لايمکن أبدا أن للقادة والمسٶولين في نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية من إخفاء حقيقة الاوضاع السلبية التي يعاني منها بشدة هذا النظام، وإن التصريحات الرنانة وکذلك عقد لقاءات نظير اللقاء الايراني ـ الترکي ـ الروسي الاخير، ليس بإمکانها أبدا التغطية على تلك الاوضاع السلبية ومايعانيه من جراء ذلك.
الاحتجاجات الشعبية المستمرة في إيران وکذلك النشاطات المضادة للنظام من جانب وحدات المقاومة وشباب الانتفاضة، وفي ظل الاوضاع الاقتصادية بالغة السوء، وکذلك إستمرار العزلة الدولية الخانقة، وکل هذا يٶثر بطبيعة الحال على النظام ويجعله يوما بعد يوم يقترب أکثر فأکثر من حافة الخطر، وفي ظل هکذا أوضاع فإن الذي يلفت النظر کثيرا هو إن أحد الوجوه البارزة فيما يسمى بالتيار”الاصلاحي”، ونائب الرئيس الاسبق محمد خاتمي، يدعو وبلهفة وحرص الى إنقاذ “الجمهورية الإسلامية والمرشد”!
خامنئي وبعد أن بادر الى فرض رئيسي کرئيس للنظام وقام بفرض حالة من الحصار على تيار”الاصلاح”المزعوم، فإن هذا التيار الذي لم يقم أساسا وطوال 4 ولايات رئاسية لکل من محمد خاتمي وحسن روحاني، بأي خطوة إصلاحية أو أي إعتدال في نهج النظام، هو أساسا لم يکن إلا مجرد تيار هدفه خدمة النظام والعمل على إستمراره بمختلف الطرق والاساليب، وإن النائب السابق لخاتمي، حسين مرعشي، عندما دعا الى إنقاذ “الجمهورية الإسلامية والمرشد” عبر مطالبتهم المرشد الأعلى علي خامنئي ليتبنى “برنامجا إصلاحيا حقيقيا على جدول أعماله”!
مرعشي وعندما أضاف بأنه لا أحد سوى علي خامنئي “قادر على إنقاذ الوطن” على حد تعبيره، موضحا أنه “لا رئيس الجمهورية ولا رئيس القضاء ولا رئيس السلطة التشريعية، اجتمعوا أم تفرقوا قادرين على إنقاذ البلد”، فإنه أثبت الحقيقة الاستبدادية لهذا النظام والذي يمکن إختصاره في خامنئي تحديدا!
حسين مرعشي الذي حذر من أن النظام الديني الحاكم في إيران سوف “يذوب كذوبان الثلج في حر القيظ.. إذا لم تبدأ عملية إصلاحية حقيقية في البلاد وإذا تكررت هذه العملية المدمرة الحالية (من قبيل هروب رؤوس الأموال، وهجرة العقول، وانكماش الطبقة الوسطى، والارتفاع والتضخم بشدة، وانتشار عدم الرضا)، وسينتظرنا مستقبل بائس”، ويبدو واضحا بأن مرعشي هذا يهمه بقاء وإستمرار النظام وليس أي شئ آخر وهو يضع ذلك فوق کل إعتبار ولاسيما عندما يصف في جانب آخر من خطابه هذا حكومة إبراهيم رئيسي والرئيس نفسه بالمبتدئين وعديمي الخبرة، لکنه في نفس الوقت يستدرك قائلا: “نحن لا نريد انهيار حكومة رئيسي”، مضيفا أنه لا يعتبر إبراهيم رئيسي منافسا له، بل “يأس الناس وإحباطهم”، وبذلك فقد أثبت کذب وزيف هذا التيار ومن إنه مجرد واجهة مزيفة من أجل خدمة النظام الايراني وليس أي شئ آخر!