منذ ايام قرأت مقالة بعنوان لماذا يهجر شباب البلدان العربية إلى الخارج، أغلب الاسباب التي ذكرت كانت إيجابية منهم من يبحث عن العلم و العولمة و العمل و الطموحات و ما إلى ذلك.!
ولكن للأسف لم اجد الا اشارة بسيطة الى الحروب و النزاعات و التي تعد من اكثر الاسباب مؤديًا الى الهجرة.!
وهذا لربما يكون السبب الرئيسي الذي جعلني اكتب هذا المقال.
نحن على أعتاب دخول السنة الثامنة من النزوح، وقد تعاقبت حكومات كثيرة و قد قطعوا وعودًا لم تكن آلا مسكنات ولا شيءٍ سواها، وأبرموا إتفاقيات لم تكتمل.
وفي وقتً كانت سنجار بحاجة الى خطة امنية و البدء بتنفيذ خطط و عمليات أعمار شاملة و الاستفادة من الايادي العاملة من الشباب عملوا العكس، و أحدثوا المزيد من الفوضى و النزاعات التي أدت الى هجرة عكسية،
بينما كانوا اهل الخيم (النازحين) من الايزيدية بانتظار الوعود الاخيرة التي قطعتها الحكومة قبيل الانتخابات البرلمانية، وآملًا إن يعودوا آلى مناطقهم استقبلوا الفارّين من تلك المناطق نتيجة النزاعات المسلحة.
سنجار وعلى مر السنين عانت من أمرين الاول هو عدم جدية الحكومة العراقية في حل مشاكلها الخارجية و الثاني هو فشل الايزيدية من حل مشاكلهم الداخلية والتي فأقمت في الفترة الماضية بسبب تعدد وجود الاحزاب السياسية و الأطراف المسلحة و إتباعهم لكل هذه الأطراف، في حين كان يتطلب منهم التعاون و إيجاد حل سلمي للازمة الداخلية ومن تم مطالبة الحكومة العراقية باتخاذ الاجراءات الضرورية لتأهيل المنطقة للعيش الكريم، ولكن هذا لا يعني بإن الحكومة لا تتحمل مسؤولية كل هذا الفشل، بل هي تتحمل الجزء الاكبر منه.
ينقسم اهالي سنجار الى ثلاث اقسام، القسم الاول عائد من النزوح او لم ينزحوا أساسًا ينتظرون حل الازمة الموجودة ليعيشوا بأمان، و القسم الثاني نازحين و ينتظرون تعويضات حقيقية و اعمار المنطقة على أمل العودة و العيش هنآك، و القسم الاخير و الذي يعد القسم الاكبر منهم، و الذين يفكرون بالهجرة و تحمل المخاطر و مواجهة الموت على امل ان يصلوا الى البلدان الأوروبية و العيش بكرامة، بعدما فشلت الحكومات بان توفر لهم كل ما ذكر.
كل هذه الاسباب و المشاكل والتي تعد جزء بسيط من مشاكل المنطقة تدفع الايزيدية الى الهجرة و عدم عودتهم إلى مناطقهم.
اما عن الحلول فهي واضحة جدًا وقد وضعتها بين الاسطر، ولا اعتقد بان الحكومة العراقية تجهل هذه الحلول حتى أقدم لها بشكلٍ صريح و وأضح،
وهذه الحلول للأسف تحتاج الى مدة طويلة حتى يمكن ان تعطي نتيجة ايجابية و ملموسة.
لا أريد ان أخوض في تفاصيل كثيرة عن صعوبة الهجرة الغير شرعية و المخاطر التي قد يواجهها الفرد عندما يسلك طريقها،
وفي مقابلة مع احد الأشخاص (رفض ذكر إسمه) قال بشكل مختصر بان الموت أهون من ان تقع في يد حرس الحدود (بدون تحديد).
وهذا يعني تعرضهم للإهانة و الضرب و التعنيف وكل الاشياء اللانسانية و الغير قانونية.
وعندما سألته عن الاسباب وراء إختياره الهجرة، ذكر بإن الموت و الاهانة مرةً واحدة أفضل من تكرارها يوميًا، وهذا ان دل على شيء فهو يدل على فقدان الثقة و الامل بان تتحمل الحكومة مسؤولياتها تجاه ابناءها من الشعب و الايزيدية بشكلٍ خاص.