هذا الهجوم المتواصل حتى كتابة هذه الاسطر، يعكس رغبة صدرية واضحة باقصاء اي جهة ساهمت في تعطيل مساعي التيار في تشكيل حكومة الأغلبية السياسية التي كان ينادي بها، وايضاً قد يقرأ على انه جزء من ردة فعل واضحة على قيام الحكيم بخطوة استعراضية من خلال تجمعه الحاشد الذي ظهر وسط بغداد، في دلالة واضحة على انه يستطيع أيضاً ان يحشد شارع مضاد للتيار، او على الاقل منافس.
هذا الهجوم الصدري على الحكيم ومقاره، يأتي أيضاً بعد ساعات من مقابلة للحكيم مع فضائية بي بي سي العربية والتي قال فيها إن الاطار التنسيقي لن يتراجع مطلقاً عن ترشيح محمد شياع السوداني، وهو ما اعتبر استفزازاً صريحاً للتيار الصدري الذي يريد ان يفشل كل جهود الاطار التنسيقي في تأليف الحكومة الجديدة، ضمن مسلسل كسر الارادات الذي قد يصل إلى مرحلة كسر العظم بين القوى السياسية الشيعية المتنافسة.
الهجوم الصدري على مقار الحكيم ليس الاول من نوعه، بل هو يعيد تاريخاً مريرا من الصراع بين الطرفين، وايضاً يوثق بقوة لمشهد تتسارع فيه الأحداث بقوة، وقد يؤدي استمرار التصعيد الصدري الى الدفع بالامور الى الخروج عن السيطرة.
ولعل تغريدة الحكيم بأية قرأنية، تأتي ضمن مساعيه لضبط الأمور والذهاب بها الى مساحات غير تلك التي وصلت لها، لكنها قد لا تكون مقنعة للتيار الصدري الذي يرى ان الحكيم ما عاد طرفا وسطا بين القوى الشيعية، وانه بات جزءاً لا يتجزأ من معسكر يستهدف التيار الصدري، ولذا فأنه يستحق العقوبة التي بدأت بمحاصرة المقار واقتحامها، ولا نعرف كيف ستنتهي.