ينص على التبادل السلمي للسلطة 2007 ـ 2008 . .

حين كان تشكيل الحكومة الجديدة قائماً على اساس الوعود، التي صار لايمكن الوثوق بها بعد تجربة حياة مرّة لعشرين عاماً مضى، و لايمكن الثقة بمطلقيها الذين صاروا مسخرة بنظر اوسع الأوساط . . من الرئيس السابق للحزب الرئيسي الحاكم (الدعوة) الذي كان يهدد بـ (خروج المارد من القمقم)، و الى الوزير (العبقري) صاحب (السومريون هم اوّل من اخترع الطائرة و علّموا الدنيا على الطيران)، و الى رئيسه الحالي الناطق بمقولة (ماننطيها) و هو يوقّع على (التبادل السلمي للسلطة) . . الذي صار حديث الساعة منذ ايّام.

فقد هزّ مانشره الصحافي و الناشط المدني العراقي علي فاضل من تسريبات للسيد المالكي . . هزّ اوساطاً سياسية و شعبية واسعة داخلية و دولية، و مابين مكذّب و مصدّق لها، تزداد تأكيدات من جهات فنية و من رفاق سابقين للمالكي و ممن عملوا معه و من جايله، تزداد تأكيداتهم على كون التسريبات صحيحة و كونها تنطبق على اساليبه في الحديث و التفكير و طرق التعبير و الرؤى . .

التي تسلّط اضواءً على موقفه من التيار الصدري صاحب اعلى اصوات في الإنتخابات الأخيرة و مواقفه المستنكفة من الحشد الشعبي المقاتل لأنه لم يتحوّل الى (حرس ثوري) كإيران، ناسياً بأنه لم يقم بثورة و انما جاء على جناح محتل، و مواقفه من قادة المكوّنات العراقية الأخرى . . اضافة الى ذكره لوشائج وثيقة بـ (الارجنتين) و فقيهها و تفاصيل عن مقرّبيه و اجهزته الذاهبة عميقاً في البلاد، و ماينوي فعله من (انقلاب عسكري مغطىّ بالدستور و بالفتاوي) بجماعات مسلّحة مزوّدة بدبابات و مسيّرات و صواريخ بعيدة مدى، و صواريخ اخرى (عابرة للقارات) يعملون على (تصنيعها) لكنهم يحتاجون نثرية !!!

و غيرها . . مما تؤكّد سعيه للخروج عن الدستور و قراره بالخروج عن التبادل السلمي الدستوري للسلطة، و توضّح المدى البعيد لإستئثار فئة لوحدها من مكوّن بالحكم بقيادة (مختار عصر) قائد ضرورة جديد !!

 

23 / 7 / 2022 ، مهند البراك

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular