شنكال الإبادة ..
من “القروش”الكبرى
الى داعش
ابراهيم سمو
قروش بريمر والابادة :
مفردة “المكونات”،وتفسيرها ب السنة والشيعة والكرد ،ك “قروش” كبرى ،اخرجها حاكم العراق الامريكي، بعد صدام حسين ،بول بريمرعلى العراق من عبه الاحتلالي الى العلن، بديلا عن مفردة “المواطنة”،التي طالما كان العراق يتوسمها فيه ،او يتوق اليها بعد طاغية مقيت ،واملى داعية الاحتلال بريمر، بذريعة التحرير ،على الناطقين باسم هذه المكونات / “القروش” الفتاكة، ان يقارع كل الآخر ،حتى يضمن لنفسه حقوقا ممتازة ؛فابتدع وثيقة اعتبرها مراقبون بمثابة هدنة مرحلية ،محدودة المدة والغرض والمآلات، بين كبار اشرارالعراق و..نفث “مندوب الغزو الامريكي “الاسمى ،من سموم بلاده على العراق ،”نعرات دستورية” مفرقة ولصوصية ،ذات نكهات قوموية ،مذهبية ودينية ،لم تقد البلاد واهلها ،سوى الا الى مصير مزرٍ وهاوية ،واغرى ؛بمعنى ألزم الجميع بالتزاحم والاقتتال ،على المكاسب والحصص والانصبة والاستحقاقات الكتلوية والحزبية الخاصة ،فمضى قروش الجريمة ،كل يبتغي احتكار العراق لحسابه الشخصي ،والتهام شريكه /الآخر،حتى تداعت الدولة واركانها كليا، فانهرست حضارتها وديست سيادتها وطفحت دواعشها ،وما ادراك ما دواعشها ، طفوح “الشمامقة الغاوون ” ! .
من تداعيات الحضور ” الدواعشي ” :
لمعنى الحضور مخالب تدميرية ناهشة، كثيرة بترت القيم ،سطت على الاخلاق وكسرت الاعراف الانسانية المتداولة ،وللعبارة مفعولية اعمق؛ من مجرد ايذاء خادش للسمع والذاكرة والحياء ،ولها سطوة قهرية ،تتجاوز الايلام العابر ،او الوجع المزمن، او العاهة المستديمة الملازمة للشكل ،اوالنافية لعضو او اكثر في هيكلية ما.
**** **** **** **** ****
و .. تمكن الداعشيون ـ الزبانية ب “فم الله” ولحساب الله ،من التجاوز على كل مختلف ،او مخالف في العقيدة والفكر والدين والنظر..لسان حال المبادين والمهجرين والنازحين ،في شنكال وشيخان وبعشيقة وبحزاني وسهل نينوى كلها، لسان حال الايزيديين والمسيحيين والشبك والصابئة وسواهم ؛من مستضعفين ومقهورين يزأر من شدة الهول ..هل ثمة رب يدير حقا هذا الكون ؟ .. اين هو..اين كان ..لِمَ لمْ يتدخل ،وكيف اطلق يد من هب ودب ؛من ياجوج وماجوج ،في سبي الحرائر ،وافتتاح النخاسات والمزادات عليهن .. لِمَ سمح هذا المسمى برب الكون والكائنات ،بقتل وحرق وتفخيخ ووأد وطبخ لحوم ايزيدييه الخُلَّص..الثكالى، ولِمَ ترك شذاذ الآفاق يزرعون في القُصّر واليافعين وغير المُميِّزين المُستعبَدين ،بذريعة الايمان ،روحَ التطرف واقترافَ الابادة ،بحق ابائهم وامهاتهم وسائر بني جلدتهم المكفّرين بهتانا.. لسان حال الابادة المقترفة والتي لاتزال سارية،يتهم الله ب التواطؤ والداعشية !.
هل ماتزال العراق دولة :
وهل مايزال ثمة من يدعي او يصدق ،خصوصا بعد “قروش بريمر”، و”زبانية داعش” ،و”دناهشة “الحشد الشعبي، وفتاوى السيستاني ،وخزعبلات الصدر ،وانحياز السُنّة بكليتها الى فقه داعش، وتناطح الكرد فيما بينهم او مع قروش اخرى، في الحلبة العراقية ،ان هنالك دولة على الخارطة اسمها العراق ،ذات سيادة وسلطات وكيان وجيش، وجماعات مجتمع مدني وصحافة مهنية ،مستقلة.. هل مايزال ثمة من يدعي او يصدق ؟!. الواقعُ مضحك ،مبكِ في آن واحد ..ويحيل ـ هو الواقع ـ المتابعَ المدهوش ،الى مشاهد صاخبة من كوميديا سوداء ،تستعرض قصة إبادة دولة ،اضحت في الدرك الاسفل،وكانت تدعى ذات يوم العراق .
**** **** **** ****
ـ ” وتكولون العراق ـ يا طايحين الحظ ـ دولة!”. قد يتهكم عراقي مأزوم من المقولة ،ويقهقه ليس فرحا بل من شدة الكآبة ،ثم تنقلب ضحكته بالعربدة عينها ،الى عويل رتيب مر ،فيلطم كما تفعل الشيعة على الحسين …” دولة يا وجوه البومة ..تكولون دولة..! شلون ويا..دولة ؟ ..يا اولاد ال” … …”سولفوها بعد شنكال وتلعفر والموصل وسهلها للدبة ..إي للدبة!” .
حقوق الانسان و.. اكاذيب ” الامم”:
دللت الابادة الداعشية على شنكال واخواتها في العراق، وربما قبلها اوبالتزامن معها او بعدها ،في اماكن اخرى من هذا العالم الطويل العريض ،ان مسألة”حقوق الانسان”،ليست اكثر من واجهة تجميلية ،او مدخل تمويهي ،تمررعبره الدول المتنفذة غياتها النفعية ومشاريعها الخاصة اوتتحذ تلك الحقوق شماعة لاجنداتها وغرائزها، وان “منظومة الامم المتحدة”؛بكافة اجهزتها ولجانها الفرعية ،ووكالاتها المتخصصة ،ومؤسسساتها ومنظماتها الخاصة ،لا تزيد عن كونها “كارتل احتكاري”عالمي، تعمل وفق ضوابط غير موضوعية ولا انسانية ،وقد اوضحت “ابادة كوجو”عن بكرة ايزييها، ان “التدخل الاممي الانساني”،ليس اكثر من كذبة سمجة، او نكتة باهتة يطلقها محتكرو السلطات الاممية ،وفق مقاييس ـ تكون في الغالب ـ اعتباطية ،واخرى مصلحية ،وثالثة مزاحية ،ورابعة “خرنعية ” وخامسة ـ على حظ ابو المثل ـ “كعيبرية “، ثم.. هلم جرّا وكأن لسان حال الإبادة في كوجو ،يشتم الاجهزة والهيئات الاممية : ” احذفوا ـ “ياسختجية “ـ اوراقكم وشِرَعكم ومعاهداتكم ووثائقكم وتقاريركم ومحاضر جلساتكم الانسانية والحقوقية ،في اقرب حاوية قمامة او سلة مهملات او.. “انطوها ـ في احسن الاحوال ـ ل شكرجي ،او خوردة فروشي ”
شنكال والمقاومة :
ـ شنكال لم تسقط ..لا..! لكن اسلحتنا لم تزد عن بضع مقاليع ،وبواريد صيد ،ومسدسات ،وفي احسن الاحوال كلاشنكوف.قال “قيراني” لآخر ،ثم اخرج من علبته تبغا ،دسه في لفافة دحرجها بين اصابعه بعصبية.
فرد آخر : ” قسما ب شرفدين.. تثاءب واضاف .. أتعلمان من يكون “شرفدين” ساسترد شنكال.. كلها ،بدمي .
**** **** **** **** ****
وتشهد “سيبا شيخ خدري” ،”كر عزير” ،”كرزرك” و”حردان” وسواها ،ان الشنكاليين ،هلهلوا بحناجر من حديد :” هول هولا ..هولا سلطان ايزي” .واستبسلوا في الدفاع عن الارض والعرض والمال والكرامة، لكن السلاح والذخيرة خذلاهم ،و يحكى ان اعلام داعش المقروء والمرئي ،حدث عن قتال عنيد في قرى “القيرانيين “و””فقراء” آل زروه “و”آل اوسو”” و”الجيلكا” .
**** **** **** ****
وها هي ام ذي تحكي ،بعد بلوغها شنكال / الجبل لصغارها.. قيل ان اباكم وعشرات من قروييه، لم يغادروا مواقعهم في الدفاع، وتواصوا حين نفدت ذخيرتهم ،من الطلقات فيما بينهم : نلهي العدو ..نموت حتى يبلغ الفارون من اهلنا شنكال ـ الجبل .
ـ وقيل !. تنهدت الام واكملت : ان “همرات” ،ذات رايات سوداء ،سحلت اجساد “الجانغوريين” الطاهرة. غصت المراة الشابة ـ وهي تسرد ـ بالبكاء واضافت : سحلهم المجرمون ـ وهم على قيد الحياة ـ دهسا. توقفت للحظة صغيرة ثم تابعت تفضفض لبنيها : لعل بعضهم وقع قبل السحل ،هدفا للقناصة والاسلحة الفتاكة ،لكنهم لم يأبهوا بل مضوا يقاومون . زغردت السيدة على غير توقع ،وضمت الصغار الى صدرها، تقول: هكذا استشهد ابوكم ورفاقه ..استشهدوا حتى نعييييييييش نحن ،وكل من معنا على الجبل الآن من بشر!
انبهار ” دواعشي” :
توارد ،ان امير الحملة الداعشية على شنكال، بهرته مقاومة “سيبا شيخ خدري” و”كرعزير”،فامال عنقه نحو مستشار له من البومتيوت” ،او لعله من الخواتنة ،منذهلا : هؤلاء الكفار.. !.”
ـ القيرانيون والفقراء رجال اشداء يامولاي ..ولذا انا احنق عليهم.. ابغضهم يا مولاي ” .
ـ ليس فقط اشداء ياشلاتي..هم صناديييد ! .